أجمع عدد من الصحف الفرنسية والعالمية خلال الأيام الأخيرة، على أن مروان البرغوثي المناضل الفلسطيني المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ 11 عامًا، هو "مانديلا" الثاني، بعد رحيل الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا. وبيّنت صحيفة "لو بوا" الفرنسية، أن المناضل الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في إسرائيل لديه مسار لافت للنظر يؤهله ليكون "مانديلا" الثاني. وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال فاعليات الاحتفال بمراسم موت نيلسون مانديلا، انطلق صوت لم ننتظره من الزنزانة التي تحمل رقم 28 في سجن هارديم الإسرائيلي بشمال تل أبيب، التي يقطنها المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي ليحيي مانديلا جنوب إفريقيا. ونقلت الصحيفة ما قاله البرغوثي "من زنزانتي، إقول لك إن حريتنا ممكنة لأنك استطعت أن تحصل عليها في بلادك.. فنظام الأبارتييد لم ينتصر في جنوب إفريقيا ولن ينتصر في فلسطين". وأوضحت الصحيفة أن البرغوثي الذي أُدين لخمس مرات بالسجن مدى الحياة لاتهامه بالتورط في اغتيال مدنيين إسرائيليين، وبعيدا عن كونه مدافعا عن القضية الفلسطينية، فهو في الواقع يعتبر رمزا سياسيا مشهورا في فلسطين بسبب طول مدة حبسه ومقدرته على توحيد فلسطين. وأضافت "لو بوا" أن البرغوثي انضم وهو في الخامسة عشرة من عمره إلى حركة فتح، ثم قام بتأسيس فرع الشبيبة داخل هذه الحركة، مثله مثل مانديلا الذي انضم إلى الشباب في حزب المؤتمر الإفريقي، وهو في سن الثامنة عشرة. كما أن البرغوثي تم اعتقاله من قبل الكيان الصهيوني لاتهامه بالانتماء إلى منظمة إرهابية، وخلال سجنه أنهى دراسته وتعلم اللغة العبرية، وهذه نقطة أخرى مشتركة بينه وبين مانديلا خلال السبعة والعشرين عاما التي قضاها في السجون، تعلم لغة "الأفريكانز" التي كان يتحدث بها نظام الأبارتييد. وأضافت الصحيفة أن هناك نقطة تشابه أخرى بين مانديلا والبرغوثي، فالأخير من أشد المدافعين عن المقاومة السلمية، وبعد تحريره من سجنه الأول تم انتخابه رئيسا لمجلس طلاب جامعة بيرزيت، ولامتلاكه مهارات خطابية عالية، فقد لعب دورا مهما في أثناء اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 ضد المحتل الإسرائيلي، ونتيجته ألقت إسرائيل القبض عليه مرة أخرى خلال هذه الانتفاضة، ثم تم نفيه إلى الأردن ولم يتمكن العودة إلى بلاده إلا في عام 1994 في أثناء توقيع اتفاقية أوسلو. وأضافت الصحيفة أن البرغوثي طالب من سجنه الفلسطينيين بضرورة الوفاق الوطني، وتشكيل تحالف وطني للخروج من مأزق الانقسام الذي بدأ مع فوز حماس بالانتخابات التشريعية.