أكدت دورية (جلوبال سيكيوريتى) الأمريكية المتخصصة في الشئون العسكرية والدفاعية أن أفريقيا كانت ولا تزال في بؤرة الاستهداف التركي الذي يصنع الإرهاب في القارة ويزعم أنه يكافحه منذ العام 2005. وذكرت أن الدبلوماسيين الأتراك يعمدون إلى استغلال المشاعر الدينية للتجمعات السكانية المسلمة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفى مقدمتها نيجيريا والنيجر ومالي والسنغال لنسج شبكات النفوذ والمصالح التركية مع مسلمي أفريقيا وساستها ورجال أعمالها المسلمين وتعبئتهم كجماعات سياسية ضاغطة على حكومات بلدانهم، وقد انكشف ذلك جليا في طلب تركيا من تلك التجمعات المسلمة بإغلاق المدارس التابعة لجماعة عبد الله جول في أعقاب المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في يوليو 2016 وقد باشرت تلك التجمعات حملات ضغط على حكومات دولها من أجل ذلك. واعتبرت الدورية الأمريكية أنه لا يمكن فصل التمدد التركي الجديد في الصومال التي هي بوابة القرن الأفريقى عن هذا الاستهداف لأفريقيا ككل، موضحة أن أطماع التمدد الإقليمي للأتراك بالسعي إلى التسلل إلى أفريقيا عامة ومنطقة القرن الأفريقى ذى الأهمية الاستراتيجية بشكل خاص تتم من خلال مسارات متعددة تتسم جميعها بالانتهازية التي من أشكالها أساليب ابتزاز المشاعر الدينية وحالة الفقر والاقتتال الأهلي بين الأفارقة. ورأت "جلوبال سيكيوريتى" أن الاستهداف التركي لأفريقيا يتم من خلال زيادة عدد بعثات التمثيل الدبلوماسي التركية في دول القارة من 12 سفارة إلى 39 سفارة بحلول العام 2017، كما زادت الخطوط الجوية التركية من رحلاتها المنتظمة من وإلى البلدان الأفريقية لتغطى 52 عاصمة ومدينة أفريقية بنهاية العام 2017 مقابل 14 عاصمة ومدينة أفريقية في العام 2011 . وأوضحت أن العلاقات التركية الصومالية تقدم حالة واضحة للمطامع التركية في أفريقيا، وأكدت أن تدشين قاعدة عسكرية تركية في الصومال نهاية ديسمبر الماضي وما تلا ذلك من مساعي أنقرة للسيطرة على جزر أخرى في البحر الأحمر من بينها جزيرة سواكن السودانية إنما يعبر عن ترقب تركى لحدوث "فجوة أمنية" في الصومال بعد خروج 22 ألفا من قوات حفظ السلام الأفريقية من الصومال بنهاية العام 2020 . ولفتت (جلوبال سيكيوريتى) إلى أن أنقرة استغلت خطة إنهاء مهمة حفظ السلام الأفريقية في الصومال /اميصوم / بحلول العام 2020 لتقدم نفسها كداعم لجهود إعادة بناء قوات الجيش الصومالية، قائلة إنه وفقا لتلك المعادلة تتكشف حقيقة القاعدة التركية الجديدة في الصومال وهى أنها ليست سوى بوابة تدخل تركى شديد الخطورة على منطقة القرن الأفريقي وتجسيدا لسعى تركيا من خلال قاعدتها وتحت غطاء الإسهام في تدريب القوات الصومالية إلى كسب أوراق لعب جديدة على طاولة أوضاع قابلة للتفجر في منطقة القرن الأفريقي التي تتسابق عليها أطراف وقوى أجنبية وإقليمية عديدة. وأنفقت تركيا على قاعدتها العسكرية في الصومال 50 مليون دولار، وقالت إنها ستكون قادرة على استيعاب 10 آلاف متدرب صومالي وإسهام تركى في تأسيس الأجهزة الأمنية والعسكرية الصومالية استعدادا للعام 2020 الذي سيشهد انتهاء مهمة عمل قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال.