الفول البلدي ب 40 جنيهًا.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الأحد 8 يونيو 2025    بكام الفراخ النهارده؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الأحد 8 يونيو 2025    استشهاد 5 مدنيين بينهم طفلتان في قصف على خيام النازحين غرب خان يونس    وزير الدفاع الأمريكي يهدد بقمع احتجاجات الهجرة في لوس أنجلوس    استمرار خروج مصر من القائمة السوداء يعكس التزامًا دوليًا بالإصلاحات    أسعار الذهب في بداية ثالث أيام عيد الأضحى المبارك    ترامب يهدد بتدخل فيدرالي في كاليفورنيا ولوس أنجلوس لوقف الشغب والنهب    مسؤولون أمريكيون: الرد الروسي على هجوم المسيرات الأوكرانية لم ينته بعد    إصابة المرشح الرئاسي الكولومبي ميغيل أوريبي بطلق ناري في العاصمة بوجوتا    مواجهات بين الشرطة ومعارضين للمداهمات ضد المهاجرين في لوس أنجلوس    الشناوي: مباراة باتشوكا إعداد مثالي لمواجهة إنتر ميامي ووجود صورنا مع ميسي فخر لكل الأهلاوية    ألمانيا وفرنسا يتنافسان على برونزية دوري الأمم الأوروبية 2025    إنذار جوى بشأن حالة الطقس: استعدوا «بؤونة» أبو الحرارة الملعونة    انتشال جثمان غريق من ترعة الإبراهيمية بالمنيا    هشام عباس يتألق بأغانيه في حفله بعيد الأضحى على مسرح البالون (صور)    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم..استشاري تغذية يحذر من شوي اللحوم في عيد الأضحى.. أحمد موسى: فيديو تقديم زيزو حقق أرباحًا خيالية للأهلى خلال أقل من 24 ساعة    مقتل امرأة برصاص الشرطة بعد طعنها شخصين في ميونخ    مقتل شاب على يد آخرين في مشاجرة بالأسلحة البيضاء بالمحلة الكبرى    بالأسماء| إصابة 4 من أسرة واحدة فى انقلاب سيارة ملاكي بصحراوي سوهاج    موعد مباراة البرتغال ضد إسبانيا والقنوات الناقلة في نهائي دوري الأمم الأوروبية    الدولار ب49.59 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأحد 8-6-2025    أوليه: ريفر بليت حاول ضم رونالدو لأجل كأس العالم للأندية    مجلس الشيوخ الأمريكى يقر شطب سوريا من قائمة الدول المارقة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. ثالث أيام العيد    تريزيجيه يعلق على انضمام زيزو ل الأهلي    زيزو: إدارة الكرة في الزمالك اعتقدت أن الأمر مادي.. وأنا فقط أطالب بحقي وحق والدي    عقرهم كلب.. كواليس إصابة طالبين في مشاجرة داخل سايبر بالعجوزة    مصرع طفل وإصابة آخر دهستهما سيارة ربع نقل في قنا    إصابة أسرة كاملة في تصادم سيارة بموتوسيكل أعلى دائري الهرم    زيزو بعد وصوله ميامي: متحمس جدا لخوض كأس العالم للأندية لأول مرة في حياتي    عرض مسلسل فهد البطل على قناة MBC1    نسرين طافش جريئة وميرنا نور الدين أنيقة..لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    زيزو يكشف سر رقم قميصه مع النادي الأهلي.. ويختار اللاعب الأفضل في مصر    مدير عام "تأمين الغربية" يتفقد مستشفى المجمع الطبي بطنطا في جولة عيد الأضحى    بعد تناول لحمة عيد الأضحى.. 5 أعشاب لتنظيف وتطهير القولون والتخلص من السموم    بسبب بكتيريا السالمونيلا.. سحب 1.7 مليون بيضة من الأسواق الأمريكية    أصابوه بعاهة.. التعدي على مسؤول حماية الأراضي خلال تنفيذ إزالة بأرض زراعية بسوهاج "فيديو"    «المشروع إكس» يتصدر إيرادات أفلام عيد الأضحى    معتز التوني: الإخراج أقرب لقلبي.. وأتمنى تقديم مسلسل اجتماعي بعيدا عن الكوميديا    محافظ الغربية: ذبح 1168 أضحية مجانًا داخل المجازر الحكومية خلال العيد    «صندوق المكافحة»: أنشطة بالمناطق «بديلة العشوائيات» للتوعية بأضرار المخدرات    صرف المرتبات للعاملين بالدولة 18 يونيو    البابا تواضروس يناقش أزمة دير سانت كاترين مع بابا الڤاتيكان    إقبال كبير من المواطنين في الدقهلية على الحدائق ثاني أيام عيد الأضحى.. صور    تعرف على الخطأ الطبي الجسيم وفقا للقانون    في ذكرى وفاة المشير الجمسي، تعرف على آخر وزير حربية بمصر والمصنف ضمن أبرع 50 شخصية عسكرية بالعالم    «باعتبرها أمي».. شريف منير يوجه رسالة مؤثرة إلى زوج ابنته أسما (فيديو)    تعرف على برجك اليوم 2025/6/8.. «الثور»: تمل من العطلة.. و«العذراء»: تمر بحالة من الهدوء والتأني    81 عاما من العطاء.. قضتها "نفيسة" في محو الأمية وتحفيظ القرآن للأهالي مجانا    في لفتة إنسانية.. الرئيس يطمئن على أحد الأئمة ويكلف بعلاجه فورًا    قد تتحول إلى سموم ..تجنب وضع هذه الأشياء داخل الميكروويف    الحجاج يخلدون رحلتهم الإيمانية في مشاهد مصورة.. سيلفى فى الحرم بين لحظة الخشوع وذاكرة الكاميرا    كل عام ومصر بخير    فى موسم الرحمة.. مشاهد البر تتصدر مناسك الحج هذا العام.. أبناء يسيرون بوالديهم نحو الجنة بين المشاعر المقدسة.. كراسى متحركة وسواعد حانية.. برّ لا يعرف التعب وأبناء يترجمون معنى الوفاء فى أعظم رحلة إيمانية    البابا تواضروس يلتقي شباب الإسكندرية بمنتدى كنيسة العذراء بسموحة يوليو المقبل    ما حكم من صلى باتجاه القبلة خطا؟.. أسامة قابيل يجيب    عيد الأضحى 2025.. ما حكم اشتراك المضحي مع صاحب العقيقة في ذبيحة واحدة؟    12 عرضا في قنا مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بجنوب الصعيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود صلاح يكتب: مأساة امرأة كانت ملكة "4-12"
نشر في البوابة يوم 25 - 07 - 2018


«رحلة الطريق الصحراوى» تهدد حكاية «فاروق وناريمان»
«البليلة» أغضبت زوجة سفير مصر فى إيطاليا من «ناريمان»
«قصر عابدين» يبعث برقية إلى «جرمين لكنت» لتصميم أزياء العروس
خطيبة الملك تهدد بقطع الرحلة والعودة إلى مصر بسبب أسرة السفير
والدة ناريمان ترفض اصطحاب الملك لابنتها فى نزهة
انطلق الركب الملكى من قصر رأس التين عائدًا بعروس الملك إلى القاهرة..
وكان فاروق يقود سيارته بنفسه.. وإلى جواره جلست ناريمان!
أما المقعد الخلفى.. فقد كان يجلس فيه بوللى!
وخلف سيارة الملك كان الموكب يضم 15 سيارة تحمل رجال الحاشية والوصيفات.
سفير مصر لدى روما يبكى ويحاول تقبيل يد «ناريمان»
الملكة ترفض أمر «بوللى» وتهدد بالعودة إلى مصر حال سفر شقيق والدها
مصطفى صادق: السفير عبدالعزيز بدر «أزرق الناب»
قبل إعلان خطوبته الرسمية لناريمان، أرسلها الملك فاروق فى رحلة إلى أوروبا، لتتعلم بروتوكول الحياة الملكية، وتطوف آثار ومتاحف دول أوروبا.. وعهد الملك فاروق إلى عبدالعزيز بدر سفير مصر فى روما بالإشراف على التدريب والدروس التى كان خبراء ومتخصصون وخبيرات يقدمنها لناريمان، والتى أقامت فى دار السفارة المصرية تحت شخصية ابنة عم السفير.
وكان السفير متحمسًا وفخورًا لأن الملك كلفه بهذه المهمة الخطيرة!
لكن زوجة السفير كانت على النقيض تمامًا.. وكانت متعجبة غير مقتنعة من أن الملك فاروق اختار فتاة مثل ناريمان. ليتزوجها ولتكون ملكة على مصر.
وبدأت المشاكل بينها وبين ناريمان!
ذات مساء جلس الجميع يتسامرون فى دار السفارة..
وذكر السفير عبدالعزيز بدر فى حديثه كلمة «بليلة».
وسألته ناريمان بلهجة كلها دلال: يعنى إيه بليلة؟
بالطبع هى كانت تعرف. لكنها فى سن السادسة عشرة. فى ظرف اختيار فاروق لها. كل ذلك جعلها تميل أحيانا إلى «الدلع»‍‍! ولكن زوجة السفير اعتبرت أن دلع ناريمان سخرية مقصودة منها ومن زوجها.
وهبت زوجة السفير واقفة من على مقعدها..
- هى تقول لناريمان: طبعًا.. اللى زيكم ما يعرفش «البليلة».. الناس اللى على قد حالنا بس هم اللى يفهموها!
وفى مذكراته يقول مصطفى صادق عم ناريمان أنه إنقاذًا للموقف نهض بسرعة، فقامت ناريمان لحقت به، فطلب منها أن تتظاهر أمام السفير بأنها غاضبة للغاية من تصرف زوجته وهددته بأنها سوف تقطع الرحلة وتعود إلى مصر. وسوف يقوم هو - عمها - بمحاولة تهدئة الموقف. وكل ذلك حتى لا تتمادى زوجة السفير وتكرر مثل هذا التصرف!
لكن بعد دقائق فوجئ الاثنان بحضور السفير عبدالعزيز بدر وزوجته..
وكان السفير المصرى يبكى!
ومد يده يحاول أن يطبع قبلة اعتذار على يد ناريمان!
لكن ناريمان عملت بنصيحة عمها!
فأخذت تدق الأرض بقدميها متظاهرة بالغضب
وهى تقول: أبدًا.. مش ممكن.. لازم أسافر دلوقت على مصر!
ولعب العم مصطفى صادق بقية الدور..
- فأخذ يقول لناريمان: ياستى اعقلى.. الست زوجة السفير غلطت وهو جه يعتذر!
لكن ناريمان ظلت تصرخ فى وجه السفير وزوجته. وقد قبلت أخيرًا اعتذارهما. بعد أن أعطي - عمها - لزوجة السفير درسًا قاسيًا!
***
وسافر الأربعة - حسب البرنامج - إلى باريس..
هناك فوجئوا بوجود الجواهرجى أحمد نجيب الذى اتفق مع السفير عبدالعزيز بدر على تغيير برنامج الرحلة. بينما اعترض مصطفى صادق عم ناريمان. فجأة وصلت من القاهرة برقية تقول إن «بوللى» سيصل باريس!
وكانت المفاجأة أن بوللى فور وصوله طلب من مصطفى صادق أن يعود إلى القاهرة ويترك ناريمان وحدها!
لكن ناريمان هبت فى وجه بوللى قائلة: لو سافر عمى.. هاسافر معاه!
بدأت الأمور تتضح..
تبين أن السفير عبدالعزيز بدر كان قد بعث برسالة إلى الملك فاروق يشكو فيها من مصطفى صادق عم ناريمان. ويقترح إعادته إلى مصر. لهذا كلف فاروق «بوللى» بأن يسافر فورًا إلى باريس ويحقق فى الحكاية.
ويقول مصطفى صادق عم ناريمان فى مذكراته:
«تبين أن السفير عبدالعزيز بدر لم يكن بالرجل السهل الطيب كما كنت أتصوره فى بادئ الأمر، بل كان «أزرق الناب» كما يقول المثل البلدي. لم تنطو عليه المسرحية التى قمت بتمثيلها مع ناريمان. وأدرك أن ناريمان لا يمكن أن تقف هذا الموقف الشديد منه ومن زوجته. دون أن يكون ذلك بإيعاز منى. بعد ذلك أخذ يعمل ألف حساب لكل كلمة أقولها ويزن كلامه معى»..
طوال الرحلة إلى باريس لم تنته المشاكل والخناقات!
وكان قصر عابدين قد بعث برقية إلى «جرمين لكنت» مصممة الأزياء، تقول إن فتاة مصرية اسمها سعاد صادق ستحضر إليها، وأن ملك مصر يهمه أن تبدى مدام جرمين بنفسها عناية خاصة بهذه الفتاة.
وذهب الجميع إلى دار الأزياء..
وجلسوا يتابعون عرض الأزياء حتى انتهى. ثم نهض السفير عبدالعزيز بدر وهمس بكلمات لمدام جرمين.
فاتجهت فى الحال نحو ناريمان..
- وقالت لها: عزيزتى.. أنا فى انتظارك منذ أسابيع.
قررت مدام جرمين إعادة عرض الأزياء مرة أخرى أمام ناريمان!
واشترت ناريمان عشرين فستانًا مرة واحدة!
***
لكن قلق مصطفى صادق عم ناريمان بدأ يتزايد مع الأيام!
وكان يعلم أن السفير عبدالعزيز يقوم بكتابة تقارير أسبوعية عما يحدث فى الرحلة مع ناريمان وعمها إلى الملك فاروق فى مصر! وخشى مصطفى صادق أن يحاول السفير أو أمين فهمى تصوير ما يحدث من مشاكل وخناقات بالتهويل والمبالغة أمام الملك.
- وقال لناريمان: زى ما انتى شايفة يا ابنتى.. الرجل لخبط سياسته معانا.. أنا خايف يكتب للملك حاجة تبوظ الحكاية!
ردت عليه ناريمان وهى تكاد تبكى: والله يا أونكل.. أنا كمان خايفة منه!
وهكذا قرر الاثنان سياسة جديدة. وهى محاولة التقرب من السفير عبدالعزيز بدر وزوجته.
وفى باريس اكتشفت ناريمان وعمها أن «آنى» زوجة السفير هى ابنة أخت الجواهرجى أحمد نجيب الذى وصل إلى باريس ونزل فى فندق «الكونتننتال»، وأصر على أن تنزل ناريمان معه فى نفس الفندق، فرفض عمها مصطفى صادق، لأن عددا كبيرا من المصريين كانوا ينزلون فى نفس الفندق، وكانت تعليمات الملك فاروق واضحة بأن تكون رحلة ناريمان سرية.
وقال للجواهرجى أحمد نجيب: اعمل معروف.. خلينا نمشى حسب تعليمات الملك!
وهنا هبت زوجة السفير عبدالعزيز بدر لتثير أزمة أخرى..
- وقالت له: مابقاش إلا خالى كمان مش عاوز تسمع كلامه!
وقرر زوجها السفير فى تلك اللحظة أن يشكو مصطفى صادق عم ناريمان للملك. وأرسل فيما بعد تقريرا للملك. سجل فيه كل الخناقات. ألقى على كتفى عم ناريمان مسئولية فشل رحلتها الثقافية لأوروبا.
عندما تلقى الملك هذا التقرير كلف بوللى بالسفر إلى باريس ليرى ما يحدث.
وقال مصطفى صادق لبوللى: أنا تصرفاتى كلها متفقة مع الخطة اللى رسمها الملك.
- قال له بوللى: لكن الملك زعلان لأنك بتتخانق مع الناس.
قال له مصطفى صادق: ناس مين؟
- رد بوللى: أحمد نجيب مثلا.. إزاى اتخانق معاه؟
قال له مصطفى صادق: يعنى كنت عاوزنى أسكت لما نكون قاعدين معاه فى صالون الفندق اللى نازل فيه. أمام كل المصريين الموجودين. يقوم من مكانه ويشد ناريمان من إيدها. ويطلب منها أن تقعد جنبه على كرسى واحد؟
لم يكن بوللى على وفاق مع أحمد نجيب.. عندما سمع هذا الكلام انفعل.
- وقال: مستحيل.. دى حكاية غريبة.. والملك حايجى زعلان خالص لما يسمعها!
فأسرع مصطفى صادق ليستطرد: هى الحكاية دى بس.. شوف يا سيدى.. من يومين كان أحمد نجيب معانا فى التياترو. كان قاعد جنب ناريمان فى البنوار. وبص شاف بنت حلوة فى الصالة. قام ساب ناريمان وقعد يتكلم مع البنت الحلوة من مكانه فى البنوار!
- صرخ بوللى: يا خرابى يا خرابى.. الكلام ده حصل؟
قال مصطفى صادق: وحياتك حصل.. أنا اتخانقت معاه بسبب الحكاية دى!
***
وبدأ بوللى يستمع إلى الآخرين..
وسأل السفير عبدالعزيز بدر زوجته «آنى» عن تصرفات عم ناريمان!
وسمع مصطفى صادق همسًا يتردد بأن النية متجهة لإعادته إلى مصر.
وأسرع يبلغ ناريمان..
اتفق الاثنان على تمثيلية جديدة!
ذهبت ناريمان إلى بوللى وقالت له: إذا سافر عمى.. أنا مسافرة معاه فى الحال!
وارتبك «بوللى»..
- وقال لها: ناريمان هانم.. مين قال إن عمك يسافر؟
منذ سفر ناريمان لم يحاول الملك فاروق الاتصال بناريمان ولو مرة واحدة. كما أن رسائله الغرامية كانت قد توقفت. وقد ضايق ذلك ناريمان للغاية.
كانت تقول لعمها وهى تبكى: الحكاية بايظة.. تصور الملك مش عاوز يبعت لى كلمة واحدة!
فكان يحاول تهدئة روعها..
فتعود لتقول له: ده الظاهر بيضحك علينا!
- يرد عليها عمها قائلًا: إحنا خسرنا إيه؟ خلينا فى الحكاية للنهاية. ويا تتم يا تبوظ. مش حانخسر حاجة!
لكن الملك تذكر عيد ميلاد ناريمان!
وبعث إليها مع أمين فهيم الذى كان فى القاهرة خاتمًا ثمينًا «سوليتير». وطلب منه أن يحمله للسفير عبدالعزيز بدر. الذى يسلمه بدوره إلى ناريمان كهدية من الملك.
وشعرت ناريمان بالسعادة والرضا وهى ترتدى خاتم الملك!
***
استغرقت رحلة ناريمان الثقافية السياحية فى أوروبا حوالى سبعة شهور..
وفجأة أرسل الملك برقية أعلنت انتهاء هذه الرحلة. وأن ناريمان وعمها يجب أن يعودا إلى مصر. وأن الملك سيكون فى استقبالهما!
وتقرر أن تعود ناريمان على ظهر الباخرة «اكسكاليبار» من ميناء نابولى إلى الإسكندرية. عاد معها عمها والسفير عبدالعزيز بدر وزوجته.
لكن الباخرة عندما وصلت إلى الإسكندرية فوجئت بأن الميناء مغلق بسبب العواصف!
لكن تعليمات فاروق صدرت بأن تدخل الباخرة الميناء!
وكان فاروق قد فكر فى أن يفاجىء ناريمان بمفاجأة لطيفة!
فقرر أن يتم إعداد استقبال رسمى للباخرة!
وكان الأمير محمد على وزوجته على ظهر نفس الباخرة. عائدين من رحلة فى أوروبا. لم يكن الاثنان يعرفان شيئًا عن موضوع ناريمان التى سيتزوجها الملك!
ونظر الأمير من نافذة حجرته فى السفينة..
فشاهد لنشات قادمة يستقلها كبار المسئولين فى القصر الملكى والوصيفات. وظن أن هذا الاستقبال الملكى من أجله هو وزوجته!
فأسرع يطلب من زوجته أن تستعد لهذا الاستقبال الملكى!
وكان استقبال ناريمان ملكيًا بالفعل..
فقد صعد رجال الحاشية والوصيفات على سلم الباخرة. تتقدمهم السيدة «ادا كحيل» تحمل فى يديها باقة زهور كبيرة. اتجهت لتقدمها إلى ناريمان. وسط ذهول الأمير وزوجته.
همس مصطفى صادق فى أذن ناريمان مبهورًا: مبروك.. الحكاية الظاهر نفعت!
وكانت ناريمان طايرة من الفرح..
- فردت عليه أيضًا بالهمس: باين كده.. من الاستقبال الرسمى ده يا أنكل!
وطلب منهما أحد أفراد الحاشية ركوب أحد اللنشات، وأن يستريحا قليلا فى قصر رأس التين. بعدها ستنقلهما السيارات مباشرة إلى القاهرة. حيث سيكون الملك فى انتظارهما!
لكن المفاجأة أن الملك فاروق كان ينتظرهما فى قصر رأس التين!
وفوجئت ناريمان بفاروق أمامها..
وأخذ الملك يقهقه..
وقال لها: حمدًا لله على السلامة.. والله احلويتى عن أيام زمان!
ثم تقدم ليمسك يدها..
وقال لها: عاوز أشوف الفرنساوى بتاعك دلوقت.. لازم بقيتى لبلبة فيه!
ثم التفت فاروق ناحية عبدالعزيز بدر سفير مصر فى روما. بدلا من أن يشكره على المهمة التى كلفه بها..
قال له: النهاردة سواقين التاكسى مضربين فى الإسكندرية.. حاتروح إزاى؟!
لم ينطق السفير..
فعاد الملك ليقول له: إن شاء الله تأجر لك «تاكسى بعارضة»!
- قال السفير بارتباك: يعنى إيه يا مولانا تاكسى بعارضة؟
- انفجر فاروق فى الضحك. ربت على ظهر السفير
وهو يقول له: قول له يا سى مصطفى يعنى إيه تاكسى بعارضة.. أصله ابن ذوات!
وكان واضحًا أن الملك يسخر من السفير بسبب مشاجراته مع ناريمان.
- رد مصطفى صادق: تاكسى بعارضة.. يعنى عربية كارو!
***
وانطلق الركب الملكى من قصر رأس التين عائدًا بعروس الملك إلى القاهرة..
وكان فاروق يقود سيارته بنفسه.. وإلى جواره جلست ناريمان!
أما المقعد الخلفى.. فقد كان يجلس فيه بوللى!
وخلف سيارة الملك كان الموكب يضم 15 سيارة تحمل رجال الحاشية والوصيفات.
وكان فاروق يقود سيارته بسرعة جنونية.. ومن خلفه كل هذه السيارات تحاول اللحاق به!
وقبل استراحة نصف الطريق الصحراوي..
توقفت سيارة فاروق فجأة..
وتوقفت خلفها كل السيارات..
وهبط مصطفى صادق من السيارة التى كان يركبها. ومشى حتى سيارة الملك. استفسر من ناريمان التى كانت تبدو حائرة عن سر التوقف.
- فهمست له: الملك نايم!
وتبين أن فاروق توقف بالسيارة. ثم ألقى برأسه إلى ظهر مقعده واستغرق فى النوم لمدة ساعة.
وانتظره الباقون حتى استيقظ.. وتحرك بسيارته!
***
بعد وصول ناريمان إلى القاهرة..
بدأ فاروق يزورها فى البيت كل يوم.
توقع الجميع أن يعلن فاروق خطوبته رسميًا على ناريمان فى أية لحظة. لكن بعد ثلاثة أسابيع فقط وقعت مشادة بين الملك و«أصيلة هانم» أم ناريمان!
كانت الساعة قد جاوزت العاشرة والنصف تماما عندما كان مصطفى صادق عم ناريمان يستعد فى بيته للنوم. حينما دق جرس التليفون
- ورفع السماعة ليسمع «أصيلة هانم» تستغيث به وهى تبكى: الحقنا يا مصطفى.. مصيبة وقعت.. تعالي بسرعة!
أسرع مصطفى صادق يرتدى ملابسه وينطلق إلى بيت ناريمان.
كان قد اتصل بناريمان بعد الظهر. وعرف منها أن الملك سوف يزورها بعد العشاء. عندما وصل وجد ناريمان تبكى فى هيستيريا. إلى جوارها أمها تبكى هى الأخرى.
سألهما: إيه الحكاية.. جرى إيه؟
- قالت «أصيلة هانم»: الحكاية انتهت.. وكل حاجة خلصت!
أصابته الهستيريا منهما.. فأخذ يهز كتفيها
وهو يسألها: حكاية إيه.. فهمينى.. حصل إيه؟
- قالت له: فاروق كان عندنا.. وقال إنه مش حايتجوز!
كاد أن يغمى على عم ناريمان عندما سمع هذه الجملة..
وتهالك على مقعد مجاور لمقعد ناريمان..
بدأت «أصيلة هانم» تروى له ما حدث. فقالت إن الملك حضر إلى البيت. ثم قرر أن يخرج مع ناريمان فى نزهة بالسيارة.
- لكن أصيلة هانم رفضت قالت له: إزاى تخرج معاها قبل أن تعلن الخطوبة بصفة رسمية؟
وهنا ثار فاروق فى وجه أم ناريمان..
قال لها: يعنى إنت ماعندكيش ثقة فىّ.. ده أى عريس هلفوت يلبس خطيبته دبلة ذهب باثنين جنيه. يقدر ياخدها ويتفسح معاها!
وزاد انفعال الملك وغضبه..
فقال «لأصيلة هانم»: طيب يا ستى.. أهى بنتك عندك.. أنا مش حاأتجوز!
ثم اتجه نحو الباب قبل أن ينصرف..
قال لها: اعتبرى الموضوع انتهى.. أنا حا أبعت بوللى عشان ينهى الحكاية. ونقطع العلاقة بينى وبينكم!
***
وأدرك عم ناريمان بخبرته وحنكته أن أم ناريمان طعنت الملك فى كبريائه. إنه لا بد أن يتحركوا بسرعة لإنقاذ الموقف. قبل أن يقوم أحد من حاشية الملك بتهويل الموضوع وتضخيمه عندالملك!
فقال «لأصيلة هانم»: أنت طعنت الملك فى كبريائه.. ولازم نعتذر له بسرعة قبل ما يكبرها رجال الحاشية فى رأسه..
وتنفست «أصيلة هانم» الصعداء..
- لكنها قالت: نعتذر له إزاى.. ده كان ثائرا وهو سايب البيت كان بيقول لى. أنا مش عاوز أشوف وشك تانى؟!
رد عليها مصطفى صادق: بسيطة.. المهم نعتذر للملك بسرعة.. وتحاول تخفيف أثر الحكاية فى نفسه.
- عادت «أصيلة هانم» لتقول بانفعال: نخفف حكاية إيه.. ده مصيبة ونزلت علينا!
تدخلت ناريمان لتهدئ من ثورة أمها..
فقالت لها: مامى.. وحياتى عندك.. اسمعى كلام أونكل مصطفى.. خليه يشوف لنا حل!
وهنا هدأت أم ناريمان!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.