البطاقة الحمراء التي حصل عليها سيرجيو راموس، قلب دفاع فريق ريال مدريد الإسباني، يوم السبت الماضي أمام فريق أوساسونا جعلته أكثر لاعبي ريال مدريد تعرضا للطرد طوال تاريخه بعد أن نال البطاقة الحمراء رقم 18 بطاقة حمراء. لكن الأخيرة مختلفة تمامًا عن ال17 بطاقة السابقة كان يتم تفسيرها بالحماس الزائد والاندفاع بسبب حبه للفريق وكانت هذه هي صكوك الغفران لكي يعود إلى التشكيل الأساسي للفريق. أما البطاقة الأخيرة بالاضافة إلى توتر سيرجيو راموس أثناء المباراة، كانت دليلا على تغير كبير في مكانته في النادي منذ انتقاله من أشبيليه عام 2005. يتعرض سيرجيو راموس لنفس سيناريو راؤول منذ أربعة أعوام، ونفس السيناريو الذي يعشيه ايكر كاسياس حاليا. إدارة النادي ممثلة في رئيسه فلورنتينو بيريز غير راضية عنه، بل وترى أنه أصبح عبئا على النادي الملكي ويجب الاستغناء عنه، إنهم يحاولون دفعه لكي يشعر بالملل وعدم الراحة، وبالتالي الرحيل عن النادي من تلقاء نفسه، لهذا كان يبدو شديد التوتر خلال مباراة أوساسونا. كان يريد إثبات ذاته، يريد أن يقدم أفضل أداء لديه. لكن عصبيته كانت تؤدي لنتائج عكسية تماما، وبالاضافة إلى ما يبديه المدرب كارلو أنشيلوتي من استياء خلال التدريبات بسبب أخطاء راموس، ويبدو أن الطريق ممهدا لرحيله عن ريال مدريد، ربما كان السبب الوحيد في عدم جلوسه على دكة البدلاء مثل كاسياس هو اصابة المدافع الشاب فاران.
المشكلة الحقيقية لدى سيرجيو راموس أنه لا يتخيل نفسه حتى الآن مرتديا قمصيا آخر بخلاف قميص ريال مدريد، عروض مانشستر سيتي وبرشلونة الغريم الأزلي للفريق الملكي خلال الصيف الماضي قوبلت برفض سريع من راموس كيف يترك ريال مدريد بعد أن تحقق حلمه بارتداء شارة الكابتن، قليليون في مدريد حملوها بدون الانتماء لناشئي النادي هو فعلها، كان هذا هو حلمه عندما انضم قبل ثمان سنوات، كان يقول أمام لاعبي ريال مدريد التاريخيين مثل راؤول جونزالس وهييرو إن حلمه أن يصبح كابتن ريال مدريد. الآن حقق حلمه لكنه أقرب ما يكون من الابتعاد عن النادي لن يفكر سيرخيو راموس في العروض التي تطارده من مدربين وأندية تعتبره من أفضل مدافعي العالم حاليا، فضلا عن قيامه حين اللزوم بدور الجناح، وهو مكانه السابق قبل أن يقوم البرتغالي جوزيه مورينهو بتدريبه واقناعه على اللعب كقلب دفاع.
لكن يبدو أن أبطال الخلاف مع مورينهو، كاسياس وسيرخيو راموس، لا مكان لهما في نادي ريال مدريد. رغم رحيل مورينهو بارادته، وهروبه من الفشل شبه الدائم أمام برشلونة سواء بقيادة جوراديولا أو تيتو فيلانوفا، إلا ان فلورنتينو بيريز رئيس النادي، لا ينسى أنهما كانا من تحديا المدرب ورفضا الشكوى علنا من محاباة الحكام لبرشلونة. والأهم من هذا كانا يقولان صراحة إن ريال مدريد لابد أن يلعب بطريقة هجومية أمام برشلونة، فكلما لعب بشكل دفاعي، دخلت مرماه أهداف كثيرة. سيرخيو راموس بالارقام: لعب 371 مباراة رسمية مع ريال مدريد. حصل فيها على 18 بطاقة حمراء. بمعدل حالة طرد كل 21 مباراة. ويعتبر سابع أكثر اللاعبين طردا في تاريخ الدوري الإسباني حصل على 13 بطاقة حمراء في الدوري، و3 بطاقات حمراء في دوري أبطال أوربا وبطاقتين في كأس الملك. ويعتبر أكثر اللاعبين طردا في دوري أبطال أوروبا، حيث حصل على 3 بطاقات حمراء في 67 مباراة. مع المنتخب قام بأداء 115 مباراة رسمية ولم يتعرض لأي حالة طرد.