قدمت الشاعرة "نازك الملائكة"، التي تحل ذكرى ميلادها اليوم، عددا من القصائد التى نالت استحسان من الشعراء، وبهذه المناسبة اختارت "البوابة نيوز" 4 قصائد لنشرها. قصيدة "عاشقة الليل" يا ظلامَ الليلِ يا طاويَ أحزانِ القلوبِ أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحوبِ جاء يَسْعَى، تحتَ أستاركَ، كالطيفِ الغريبِ حاملًا في كفِّه العودَ يُغنّي للغُيوبِ ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليلِ في الوادي الكئيبِ هو، يا ليلُ، فتاةٌ شُهد الوادي سُرَاها أقبلَ الليلُ عليها فأفاقتْ مُقْلتاها ومَضتْ تستقبلُ الواديْ بألحانِ أساها ليتَ آفاقَكَ تدري ما تُغنّي شَفَتاها آهِ يا ليلُ ويا ليتَكَ تدري ما مُنَاها جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجي والسكونُ وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْتِ، والصَمْتُ فُتُونُ فنَضتْ بُرْدَ نهارٍ لفّ مَسْراهُ الحنينُ وسَرَتْ طيفًا حزينًا فإِذا الكونُ حزينُ فمن العودِ نشيجٌ ومن الليلِ أنينُ إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديهِ الأَغنِّ هوذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيا مُتَمنٍّ تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُزْنِ فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّي وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ ما الذي، شاعرةَ الحَيْرةِ، يُغْري بالسماءِ ؟ أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعراء ؟ أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقاءِ ؟ أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضياءِ ؟ عجبًا شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المساء طيفُكِ الساري شحوبٌ وجلالٌ وغموضُ لم يَزَلْ يَسْري خيالًا لَفَّه الليلُ العريضُ فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أسرارٌ تَفيضُ آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيضُ فارجِعي لا تَسْألي البَرْق فما يدري الوميضُ عَجَبًا، شاعرةَ الحَيْرةِ، ما سرُّ الذُهُولِ ؟ ما الذي ساقكِ طيفًا حالمًا تحتَ النخيلِ ؟ مُسْنَدَ الرأسِ الى الكفَينِ في الظلِّ الظليلِ مُغْرَقًا في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ ذاهلًا عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميلِ أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ، هذي العاصفاتُ فارجِعي لن تُدْركي سرًّا طوتْهُ الكائناتُ قد جَهِلْناهُ وضنَتْ بخفاياهُ الحياةُ ليس يَدْري العاصفُ المجنونُ شيئًا يا فتاةُ فارحمي قلبَكِ، لن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ قصيدة "مأساة الحياة" عبثًا تَحْلُمين شاعرتي ما من صباحٍ لليلِ هذا الوجود عبثًا تسألين لن يُكْشف السرُ ولن تَنْعمي بفكِ القيودِ في ظلال الصفصافِ قَضَيتِ ساعاتكِ حَيْرى تُمضُك الأسرارُ تسألين الظلالَ والظلُ لايعلمُ شيئًا.... أبدًا تنظرين للأ فق المجهول حَيْرى فهل تجلّى الخفيُّ؟ أبدًا تسألين... ...صمتٌ مُسْتغلِقٌ أبديُّ فيمَ لا تيأسينَ؟ ما أدركَ الأسرارَ قلبٌ من قبلُ كي تدركيها أسفًا يا فتاةُ لن تفهمي الأيامَ فلتقنعي بأن تجهليها أُتركي الزورق الكليل تسِّيرْه أكفُّ الأقدارِ كيف تشاءُ ما الذي نلتِ من مصارعة الموجِ؟ وهل نامَ عن مناكِ الشقاءُ؟ آهِ يا من ضاعتْ حياتك في الأحلامِ ماذا جَنَيْتِ غير الملالِ؟ لم يَزَلْ سرُّها دفينا فيا ضياعهَ عُمْرٍ قضَّيتِهِ في السؤالِ هُوَ سرُّ الحياة دقَّ على الأفهامِ حتى ضاقت به الحكماءُ فيأسي يا فتاةُ ما فُهمتْ من قبلُ أسرارُها ففيم الرجاءُ؟ جاء من قبلِ أن تجيئي إلى الدُّنْيا ملايينُ ثم زالوا وبادوا ليتَ شعري ماذا جَنَوْا من لياليهمْ؟ وأينَ الأفراحُ والأعيادُ؟ ليس منهم إلاَّ قبورٌ حزيناتٌ أقيمت على ضفاف الحياةِ رحلوا عن حِمَى الوجودِ ولاذوا في سكونٍ بعالم الأمواتِ كم أطافَ الليلُ الكئيب على الجو وكم أذعنت له الأكوانُ شهد الليلُ أنّه مثلما كان فأينَ الذينَ بالأمس كانوا؟ كيف يا دهرُ تنطفي بين كفَّيك الأماني وتخمد الأحلامُ؟ كيف تَذْوي القلوبُ وهي ضياءٌ ويعيشُ الظلام وهو ظلام قصيدة "أنا" الليل يسال من أنا أنا سرة القلق العميق الأسود أنا صمته المتمرد قنعت كنهي بالسكون ولففت قلبي بالظنون وبقيت ساهمة هنا أرنو وتسألني القرون أنا من أكون ؟ والريح تسال من انا أنا روحها الحيران انكرني الزمان أنا مثلها في لا مكان نبقى نسير ولا انتهاء نبقى نمر ولا بقاء فإذا بلغنا المنحنى خلناه خاتمة الشقاء فإذا فضاء قصيدة "الزائر الذي لم يجيء" ومر المساء، وكاد يغيب جبين القمر وكدنا نشيع ساعات أمسية ثانية ونشهد كيف تسير السعادة للهاوية ولم تأت أنت... وضعت مع الأمنيات الأخر وأبقيت كرسيك الخاليا بشاغل مجلسنا الذاويا ويبقى يضج ويسال عن زائر لم يجيء وما كنت اعلم انك ان غبت خلف السنين تخلف ظلك في كل لفظ وفي كل معنى وفي كل زاوية من رؤاي وفي كل محنى وما كنت اعلم انك أقوى من الحاضرين وان مئات من الزائرين يضيعون في لحظة من حنين