التقى سحر الأدب الإسبانى مع الإبداع المصرى فى عمل مسرحى متميز بعنوان «مركب بلا صياد» للمخرج عمرو قابيل، يعرض حاليًّا على خشبة مسرح مركز الهناجر للفنون يوميا، بمجموعة من أروع الفنانين وعودة للفنانة راندا بعد غيابٍ دام لسنوات عدة عن المسرح فى دور مختلف. يقول مخرج العرض عمرو قابيل: إن نص العرض المسرحى «مركب بلا صياد» من أهم نصوص المسرح العالمى كتبه المؤلف الإسبانى أليخاندرو كاسونا، آملا أن المسرحية تعيد الجمهور المصرى لمشاهدة العروض المتميزة ذات القيمة المهمة، مؤكدا أنه يبحث دائما عن القيمة فى إخراجه للأعمال المسرحية، بالإضافة إلى أن اختيار فريق عمل العرض مهم بالنسبة لي، ويضم العرض مجموعة من النجوم المحببين والمقربين إلى قلوب جمهور المسرح بتميز أدائهم، وذلك بالصدق والموهبة الشديدة، على رأسهم الفنانة راندا التى تجسد دور البطلة «ستيلا»، والفنانة مى رضا، منحة زيتون التى تعد واحدة من عمالقة المسرح، والفنان إبراهيم فرح وغيرهم. ويقدم العرض فى إطار فانتازى يمزج بين الواقع والخيال، والذى يتحدث عن فلسفة إنسانية مهمة مثل إعادة الدراما الإسبانية بشكل عام، وتطرح مجموعة من الرسائل والقضايا الكثيرة منها علاقة الإنسان بالموت، وعلاقة الإنسان بالحياة وعلاقة الإنسان بالحب وتأثيره على التغيير فى النفس الإنسانية داخل علاقات مترابطة، فيجسد عمرو قابيل شخصية «ريكاردو خوردان» أحد الرأسماليين الذى تواجهه حروب شرسة من خصومه مما يجعله يفقد ثروته، حتى يساومه البعض فى قتل نفس بغير حق مقابل استعادة أمواله فيصور له الشيطان فى قتل صياد بسيط لا يعرفه فتعود له ثروته مرة أخرى ولكن يظل يعانى من عذاب ضميره، فيما يجسد دور «الشيطان» الفنان الدكتور هانى عبدالناصر بشكل جديد ومختلف على جمهور المسرح فى دور مؤثر ومهم وفارق، والعمل هو من الدراما التى ينجذب إليها الجمهور المسرحي، متمنيا أن ينال العرض إعجاب الجميع ويعد إضافة للمسرح المصري، كما يلعب الديكور دورا مهما فى عناصر المسرح، وكذلك الملابس التى تجعلك تعيش فى نفس الحقبة، بالإضافة إلى السينوغرافيا والموسيقى التى لا تقل دورًا عن عناصر المسرح المؤدية بعمل مسرحى ناجح. ولفت إلى دور مركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان القدير محمد دسوقي، فى دعمه الدائم للحركة المسرحية، مؤكدًا أن مسرح الهناجر بمثابة البيت الأول الذى أعود له مجددًا بعد غيابٍ دام فترة طويلة من الإخراج به، فى شوق ولهفة وحب الجمهور لتقديم عمل مسرحى لهم، مشيدا بدور الحركة المسرحية التى تشهد طفرة كبيرة بمجموعة من الشباب والدم الجديد لمجموعة من التجارب الشبابية الناجحة، ولكن تواجهنا مشكلة النصوص المسرحية المصرية الآن على عكس ما سبق لكبار الكتاب، مطالبا بإلقاء الضوء على المسرح.