صرح أرمان إساغالييف سفير كازاخستان بالقاهرة بأن العاصمة الكازاخية استانا ستشهد بعد غد "الجمعة" العديد من الاحتفالات والمهرجات الشعبية في كل مكان ، وذلك بمناسبة مرور عقدين من الزمن علي تأسيس العاصمة الجديدة . وقال - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم أن من أبرز الفعاليات والاحتفالات بهذه المناسبة هو افتتاح مركز أستانا المالي الدولي الذي سوف يشارك فيه الدكتور محمد عمران رئيس هيئة الرقابة المالية في مصر مؤكدا أن مركز استانا يعد مركزا ماليا فريدا في المنطقة حيث تم إنشاؤه على نمط المراكز المالية في دبي ولندن. وأضاف أن الحكومة الكازاخية وضعت العديد من الخطط من أجل مواصلة تطوير وتحديث العاصمة بشكل دائم على كافة المستويات الاقتصادية والثقافية والعمرانية لأننا ننظر إلي استانا باعتبارها مرآة لما حققته كازاخستان من إنجازات على مدار ال 25 عاما الماضية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعمرانية والديموغرافية. وأوضح السفير أن محافظ استانا أسيت إسيكيشوف يعمل حاليا علي جعل استانا مدينة عالمية مثل دبي وسنغافورة وأن تكون مركزا لجذب الأموال والاستثمارات في المنطقة بأسرها مشيرا إلي أنه تم استثمار تريليوني تينجي( العملة الكازاخية ) فى العاصمة حتى الآن. وأضاف أن المعماريين الغربيين ساهموا في التخطيط لتأسيس العاصمة ولا تزال أعمال البناء مستمرة حتى يومنا هذا بإنشاء العديد من المساكن الجديدة والحدائق العامة والطرق لافتا إلي أن العاصمة تشهد كل عام تنظيم أكثر من 600 فعالية سياسية واقتصادية وعلمية وثقافية ورياضية وأدبية كالمؤتمرات والندوات والمعارض والمسابقات والمهرجانات الدولية مما يساعد على تطوير المدينة ونشر اسمها فى العالم. وقال إساغالييف إن الحكومة قررت استثمار البنية التحتية لمعرض " أكسبو 2017 " الذي أقيم العام الماضي واستخدامها فى إنشاء مركز أستانا المالي الدولي، والمركز الدولي للتكنولوجيا الخضراء والمشروعات الاستثمارية، والحديقة التكنولوجية الدولية للمشروعات الناشئة موضحا أن مدينة استانا أحدث وأول عاصمة ظهرت في العالم فى القرن الحادي والعشرين و تم الاعتراف بها باعتبارها أكثر المدن نموا فى العالم وأنها بلا منازع مشروع عُمراني ناجح من الطِراز العالمي من حيثُ النموُ السُكاني والتنمية العمرانية حيث زاد عدد سكان العاصمة ومِساحتها بثلاثة أضعاف خلال العشرين عاماً الماضية، بينما زادت الاستثمارات إلى 50 ضعفا. وأضاف أنه هناك اختلافا بين العاصمة القديمة ألماطي و استانا التي أصبحت العاصمة الرسمية ومركزا للحكم والإدارة منذ عام 1998 حيث تقع ألماطي فى منطقة جبلية في جنوب كازاخستان، بالقرب من الحدود مع قيرغيزستان وتبلغ مساحتها 4535 كم2، بينما تقع أستانا في وسط كازاخستان على نهر إيشيم وتبلغ مساحتها 4ر21 ألف هكتار. كما تتميز أستانا بأنها مخططة عمرانيا بشكل فريد ، وتستحوذ علي نصيب الأسد في تنظيمها أغلب القمم السياسية والاقتصادية والفعاليات الإقليمية والدولية والمعارض الفنية والمنتديات الثقافية والأدبية مشيرا إلي استضافة استانا علي مدار العشرين عاما قمة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة فى آسيا، وقمة منظمة شنغهاي للتعاون، وقمة رابطة الدول المستقلة، وقمة منظمة اتفاقية الأمن الجماعي، وقمة مجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية، وقمة العمل التشاوُرية الأُولى لقادة دول آسيا الوسطى. وتستضيف أستانا كُل ثلاث سنوات عقد مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية الذى أطلق بمبادرة من الرئيس الكازخي نورسلطان نزاربايف الذى يُساهم بشكل فعّال فى تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات بهدف تحقيق السلام والعدل وإرساء الأمن فى ربوع الأرض فضلا عن أنها أصبحت ساحة للمفاوضات الهادفة إلى وقف العنف فى سوريا (بما يعرف الآن بين الخبراء عملية أستانا) . ونوه إلي أن استانا أصبحت مَركزا لاطلاق مُبادرات التعاون الاقتصادي واسع النطاق مثل "الحِزام الاقتصادي لطريق الحَرير" وشهدت التوقيع على معاهدة إنشاء الاتحاد الاقتصادي الأورواسيوي مضيفا أن العاصمة تتميز بأنها المركز الرئيسي لخطوط السكك الحديدية، ومركز للصناعات الغذائية والتصنيع والتكنولوجيا في كازاخستان ومنطقة آسيا الوسطي . وأكد استعداد بلاده نقل تجربة بناء استانا لمصر التي تبني الآن عاصمة إدارية جديدة مشيرا إلي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفي مدبولي وزير الإسكان آنذاك إلي استانا في عام 2016 للإطلاع على تجربة كازاخستان الفريدة فى نقل العاصمة وإنشاء عاصمة إدارية جديدة.