استقبلت كاتدرائية اللاتين في مدينة السلط الأردنية، الأب رياض حجازين المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية ورئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، يرافقه النائب البطريركي في الأردن المطران وليم الشوملي، وأمين سر البطريركية اللاتينية الأب إبراهيم شوملي، وسكرتيره الشخصي الأب جوزيف صويص، وعدد من الكهنة. وأقيم للمدبر الرسولي استقبال رسمي، قبل أن يصطحبه كاهن الرعية لزيارة مزار القديسة ماري ألفونسين، مؤسسة راهبات الوردية، حيث التقى الراهبات وعدد من أعضاء الأخوية المريمية، مقدمًا شكره لعائلة الدكتورة باسمة السمعان على تبرعها السخي للمزار. ثم قرعت أجراس الكنيسة وسط ترانيم دينية، إيذانًا ببدء القداس الإلهي الذي ترأسه المدبر الرسولي بمناسبة عيد ميلاد يوحنا المعمدان. وفي بدايته، ألقى الأب رياض حجازين كلمةٍ ترحيبية، متطرقًا إلى رعية السلط منذ تأسيسها وأهميتها للمسلمين والمسيحيين. وقال: "رعية السلط هي أول رعية تؤسس في شرق الأردن على زمن البطريرك فاليرغا، فطلب من كاهن رعية نابلس الأب دي اكتس أن يهتم بتأسيس رعية في السلط، وسنحت الفرصة لذلك عام 1866 إذ مرض أحد أبناء بيت لحم حين كان يبني بيتًا لأحد أبناء السلط، فطلب كاهنًا كاثوليكيًا لكي يمنحه الأسرار الأخيرة فأحضروا له الأب دي اكتس كاهن رعية نابلس. ومن هنا كانت البداية". وأضاف: "أقام الأب دي اكتس علاقات طيبة مع مسحيي السلط، كما أقام ذبيحة القداس في أحد البيوت. وبعدها طلب إليه أن يهتم بمدينة السلط بالإضافة إلى رعيته في نابلس. في عام 1869 عين الأب جاك موريتان أول كاهن رعية في السلط. وفي الحال أخذ الكاهن الجديد يفكر بشراء أرض لبناء كنيسة ومدرسة وبيتًا للكاهن وللراهبات. وبالفعل وضع حجر الأساس للكنيسة عام 1870، ودشنت عام 1871، وهي حاليًا القاعة الموجودة تحت الكنيسة. ثم عين الأب يوسف جاتي خلفًا له، وعلى زمنه ازداد عدد المؤمنين، فأخذ يفكر في بناء كنيسة أكبر. بدأ العمل في بنائها عام 1881، وتم تدشينها عام 1886، وهي الكنيسة الحالية التي نصلي فيها اليوم". وتابع كاهن الرعيّة: "في السنوات الأخيرة كانت المطالبات على أشدها لبناء مدرسة وكنيسة في منطقة السرو، وذلك لأن المباني هنا قديمة والمكان محصور، ولصعوبة الوصول إلى هذا الموقع الحالي بسبب ازدحام السير وقلة المواقف، والوعود كانت كثيرة. فالسلط بمسلميها ومسيحييها تطالب ببناء مدرسة وكنيسة في أرض السرو المدخل الرئيسي لمدينة السلط، لأنهم على يقين، من أهمية هذه المدرسة في خلق جو من الإخاء والمحبة بين جميع السكان الذي نلمسه ونراه إلى يومنا هذا". وفي عظة القداس تحدث المطران شوملي عن ولادة يوحنا المعمدان، وقال: "لنتعلم من المعمدان الجرأة في قول الحقيقة. لقد استشهد يوحنا لأنه رفض أن يتزوج هيرودس إمرأة أخيه، فالحقيقة هي الله، وهي التقابل والتطابق بين القول والعمل". وبعد القداس التقى سيادته بالفعاليات الراعوية، من أخوية ومجموعة العائلة المقدسة وشبيبة بجميع فروعها، وأعضاء جمعية مار منصور وأبناء الرعية. هذا، وتوجّه المدبر الرسولي إلى منزل السيد فارس السمردلي الذي أقام مأدبة عشاء على شرف الزيارة، حضرها نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر، ودولة الدكتور عبدالله النسور، وعدد من الكهنة من مختلف الكنائس والنواب ووجهاء المنطقة، من مسلمي ومسيحيي محافظة البلقاء. وأثناء العشاء، ألقيت كلمات شددت على أهمية تذليل العقبات لتقديم ما هو أفضل لمدينة السلط، من بناء كنيسة ومدرسة ودير للراهبات في منطقة منطقة السرو، بعد ذلك أُتيح المجال للمشاركة في مداخلات قصيرة.