أدى أول كونجرس بغالبية يسارية في المكسيك اليمين الدستورية، وذلك بعد الفوز التاريخي لليسار في انتخابات يوليو الماضي التي أوصلت أيضًا اليساري أندرس مانويل لوبيز أوبرادور إلى سدة الرئاسة وعاقبت المؤسسة السياسية التقليدية الحاكمة. ووسط الهتاف باسم لوبيز أوبرادور، قام نواب الائتلاف الذي يقوده حزب "مورينا" (حركة التجديد الوطنية) الذي أسسه الرئيس المنتخب قبل أربع سنوات بأداء اليمين في مجلس النواب، حيث سيكونون القوة المسيطرة. أما في مجلس الشيوخ فكان الاحتفال رسميًا أكثر، لكن ميزان القوى هو نفسه، وسيكون لويز أوبرادور للمرة الأولى في تاريخ المكسيك الحديث أول رئيس يحظى بغالبية مطلقة في مجلسي النواب والشيوخ الذين يشكلان الكونجرس. وقالت تاتيانا كلوتيير مستشارة الرئيس المنتخب التي انتخبت نائبة إن "الناس صوتوا وقالوا كلمتهم، وهذه هي الطريق التي يجب أن نسلكها الآن". وأشارت إلى أن الأولوية التشريعية للغالبية هي تعديل القانون للسماح لأوبرادور بتغيير بنية الحكومة، بما في ذلك إنشاء وزارة جديدة للأمن العام من أجل التعامل مع النسب المرتفعة لمعدل الجريمة. وأضافت "ثم نبدأ بتغييرات أساسية أخرى". ويفتتح المجلس جلسته التشريعية الأولى السبت، لكن أوبرادور لن يتولى منصبه حتى الأول من ديسمبر المقبل. وانقلب الناخبون المكسيكيون على الطبقة التقليدية الحاكمة في الانتخابات الأخيرة بسبب الاستياء والغضب من فضائح الفساد التي لا تنتهي وازدياد معدلات الجريمة نتيجة سطوة عصابات المخدرات في البلاد. وفاز لوبيز اوبرادور محافظ مكسيكو سيتي السابق بنسبة 53 بالمائة من الأصوات بفارق أكثر من 30 نقطة عن أقرب منافسيه، متغلبًا على الحزبين الذين حكما المكسيك مدة 89 عامًا، حزب الثورة المؤسساتي وحزب العمال الوطني. وسيحصل حزب "مورينا" وحلفاؤه في الائتلاف على 307 مقاعد من أصل 500 مقعد في مجلس النواب، و69 مقعدًا من 128 في مجلس الشيوخ، وهي أول غالبية مطلقة في المكسيك منذ عام 1994. ويبدو أن لوبيز أوبرادور قاب قوسين من التفاوض على غالبية الثلثين، وهو ما سيتيح له تغيير الدستور.