تحل علينا اليوم الذكرى التاسعة والأربعين لرحيل المخرج أحمد بدرخان، الذى يعد من الجيل الأول الذي أسس صناعة السينما في مصر، كما اشتهر بلقب "مخرج الأفلام الغنائية" لتعاونه سينمائيا مع أم كلثوم وأسمهان ونجاة الصغيرة ومحمد فوزى وفريد الأطرش، وفى السطور الآتية نستعرض أهم مراحل حياته. ولد أحمد بدرخان بحى القلعة عام 1909 منتميا لأسرة قامت بالولاية على مصر مطلع القرن التاسع عشر. عشق "بدرخان" السينما منذ أن كان في الثانية عشر من عمره، وكان دائما ما يتردد على سينما عماد الدين ومسرح رمسيس مع أحد أصدقائه المقربين، وفي عام 1930م التحق "بدرخان" بمعهد التمثيل إلا أنه لم يستمر بالدراسة فيه نظرا لإغلاقه فجأة. التحق بعد ذلك بالجامعة الأمريكية التى بحث فيها سريعا عن فريق التمثيل، ليجد أن الفنان جورج أبيض هو من يتولى تدريب هذا الفريق، فالتحق به فترة قصيرة ثم قام بتكوين فريقا جديدا أسماه "الطليعة". التحق بعد ذلك بكلية الحقوق تلبية لرغبة والده، ولكنه في نفس الوقت تمكن من الحصول على دراسات السينما التى يقدمها معهد السينما بباريس، وكان ينشر معظمها في مجلة الصباح والتي أسندت إليه فيما بعد تحرير قسم السينما الأسبوعي فيها، ثو أوفد بعدها في أول بعثة سينمائية في باريس عام 1931م وحصل على دبلوم في فن الإخراج. استطاع "بدرخان" إقناع طلعت حرب بإنشاء ستوديو مصر، ثم قام بعدها بتقديم موضوعات متعددة للسينما المصرية ولكنها حملت جميعها الطابع الرومانسي. وقع "بدرخان" في فخ الديون بعد إصراره على إنتاج فيلما عن بطولة الزعيم مصطفى كامل، وهو الأمر الذى رفضت الرقابة أن تصرح بتصويره وعرضه، وخشي المنتجون والفنانون العمل فيه، ولكنه أنتجه على حسابه الخاص حتى تم عرضه بعد ثورة 1952، فعين على إثره نقيبًا للسينمائيين، وكان أول رئيسا لاتحاد النقابات الفنية. ترك "بدرخان" للسينما المصرية ما يقرب من 30 فيلما، أهمها: "نشيد الأمل"، "انتصار الشباب"، "دنانير"، "ما أقدرش"، "أحبك انت"، "لحن حبي"، "عهد الهوا" و"إزاى أنساك". تزوج "بدرخان" 3 مرات، كان أولها كانت الممثلة روحية خالد، التى شاركته في فيلمى "انتصار الشباب" عام 1941، و"على مسرح الحياة" عام 1942، وبعد ذلك تزوج من المطربة أسمهان ولكن تلك الزيجة لم تستمر أكثر من 50 يوما، ليتزوج بعد ذلك عام 1915 من الممثلة سلوى علام التى أنجب منها طفلين، وكانت تلك آخر زيجاته.