تعد فكرة استقالة الأسقف بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية شبه ممنوعة، ووفق العقيدة يعد ارتباط الأسقف بالإيبارشية «الحدود الجغرافية التى يشرف عليها الأسقف» بمثابة عهد زواج غير قابل للانفصال، فهو عهد أبدي، والموت هو الوحيد الذى يفصل الأسقف عن خدمته بالإيبارشية. ولكن هذا العهد لم ينطبق على الأنبا متياس، أسقف المحلة الكبرى سابقًا، والذى قلب موازين الكنيسة، فقد تقدم باستقالته عام 2005 بعد بعض المشاكل الإدارية والعقائدية، وفى 16 نوفمبر 2013 تمت رسامة الأنبا كاراس أسقفا عاما على إيبارشية المحلة الكبرى. ولكن عام 2012، وفور وصول البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شارك الأسقف المستقيل فى حفل تجليس البطريرك. وشهدت الساحة الكنسية وقتئذ حالة من الارتباك بعد أن أرسل الأنبا متياس يوم 24 مايو 2004، رسالة إلى قداسة البابا شنودة الثالث، يطلب فيه إشراف الأنبا بيشوى على إيبارشية المحلة، وقال فى نص رسالته: «نظرًا لكثرة الأعباء الرعوية فى إيبارشية المحلة الكبرى وتوابعها، والمستمرة فى الزيادة، ونظرًا لظروفى الصحية التى تنحدر يومًا بعد يوم»، وعليه ناقَش البابا الراحل هذا الطلب مع أعضاء المجمع المقدسة فى جلسة 29 مايو 2004 ولم يعترض أحد على الأمر، وتمت الموافقة عليه. وفى جلسة 18 يونيو 2005 أعلن البابا شنودة، أنه وصله خطاب بتاريخ 22 إبريل 2005 يقول فيه: «أرجو أن تقبلوا استقالتي، وإعفائى تمامًا من أى مسئولية رعوية اعتبارًا من اليوم، وتقوموا قداستكم بتدبير أمور الإيبارشية»، وأن قداسته قبل هذه الاستقالة. وقد قبل المجمع المقدس الاستقالة بعد أن عرض قداسة البابا أخطاء الأنبا متياس، وتوصيات لجنة شئون الإيبارشيات، وقد وقَّع عليها 77 أسقفًا. وبناءً عليه قرر المجمع قبول استقالة نيافة الأنبا متياس أسقف المحلة من عمل الأسقفية، مع إعلان خلو كرسى هذه الإيبارشية لسيامة أسقف جديد لها. وعمم المجمع المقدس القرار، ومنع توزيع شرائط عظات الأنبا متياس داخل المحلة وخارجها، وعدم طبع كتب تحمل تعاليمه إلا بقصد تصحيح هذه التعاليم، وبإذن من قداسة البابا أو اللجنة المجمعية للتعليم والإيمان والتشريع، كذلك تصحيح مفاهيم شعب المحلة الكبرى حول الإيمان السليم بكل وسائل التعليم المُتاحة، وبألا يقوم بالخدمة الكهنوتية خارج دير السيدة العذراء (السريان)، إلا فى حدود يسمح بها قداسة البابا، وألا يقوم بالتعليم بصفة عامة. والتحق الأنبا متياس بالرهبنة فى 18 ديسمبر 1977، وهو من أبناء دير السريان، بوادى النطرون، وكان الاسم العلمانى للأسقف هو ماهر ونيس، وبعد الرهبنة أطلق عليه أبونا الراهب القمص متياس السريانى، وسيم أسقفًا فى 18 يونيو 1989، وشارك فى لجنة الإيمان والتعليم والتشريع، لجنة الطقوس. وهو من مواليد قوص، قنا فى 20 يونيو 1952، وحصل على بكالوريوس الزراعة عام 1974، وكان خادمًا بالتربية الكنسية فى قوص بقنا. وسُيم قسًا فى 4 يناير 1979، وانتدبه قداسة البابا شنودة الثالث للخدمة ورعاية الأقباط فى أمريكا عام 1987 (فى منطقة دالاس بولاية تكساس، وقضى سنتين واهتم ببناء كنيسة هناك).