تراجع السودان اليوم الثلاثاء عن تصريحات بأن جنوب السودان طلب إجراء محادثات بشأن نشر قوة مشتركة لحماية مناطق انتاج النفط في أراضيه. وجاءت تلك التصريحات عقب محادثات أُجريت في جوبا عاصمة جنوب السودان بين الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونظيره سلفا كير. ويخوض جنوب السودان أحدث دولة في العالم والتي انفصلت عن السودان في عام 2011 قتالا ضد تمرد مسلح لقوات موالية لريك مشار النائب السابق للرئيس كير. وكان وزير الخارجية السوداني علي كرتي قال بعد عودة البشير إلى الخرطوم يوم الاثنين ان الدولتين ناقشتا "تشكيل قوات مشتركة لتأمين حقول البترول في جنوب السودان." وأضاف أن جوبا هي التي اقترحت الفكرة. لكن وزارة الخارجية السودانية أصدرت بيانا يوم الثلاثاء نفت فيه ما أوردته وسائل الاعلام بأن الجانبين بحثا هذه المسألة. وأضافت الوزارة في البيان الذين نقلته وكالة السودان للأنباء (سونا) انه بناء على طلب من حكومة جوبا سيتم إعداد حوالي 900 من الفنيين السودانيين للعمل بحقول النفط في جنوب السودان في حالة الحاجة لخدماتهم. واجتمع ممثلون عن حكومة جنوب السودان والمتمردين في اثيوبيا اليوم الثلاثاء لمحاولة إنهاء القتال المستمر منذ أسابيع والذي أودى بحياة ما لا يقل عن الف شخص وتشريد 200 الف آخرين. وانفصل جنوب السودان عن السودان في 2011 بعد استفتاء أنهى عقدين من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه. وستمثل إمكانية التعاون الأمني بين البلدين تحسنا في العلاقات بعد ان أوشك البلدان على الدخول في صراع مرة أخرى بسبب خلافات بشأن رسوم عبور نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية وبشأن الحدود في اوائل عام 2012. ويدفع جنوب السودان رسوما للسودان لنقل نفطه الخام إلى ميناء بور سودان على البحر الأحمر مما يجعل النفط مصدرا مهما للدخل لكلا البلدين. وذكرت وزارة الخارجية السودانية ان البشير قال إنه يمكن لجنوب السودان الإستفادة من تجربة السودان في تأمين حدوده مع كل من تشادواثيوبيا واريتريا باستخدام دوريات مشتركة. وأضافت انه يمكن استخدام دوريات مماثلة لحراسة الحدود بين السودان وجنوب السودان "في وقت لاحق وبعد إنهاء الأوضاع الاستثنائية الحالية."