يعتبر غسان سلامة، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا، هو المبعوث العربي الثالث بين 6 مبعوثين أممين إليها، منذ إطاحة ثورة 17 فبراير 2011 بنظام العقيد معمر القذافي، للسعي نحو إنهاء الصراع السياسي بالبلد النفطي، والذي يؤثر بالسلب على أوضاع دول الجوار، إضافة لدول جنوب المتوسط، وخاصة فيما يتعلق بتدفق المهاجريين غير الشرعيين نتيجة لقرب المسافة مع الشواطئ الإيطالية، في ظل فترة اتسمت بالفوضى الأمنية. «سلامة» هو سياسي ووزير لبناني سابق، تعقد عليه أمال كبيرة في إنهاء الأزمة السياسية الطاحنة التي تمر بها ليبيا منذ سنوات، بدأ مهام عمله فعليا في 5 أغسطس الجاري، عقب تكليفه من مجلس الأمن بالمهمة في 21 يونيو الماضي، بزيارة إلى طرابلس التقى خلالها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي، أعقبها بزيارة إلى طبرق التقى خلالها برئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ثم زيارات إلى مدن القبة والدار البيضاء وبنغازي والزنتان ومصراتة للتعرف عن الوضع الليبي عن قرب ويلتقي بكل أطراف الأزمة. المبعوث الأممي، التقى الأحد الماضي، بوفد من أعضاء مجلس النواب، والشباب الليبي في تونس، الأحد الماضي، مؤكدا: "لدي هدف بهذه المهمة هو الإسهام إلى جانبكم وليس بديلًا عنكم، بقيام المؤسسات الثابتة حيث نرى النواب يناقشون الحكومة على انجازاتها، يعطونها الثقة أو يحجبونها عنها تحت قبة البرلمان في لي". فيما وجه حديثه للشباب الليبي قائلا: "المستقبل هو ملككم، دوركم أساسي في المصالحة وإقناع الآخرين بالانضمام إليكم في بناء جسور التواصل والمستقبل المزدهر الذي تريدونه". من جهته، أشاد الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، عبدالله بليحق، في تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز" بجهود المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا غسان سلامة، مضيفا: "استمع لوجهة نظر النواب في تعديل الاتفاق السياسي الناتج عن مباحثات الصخيرات- حوار سياسي بين أطراف الأزمة الليبية بدولة المغرب- من أجل الوصول إلى توافق حتى داخل مجلس النواب ذاته كي يحصل الاتفاق على الثقة، ويعدل الإعلان الدستوري ليتضمنه". وأشار "بليحق"، إلى أن اللقاء مع المبعوث الأممي تناول عددا من القضايا السياسية والأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها ليبيا في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، مثنيا على اللقاء وأنه كان جيدا بكل المقاييس. وأعرب الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، عن أمنياته بالتوفيق للمبعوث الأممي الجديد، في مهمته الصعبة التي أوكلت له مؤخرا، وأن يكون هناك انفراجة قريبة في الملف الليبي، وتحقيق الوفاق الوطني بين جميع الأطراف من أجل دعم الاستقرار في ليبيا وعودة الأمن وتوحيد كل مؤسسات الدولة في جميع ربوع الوطن. فهل ينجح "سلامة" فيما فشل فيه سابقيه وخاصة الإسباني برناردينو ليون، والألماني مارتن كوبلر الذي وجه رسالة للشعب الليبي قبل ترك مهامه في 1 يوليو الماضي قائلا: "لقد كان شرفًا لي خدمة ليبيا، وسوف تنجحون في بناء دولة تفخرون بها أنتم وأطفالكم، فهذا أمر لا مفر منه وأنا أتطلع لرؤية هذا اليوم قريبًا".