أعلن الاتحاد الأوروبي، فجر الجمعة، استدعاء سفيره في روسيا للتشاور بشأن قضية تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال. كما تعتزم عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي طرد دبلوماسيين روس، بحسب ما قال مسؤول أوروبي في بروكسل الجمعة. قال المسئول، الذي طلب عدم كشف اسمه، بعد اليوم الأول من قمة أوروبية شارك فيها 28 عضوًا: إن "بعض الأعضاء يدرسون احتمال طرد دبلوماسيين روس أو استدعاء دبلوماسييهم". كان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، قال في وقت سابق إن زعماء الاتحاد الأوروبي يعتبرون أن روسيا تقف "على الأرجح" خلف تسميم سكريبال. كتب توسك على تويتر: "اتفق قادة الاتحاد الأوروبي مع الحكومة البريطانية أن روسيا تقف على الأرجح وراء هجوم سالزبري.. لا يوجد تفسير آخر محتمل"، بحسب "فرانس برس". أطلعت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مساء الخميس، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على سير التحقيقات في القضية. جاء ذلك على هامش قمة الاتحاد الأوروبي، المنعقدة بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بحسب بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية، وفقًا ل"الأناضول". نقلت ماي لماكرون وميركل ما توصل إليه المحققون في القضية، والإثباتات باستخدام مادة "نوفيتشوك" الكيميائية، المنتجة من قبل روسيا. أشار البيان إلى أن "القادة الثلاثة أجمعوا على عدم وجود أي توضيح معقول سوى تحميل موسكو المسؤولية عن الحادثة، وعلى أهمية توجيه رد أوروبي موحد". من جانب آخر، لفت البيان إلى أن القادة الثلاثة أكدوا التزامهم بالاتفاق النووي مع إيران، واتفقوا على إجراء مباحثات جديدة حول الملف في أبريل المقبل. في 4 مارس الجاري، اتهمت لندنموسكو بمحاولة قتل العميل المزدوج وضابط المخابرات الروسي المتقاعد سكريبال وابنته يوليا على أراضيها، باستخدام "غاز الأعصاب"، ما أشعل أزمة دبلوماسية بين البلدين. إثر ذلك، تبادل الجانبان اتخاذ إجراءات عقابية بينها طرد دبلوماسيين، كما أعلنت عدة دول غربية إضافة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تضامنها مع الجانب البريطاني. قال قاض بريطاني، الخميس، إن الجاسوس سكريبال وابنته ربما أصيبا بضعف في قدراتهما العقلية، وإن من غير الواضح ما إذا كانا سيتعافيان. منحت محكمة في لندن الخميس إذنًا بأخذ عينات من دم سكريبال وابنته ليفحصها خبراء في الأسلحة الكيماوية من أجل تأكيد النتائج التي توصل إليها معمل الأبحاث العسكرية البريطاني بورتون داون. جاء في قرار المحكمة بأن طبيبًا يعالج سكريبال وابنته قال إنهما في حالة غيبوبة تامة ويعجزان عن التواصل مع الآخرين وإنه لا يمكن تحديد متى أو إلى أي مدى سيتمكنان من استعادة قدراتهما العقلية. قال القاضي ديفيد وليامز في الحكم الصادر عن محكمة الحماية في لندن، المنوطة باتخاذ قرارات نيابة عن أناس يعجزون عن ذلك بأنفسهم، إن الاثنين يرقدان في حالة مستقرة بدنيًا ويعالجان "على أساس أنهما يتمنيان أن يتم إبقاؤهما على قيد الحياة". أضاف القاضي أن محللًا لم يذكر اسمه من المعمل العسكري قدم دليلًا يفيد بأن عينة الدم المأخوذة من الاثنين تشير إلى تعرضهما لغاز الأعصاب "نوفيتشوك" أو مادة مشابهة له، بحسب "رويترز". قال مسئولون إن شرطيًا أصيب بعد مساعدته سكريبال وابنته خرج من المستشفى اليوم الخميس بعد أكثر من أسبوعين من العلاج.