توفي السيناتور الجمهوري المخضرم، جون ماكين، أمس السبت، عن عمر يناهز 81 عاما، عقب صراع مع مرض السرطان في المخ، وذلك عقب تاريخ حافل من المشاكسة والدفاع عن حقوق المتهمين وحقوق الإنسان. وكان ماكين، الذي عُرف منذ نعومة أظافره بأنه شخصية جامحة ومولع بالتشاجر، توقف عن علاج المرض يوم الجمعة الماضي، وانتقل إلى منزل الأسرة لقضاء لحظاته الأخيرة في مسقط رأسه بولاية أريزونا. صارع السيناتور الجمهوري نوعا شرسا من سرطان المخ بعد اكتشافه في يوليو 2017 ولم يُشاهد في الكونجرس الأمريكي خلال عام 2018. وأجريت له عملية جراحية في منتصف أبريل بسبب التهاب في الأمعاء. ماكين، الذي اشتهر في مدرسته الداخلية بالمشاكسة، حيث حل في المراتب الأخيرة على دفعته، كما تسبب حظه العسر في وقوعه أسيرا بين يدي القوات الفيتنامية أثناء مهمة عسكرية، ليستمر في السجون الفيتنامية لمدة 5 سنوات ونصف العام، من بينها عامان في الحبس الإنفرادي، تعرض خلالها لأقسى أساليب التعذيب، الأمر الذي جعله مدافعا بقوة عن حقوق المتهمين. وفيما يخص دخوله السباق الرئاسي، فاز ماكين بمقعد مجلس الشيوخ الأمريكي منذ عام 1986، وظل محتفظ به 6 دورات، ليقرر المشاركة في انتخابات الرئاسة عام 2000، إلا أنه لم يفز بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أمام جورج دبليو بوش، إلا أنه حاول مرة أخرى، استطاع خلالها منافسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إلا أنه خسر أمامه بنسبة بسيطة. من المعروف عن ماكين، عدائه الكبير للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، حيث أنه أعلن تأييده لترامب من باب الولاء الحزبي، إلا أنه قرر في أواخر عام 2016، سحب هذا التأييد، وذلك بسبب تسجيلات تفاخر ترامب بالتحرش بالنساء والعديد من القضايا الأخرى. كتب ماكين، الذي قرر وقف علاجه بيده، وصيته، والتي أوصى فيها بعدم حضور ترامب لمراسم الجنازة الخاصة به، إلا أنه طالب بأن يقرأ كلا من الرؤساء السابقين باراك أوباما وجورج دبليو بوش رسالة الأمنيات الخاصة به، أثناء مراسم الجنازة.