عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئًا، يوم الثلاثاء، بعد مقتل العشرات في المنطقة الحدودية من قطاع غزة، فيما أعدت الكويت مشروع قرار يهدف إلى تأمين حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين وانبرت الولاياتالمتحدة للدفاع عن إسرائيل مؤكدة أنها مارست "ضبط النفس". وعقدت الجلسة إثر مقتل نحو 60 فلسطينيًا بأيدي الجيش الإسرائيلي، الإثنين، في يوم هو الأكثر دموية في غزة منذ 2014. وأعلنت الكويت العضو غير الدائم في مجلس الأمن أنها ستعمم مشروع قرار "يؤمن حماية دولية للمدنيين" الفلسطينيين، كما أعلن سفيرها لدى الأممالمتحدة، منصور العتيبي دون مزيد من التفاصيل. وبدأ اجتماع مجلس الأمن بدقيقة صمت احترامًا لذكرى القتلى. وانتهت بمطالبة مجموعة تمثل 15 دولة عربية في الأممالمتحدة إلى "تحقيق مستقل وشفاف"؛ ثم ثماني دول أوروبية هي السويد وفرنسا والمملكة المتحدة وبولندا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا تقرأ بصوت مرتفع بيانًا يطالب إسرائيل بضبط النفس واحترام الحق في التظاهر. ومنذ ديسمبر، بعد إعلان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بدت الولاياتالمتحدة معزولة على الساحة الدولية في مسألة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط الروسي نيكولاي ملادينوف الذي كان يتحدث إلى المجلس عبر اتصال بالفيديو من القدس: "يجب أن يتوقف العنف". وأضاف: "يجب التحقيق في جميع الحوادث بشكل كامل". أما المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي، فأكدت أن "إسرائيل مارست ضبط النفس" خلال الأحداث التي وقعت يوم الإثنين. وقالت الدبلوماسية الأمريكية: "لا يوجد أي بلد في هذا المجلس كان سيتصرف بضبط نفس أكثر مما فعلت إسرائيل، في الحقيقة فإن سجل العديد من الدول الموجودة هنا اليوم تشير إلى أنها ستتصرف بدرجة أقل بكثير من ضبط النفس". وأضافت أن "منظمة حماس تحرض على العنف منذ سنين قبل أن تقرر الولاياتالمتحدة نقل سفارتها بوقت طويل لا شك أن حماس مسرورة من نتائج ما حدث بالأمس". وتابعت هايلي أن "الولاياتالمتحدة تأسف للوفيات، لكن هناك الكثير من أعمال العنف في المنطقة"، وأعربت عن أسفها لأن مجلس الأمن الدولي لا يتحدث بما فيه الكفاية عن تورط إيران في سوريا واليمن. وعلى العكس قال نظيرها الفرنسي فرانسوا دولاتر: "إن الرد الإسرائيلي كان غير متناسب وغير ملائم". وقال: "ندعو السلطات الإسرائيلية إلى التروي". لكن هايلي اعتبرت أن حماس تشجع على العنف ورأت أنه لا توجد صلة بين تدشين السفارة الأمريكية في القدس والاحتجاجات الفلسطينية. ودعت إلى "عدم استباق المفاوضات المستقبلية" في الوقت الذي لا تزال فيه عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية في طريق مسدود. من جهته، قال مندوب السويد إن "الوقت حان لإعادة إطلاق هذه العملية"، في انسجام مع عدة بلدان بينها البيرو وبوليفيا أدانت العنف ضد الفلسطينيين. بدورها، دعت الصين إلى "تحقيق مستقل وشفاف" في أحداث الإثنين. وطلب السفير الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور: "وقف هذه المجزرة ضد الشعب الفلسطيني"، وقال: "لا تخيبوا آمال الفلسطينيين" معبرًا عن الأسف إزاء الشلل الذي يعتري مجلس الأمن. ورد سفير إسرائيل لدى المنظمة الدولية دان دانون قائلًا: "منذ شهر، تواجه إسرائيل أعمال شغب وليس تظاهرات أو احتجاجات" هدفها عبور الحدود من أجل قتل الإسرائيليين". واتهم الدبلوماسي الذي كان يتحدث بينما غادرت هايلي القاعة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بتشجيع العنف. ووقعت الأحداث تزامنًا مع افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس بعد نقلها من تل أبيب بموجب قرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي شاركت ابنته إيفانكا في حفل الافتتاح. وتجمع عشرات الآلاف من سكان غزة بالقرب من الحدود احتجاجًا على نقل السفارة فيما اقترب عدد قليل من الشبان من السياج الحدودي ورشقوا الحجارة باتجاه الجنود الإسرائيليين على الجانب الآخر من الحدود. ودعمت بريطانيا وألمانيا إجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف في غزة، إلا أن الولاياتالمتحدة منعت الإثنين تبني بيان في مجلس الأمن يدعو إلى تحقيق مستقل.