ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية اليوم الأربعاء من كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل والأنبا بيشوي بكينج مريوط بالإسكندرية، وتحدث البابا في عظته للأسبوع الخامس عشر على التوالي عن رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي "جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْل وَلاَ ظُلْمَةٍ. فَلاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ. لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَبِاللَّيْلِ يَنَامُونَ، وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَبِاللَّيْلِ يَسْكَرُونَ. وَأَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ الْخَلاَصِ. لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي مَاتَ لأَجْلِنَا، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعًا مَعَهُ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَابْنُوا أَحَدُكُمُ الآخَرَ، كَمَا تَفْعَلُونَ أَيْضًا. ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيرًا جِدًّا فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ. انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ. افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ. لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ. لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ. امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ. امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ". وقال البابا إن الفضيلة الإنسانية تقول امتنعوا عن كل شر، أما في المسيحية فتقول امتنعوا عن كل شبه شر، وهو الشيئ الذي يؤدي إلى الشر والخطية والجريمة، أي ان شيئ يؤدي إلى شيئ، بمعنى يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك أشياء في حياتنا ليست في حد ذاتها خطية، لكنها تؤدي لخطية، في العهد القديم قالوا لا تغضب، أما السيد المسيح قال ما جئت لأنقض بل جئت لأكمل. وللنماذج على شبه الشر أولًا نموذج "التردد" الإنسان المتردد (رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ) صورة أخرى هي إهدار "الوقت" الوقت عطية إلهية لا تتمدد ولا تتوقف، وهذه العطية لا ترجع إلى الوراء، عطية الوقت مهما كثرت، فهمي محدودة، فالوقت شخصيتنا فيه تختلف ولذا يجب أن نهتم جدًا بالوقت وقيمته ويجب تقدير قيمته واستخدامه بصورة إيجابية ومفيدة. أيضًا من النماذج التي تؤدي للشر إهدار المال المال نعمة وعطية من عند الله، ولكنها نعمة يختبر بها معدن الإنسان، هناك من يستخدم المال بشكل صحيح، وهناك من يسئ استخدامه بأي شكل وأي صورة، وبالتالي إهداره هو خطية كبيرة، وخطية تأتي بخطية أخرى، أما استخدام المال بصورة حسنة هو شيئ مهم. وإهدار عطايا الله العظمى مثال "الماء" و"الطعام"، فمن النادر في دول الخارج أن يتقدم يأخذ شخص طعام أكثر من احتياجه. أما إهدار الماء، فهي لا تعوض، ونحن حولنا بلاد كثيرة تسورد مياه، ونحن في مصر نشكر الله على نهر النيل، ويجب أن نعلم أبنائنا أن المياه تساوي الحياة، وإهدارها بأي شكل يشكل خطورة شديدة، هناك مليار شخص حول العالم لا يجدوا مياه صالحة للشرب. فالله يعطي طعام يكفي العالم كله، لكن هناك لا تحسن استخدامه ويلقى به في القمامة وهناك ملايين لا يجدوه، نسمع أن بعض البلاد أبنائها يبحثون عن الطعام في صناديق القمامة، أما في مصر نشكر الله وكما قالوا "عمار يا مصر" ومن هنا اخترعوا الثلاجات لحفظ الأطعمة وأجهزة للحفظ والتجفيف. أيضًا هناك إهدار الطاقة، والكهرباء. أيضًا من صور شبه الشر هو "الإهمال" والذي من الممكن أن يأخذ صورة التدليل، والإهمال في العمل والإنتاج. أيضًا إهمال العلاقات الاجتماعية بمن حولنا وعدم السؤل وتفقدهم، وإهمال الدراسة والنظافة بكل صورها في العمل والشارع، فغيابها يجرح عين الإنسان ويحول المكان إلى مكان غير مريح. والصورة الأخيرة التي تؤدي للشر الإنشغال الزائد قد تحرم الإنسان من بيته وحياته. والصورة الأخيرة لصورة شبه الشر "العشوائية" فمن يذاكر أو يبني ويتحدث ويطبق في حياته أشياء بدون نظام فهذا يؤدي إلى شر، لأنها لا تبني النظام وهي شكل من أشكال الإهمال في حياة الإنسان. أما النظام في حياة الإنسان فيؤدي إلى البركة.