أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء، تمسكهما بالحفاظ على الوضع القائم بشأن المقدسات في مدينة القدس وضرورة عدم فصل وضع القدس عن التسوية الشاملة للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي لارساء سلام عادل ودائم وتحقيق الاستقرار، معتبرا أن هذا لن يتم إلا بالتفاوض بين طرفي النزاع الفلسطينيين والإسرائيليين. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده إيمانويل ماكرون مع العاهل الأردني عقب المباحثات التي جرت بينهما اليوم الثلاثاء بقصر الإليزيه. وأوضح الرئيس الفرنسي أن مسألة وضع القدس مهمة لفرنساوالاردن ، التي تعد وصية على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها وشريكا لا يمكن تجاوزه في هذا الملف، مؤكدا ان لقاءه بالعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني فى باريس جاء عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما اثر القرار الامريكي الخاص بالقدس وفي سياق خطير للغاية تشهده منطقة بأكملها. وأكد انه في هذا السياق من الضروري اطلاق عملية سياسية بمساهمة فرنسا و الاردن التي تعد شريكا استراتيجيا في هذا الملف، مضيفا انه تم الاتفاق على مواصلة الجهود لوضع حل سياسي ذات مصداقية للسماح باستئناف عملية السلام. وعما اذا كانت فرنسا يمكنها اطلاق مبادرة امام الاممالمتحدة تتضمن مبادرة السلام العربية في 2002، اكد ماكرون انه في هذا الملف كانت هناك مبادرة وهي أمريكية، الا ان فرنسا تنتظر اكتمالها ووضعها على المائدة، مذكرا برفض بلاده للقرار الامريكي الاحادي بشأن القدس وبتمسكها بحل الدولتين. وأكد ماكرون انه سيستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا الاسبوع بعد اللقاء الذي جمعه مؤخرا بباريس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتاياهو لمواصل الحوار بين طرفي النزاع. وحول الارهاب والملف السوري، اكد ماكرون ان القضاء على داعش ميدانيا بات قريبا إلا أن التهديد لا يزال مرتفعا، مشيرا الى ان مكافحة الارهاب ستستمر في المنطقة وفي اوروبا. كما اشار الى القلق المشترك بين باريس و عمان حول مرحلة ما بعد النزاع في سوريا و الدور الواجب فعله لبناء سلام دائم في هذا البلد من خلال حل شامل يضمن تمثيلا عادلا لجميع الاطراف السورية بما في ذلك تلك المتواجدة خارج سوريا. واعتبر انه لن يمكن تجاهل خلال العملية الانتقالية مسآلة أن بشار الاسد رئيس سوريا، وانه لا بد التحلي بالواقعية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بعض القوى لها مصلحها في استمرار الوضع الراهن وبقاء الأسد في الحكم. وردا على سؤال حول الشروط التي قد تسمح باعادة فتح السفارة الفرنسية بسوريا، أوضح ماكرون أن الأمر غير مطروح اليوم، وأن الحاجة لإطلاق عملية سياسية تضم ممثلي الرئيس بشار الاسد للتوصل لحل شامل لا يعني ان باريس نست ما حدث في السنوات الماضية والمسئوليات الخطيرة التي يتحملها النظام السوري. وأكد ماكرون أن الربع الأول من عام 2018 سيكون مهما للمنطقة سواء بالنسبة للملفين: الاسرائيلي -الفلسطيني أو السوري. ومن ناحية أخرى، اشاد ماكرون بدور الاردن في التحالف الدولي ضد داعش اذ انها تستقبل قوات فرنسية تابعين لعملية "شامال العسكرية" الفرنسية. وأكد ماكرون على رغبة البلدين في تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي في قطاعات المياه والطاقة والثقافة مع الاردن.