نجحوا فى تحدى الظروف وتحطيم القيود، لفتوا أنظار العالم باكتشافاتهم العلمية، فريق علمى بقيادة الدكتور هشام سلام، الأستاذ المساعد بقسم الجيولجيا جامعة المنصورة، مدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، وثلاثة باحثات، اكتشفوا هيكلا لديناصور، وهن سناء السيد وإيمان الداوودى، ومى الأمير، قال الدكتور هشام سلام، إنه تخصص فى دراسة علم الحفريات الفقرية لخدمة مصر، وحصل على الدكتوراه فى هذا التخصص من جامعة أوكسفورد بإنجلترا، وأوضح أن المركز يهتم بدراسة بقايا الديناصورات الحية، التى عاشت على كوكب الأرض قبل ظهور الإنسان، ومن أبرزها الديناصورات، حيث عاشت على الأرض منذ أكثر من 165 مليون عام، عندما كانت الأرض عبارة عن كتلة واحدة تضم قارات أوروبا وأفريقيا، وأطلق عليها علميا مسمى «تانجى»، وكانت الديناصورات فى ذلك الوقت أسياد الأرض. وأضاف، أنه اهتم بدراسة الديناصورات منذ أن كان يدرس الدكتوراه بجامعة أوكسفورد بإنجلترا، نظرا لأن مصر جزء من القارة الأفريقية، والتى كانت تضم الديناصورات فى فترة زمنية معينة، مشيرا إلى أن العديد من الجامعات الأجنبية بحثت عن تلك الديناصورات، ولكن فريقه أول فريق مصرى عربى، للبحث عن هياكل الديناصورات، وأضاف أن علماء الجيولوجيا أكدوا أنه كان يوجد فجوة زمنية فى قارة أفريقيا فى حقبة نهاية الديناصورات تقدر بنحو 30 مليون عام، موضحًا أن هذه الحقبة لا يوجد بها تسجيل لأى كائن فى أفريقيا. وأكد أن الهيكل الديناصورى الذى تم اكتشافه بالصدفة خلال مشاركته مع الفريق بإحدى المحاضرات العملية بجامعة بجنوب الوادى بمصر، وتم بالفعل اكتشاف الهيكل الديناصورى بصحراء الواحة جنوب الوادى، ويعد أول اكتشاف علمى كبير لأول كائن حى بتلك الفترة على يد علماء مصريين. وقال إن الديناصور من نوع نادر، آكل للعشب، ويعود للعصر الطباشيرى إلى مايقرب من 75مليون عام، طبقا لعمر الصخور المحيطة به، وقدر الهيكل الديناصورى بوزن حوالى 5 ونصف طن وطول تقريبى 10 أمتار. وأوضح أن الفريق عكف على دراسة الاكتشاف العلمى على مدى سنوات، وأضاف أن فريقه البحثى مثل مصر فى العديد من المؤتمرات الدولية، وحصد أربعة جوائز خلال تكريمة بأكبر مؤتمر دولى على مستوى العالم أقيم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأشار إلى أن عالم عالمى فى مجال الحفريات أشاد بالأثر العلمى للاكتشاف فى تغيير تاريخ علم الحفريات، والذى تم نشرة فى مجلة «نيتشير» العالمية، كمرجع للباحثين بالحفريات عالميا. وأكد «سلام» أن مركز جامعة المنصورة للحفريات يعد المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدراسة أبحاث الفقريات، وكشف أنه استطاع مؤخرا اكتشاف نوع نادر من التماسيح، كان يعيش فى الواحة يسمى «الواحة سوكس أو تمساح الواحة»، وأوضح أنه كان يعيش بجوار الديناصور المكتشف «منصوراسوس»، وقال إنه يسعى لإنشاء متحف للحفريات للدراسين، وقال إن عدم توافر التمويل حال دون ذلك، وأضاف أن الهيكل الديناصورى المكتشف تم الاحتفاظ به كمرجع لكل الباحثين فى مجال الحفريات الفقرية من مختلف بلاد العالم. أما الباحثات اللاتى شاركن مع الدكتور هشام سلام فى اكتشاف الديناصور، فهن «الدكتورة سناء السيد، والدكتورة إيمان الداوودى، طالبة دكتوراه، وحاصلة على درجة الماجستير فى الطبقات والحفريات، والباحثة مى الأمير، طالبة بقسم الجيولوجيا جامعة المنصورة، والدكتورة سارة صابر، مدرس مساعد بقسم الجيولوجيا جامعة أسيوط». وعن تجربتها تحكى الدكتورة سناء السيد، فتقول: «بدأت مشوارى العلمى منذ العام الثالث الدراسى بكلية العلوم، ثم تطوعت للعمل بالمعمل مع الدكتور «سلام» والذى بادر بتعليمى ورفيقاتى الكثير بمجال الحفريات حتى تخصصت كمعيدة بالكلية بالحفريات»، وأكدت أنها تعد أول باحثة حاصلة على الماجستير فى الحفريات على مستوى الجامعات المصرية العام الماضى.