يوجد في مصر 11 مركزًا بحثيًا، تابعين لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يعرف البعض من المواطنين المركز القومي، وقد لا يعرف الأغلب باقي المعاهد، سواء أسمائها أو وظائفها، وفيما يلي نعرض تعريف مركز بحثي هام، وهو معهد "تيودور بلهارس للأبحاث"، وهو أحد المعاهد البحثية العلمية المتميزة والرائدة في مجال تشخيص وعلاج الأمراض المتوطنة التي تصيب الجهاز الهضمي والكبد والكلى والجهاز البولي. ويعمل المعهد على تلبية الاحتياجات التقنية والاجتماعية والاقتصادية لمصر والمنطقة الإقليمية، وتوفير تدريب شباب الباحثين على تنفيذ التوجهات الحديثة إزاء المشكلات الصحية ذات الأهمية. ويضم معهد تيودور بلهارس، مستشفى بداخلها "300 سرير"، وعيادات خارجية، ووحدة للطوارئ، على مدار الساعة، بالإضافة إلى 5 غرف عمليات ومدرسة للتمريض. وتقوم أقسام المستشفى المختلفة، والتي تضم أقسام أمراض الكبد والجهاز الهضمي والكلى والأشعة والجراحة العامة وجراحة المسالك والتخدير والعناية المركزة والوحدات النوعية المتخصصة التابعة لها - 14 وحدة - بخدمة حوالي 35000 مريض سنويًا. هذا وتضطلع الأقسام المعملية بالمعهد - البحوث المعملية الإكلينيكية، المناعة وتقييم العلاج، الرخويات الطبية وبحوث البيئة، الكيمياء الحيوية والعلاجية - بإجراء الدراسات البحثية وذلك بالإضافة لدورها في توفير الخدمات المعملية التي تسهم في التشخيص والعلاج. النشاطات العلمية التي شارك بها المعهد يعد معهد تيودور بلهارس للأبحاث أحد أكبر المراكز المتخصصة في مجال مكافحة البلهارسيا على مستوى الشرق الأوسط، حيث شارك المعهد في تصميم وتنفيذ المشروع القومي للقضاء على مشكلة البلهارسيا في مصر، كما وقع الاختيار على المعهد من قبل منظمة الصحة العالمية على مستوى شمال إفريقيا ليشارك في مبادرة إنشاء شبكة من المراكز البحثية لتحديد الأمراض المتوطنة في إفريقيا واكتشاف أدوية ومواد تشخيصية لها، كما اختير للمشاركة في تشييد مكتبات الأحماض النووية لجينوم البلهارسيا، وذلك ضمن 3 مراكز على مستوى العالم. هذا إلى جانب التعاون الوثيق مع وزارة الصحة والجامعات ومراكز البحث العلمي المصرية، يشترك المعهد في العديد من المشروعات البحثية مع هيئات دولية مختلفة مثل المفوضية الأوروبية، وهيئة التعاون الفني الألماني، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، والمشروع القومي لبحوث البلهارسيا الممول من وزارة الصحة المصرية بالاشتراك مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، البنك الإسلامي للتنمية، المعهد القومي للأمراض الطفيلية بالصين والعديد من الجامعات الأوروبية في ألمانيا، إسبانيا، فرنسا وبولندا. واشتمل الإنتاج العلمي لمعهد تيودور بلهارس خلال 5 سنوات (2010-2014)، على نشر أكثر من 500 بحث في دوريات علمية عالمية مفهرسة ذات عامل تأثير، كما حصل المعهد على موافقة مبدئية ل3 براءات اختراع في مجالات تحضير الكواشف المناعية لتشخيص الإصابة بدودة الفاشيولا الكبدية في الإنسان وابتكار أجهزة للاستخدام خلال تخدير المرضى: "أنبوبة القصبة الهوائية"، و"جهاز تحديد وإدخال القسطرة في حالات التخدير الموضعي". وقد أنشئ المعهد بموجب اتفاقية مبرمة بين جمهورية ألمانيا الاتحادية والحكومة المصرية عام 1964، وقد صدر القرار الجمهوري رقم 58 لسنة 1983 بإنشاء المعهد، وقد أطلق أسم المعهد نسبة للطبيب الألماني "تيودور بلهارس"، المكتشف الأول لديدان البلهارسيا خلال عمله بمدرسة الطب المصرية في القاهرة عام 1851.