قبل أيام من زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إلى العاصمة الإيرانية، طهران، لعقد مباحثات مع نظيره حسن روحانى بشأن جملة من الملفات المهمة بينها الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، يبدو أن الرئيس الفرنسى مصر على لعب دور محورى فى المنطقة، حيث كشفت تصريحات المسئولين الإيرانيين رغبة ماكرون فى تقريب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لإنهاء حالة الاستقطاب الموجودة حاليًا فى المنطقة. عضو لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية للبرلمان الإيرانى جواد كريمى قدوسي، قال خلال مقابلة مع وكالة «نادى المراسلين الشباب» التابعة لهيئة الإذاعة والتليفزيون الإيراني، إن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أرسل رسالة إلى طهران تضمنت 3 مطالب قبيل زيارته المرتقبة إلى إيران، مشيرا إلى أن ماكرون اشترط عقد مؤتمر صحفى مع نظيره الإيرانى الرئيس حسن روحاني، بحيث يعلن خلاله روحانى موافقة طهران على المفاوضات حول برنامج الصواريخ، وقبول إيران الدعوة لعقد اجتماع ثلاثى مع الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية للتفاوض حول إنهاء دور إيران الإقليمى ودعمها للجماعات المسلحة كجماعة حزب الله اللبنانى وميليشيات الحوثى فى اليمن وتدخلها فى سوريا والعراق واليمن ولبنان. تأتى هذه التطورات بعدما أمهل الرئيس الأمريكى دونالد ترمب الشهر الماضي، الأوروبيين 120 يوما للتفاوض مع إيران من أجل مراجعة وإصلاح الاتفاق النووى بإضافة ملحقات حول عدة قضايا، منها برنامج الصواريخ وضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، ووضع حد لتدخل الحرس الثورى فى دول المنطقة، وإنهاء دعم إيران للإرهاب. كانت مصادر أوروبية قد أكدت أن إيران وافقت على مفاوضات مع الاتحاد الأوروبى حول برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل وسياساتها التخريبية فى إطار سعيها للتوسع الإقليمى فى الشرق الأوسط، وذلك نتيجة ضغوط الرئيس الأمريكى ومطالبته بإصلاح الاتفاق النووي. وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن وزراء خارجية ألمانياوفرنسا وبريطانيا، جنبا إلى جنب مع منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى فيديريكا موغيريني، اتفقوا مع طهران حول بدء «محادثات مكثفة وجدية» بشأن برنامج إيران الصاروخى وتدخلاتها فى شئون بلدان المنطقة. ويبدو أن طهران تتجه إلى فتح مفاوضات مع أمريكا بشأن منظومة الصواريخ الباليستية، خاصة أن الإدارة الإيرانية تتخوف من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، ما يعنى العودة إلى نقطة الصفر وبالتالى عودة العقوبات الأوروبية الاقتصادية على طهران، الأمر الذى يضاعف الأزمة على الحكومة التى واجهت غضبة شعبية نتيجة سياسات التقشف. وعلى الرغم من رفض عدد من أعضاء مجلس خبراء القيادة الإيرانية المطالب الأمريكية، إلا أنه من المؤكد أن طهران ستقبل التفاوض بشأن الصواريخ الباليستية، فمن جهته، هاجم عضو مجلس الخبراء، أحمد خاتمي، الضغوط الأمريكية - الأوروبية للحد من قوة الصواريخ الإيرانية، قائلًا: «فى مجال سياسة الردع نقولها صراحة بأننا سنستمر فى تصنيع ما نشاء من الصواريخ ولن نتفاوض مع أحد سواء فرنسا أو غيرها». كما هاجمت وسائل إعلام التيار المتشدد بشدة حكومة روحاني، واعتبرت نمو فرنسا الاقتصادى بعد موجة الركود إلى المنح والهبات والعقود التى أبرمها روحانى قبل أشهر مع باريس، دون أن تحصل طهران على شيء بالمقابل. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية، إن نيقولا دوفور، المدير العام لمصرف الاستثمار الفرنسي، أعلن عن منح قروض للمستثمرين الإيرانيين الذين يشترون البضاعة الفرنسية، واعتبرت ذلك تحايلًا على العقوبات الأمريكية ضد إيران. ويعد ماكرون أول رئيس دولة أوروبية يعلن زيارة مرتقبة لطهران منذ ثورة 1979 التى أطاحت بالشاه، حيث قال إن زيارته إلى إيران ستكون فى الوقت الملائم.