تتجه الأوضاع فى الشمال السورى نحو المزيد من التعقيد، بعدما وجهت القوات التركية أول ضربة عسكرية لقوات الأسد، فجر الجمعة الماضية فى قرية جما شمال غرب عفرين، حيث كانوا يتمركزون فيها إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية فى منطقة عفرين، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 17 شخصًا. خطورة التطورات الأخيرة فى الشمال السورى تتلخص فى ردود الفعل المتوقعة من الأسد وروسيا وإيران بعد الهجمات التركية الأخيرة، إذ من المتوقع أن تكون ردود الفعل عنيفة تتناسب مع الجرأة التركية. وتعانى القوات التركية منذ أطلق الجيش عملية «غصن الزيتون» العسكرية فى منطقة عفرين فى الشمال السوري، من الأسلحة المتطورة التى بحوزة الأكراد، وتشير التقارير إلى أن أمريكا والنظام السورى وروسيا أبرز الممولين لميليشيا الأكراد، نكاية فى الأتراك. واتفق الأكراد والأسد فى وقت سابق على تسليم «وحدات حماية الشعب» منطقة عفرين لقوات الأسد، وظهر التناغم والتنسيق بينهما حينما كان الجيش السورى يسمح للأكراد بالمرور من مناطق تقع تحت سيطرته، وأعلنت تركيا أنها لن تسمح باختباء الميليشيا الكردية تحت قوات الأسد. ويزعم أردوغان أن قوات «غصن الزيتون»، تستهدف حماية الأمن القومى التركى من الأكراد، فى حين ترى حكومة دمشق أن القوات التركية قوات غازية، يستوجب قتالها وردها. وبحسب مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبدالرحمن، فإن «القتلى 14 عنصرًا على الأقل من القوات التابعة للنظام، التى دخلت عفرين فى 20 فبراير بطلب من وحدات حماية الشعب، بالإضافة إلى ثلاثة مقاتلين أكراد». وأكد المتحدث باسم الوحدات الكردية فى عفرين بروسك حسكة، فى بيان، «استهدف الطيران الحربى التركى نقطتين لتمركز الوحدات الشعبية التابعة للجيش السورى فى قرية جما»، مشيرًا إلى سقوط قتلى وجرحى من دون أن يحدد حصيلة. فى المقابل، أعلن الجيش التركى مقتل ثمانية من جنوده وإصابة 13 آخرين فى معارك عفرين، لترتفع حصيلة خسائر القوات التركية منذ بدء العملية إلى 41 قتيلًا. وخلال حفل تخرج بجامعة الدفاع الوطني، أكد وزير الدفاع التركى نور الدين جانيكلى أمس مقتل 41 جنديًا تركيًا و116 عنصرًا من فصائل الجيش السورى الحر منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون»، بالإضافة إلى القضاء على 2295 «إرهابيًا»، وتحرير مساحة 615 كيلومترًا، مشددًا على أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار فى الحرب ضد «الإرهاب». اللافت أن الأوضاع فى إدلب تتجه صوب التصعيد هى الأخرى، ففى إنذار لتصاعد التوتر فى المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة فى إدلب ومناطق من حلب، استردت «هيئة تحرير الشام» بقيادة جبهة «النصرة سابقًا» أمس الأول مناطق خسرتها لمصلحة «جبهة تحرير سوريا» المشكلة حديثًا من حركة «أحرار الشام» ذات النفوذ الواسع، وجماعة «نورالدين الزنكي»، قرب المنطقة الاستراتيجية على حدود تركيا. وأفاد القيادى باسم حج مصطفى، أن «تحرير الشام» شنت هجمات مضادة لاستعادة قرية كفر لوسين قرب الحدود، وتقدمت فى بلدات أخرى منها معرة مصرين، ونقلت الكثير من مقاتليها إلى عدد من المواقع على الحدود التركية وعززت مواقعهم هناك.