"مصايف الغلابة" في خطر بسبب "غزوة القناديل"

مواطنون: نتعرض لنفس الموقف كل عام.. والمسئولون لا يهتمون بنظافة الشواطئ
مصابون: لن نذهب للشاطئ مجددًا.. ومديريات الصحة تنصحهم: «استحموا بالخل»
الوحدات المحلية: لم نرصد أى قناديل بحرية سامة
ساد الفزع بين المصطافين على شواطئ المدن الساحلية، منذ مساء أمس الأول، بسبب انتشار قناديل البحر التى أصابت بعضهم بلسعات حارقة للجلد، خصوصا فى منطقة الساقين، واتهموا المسئولين بالتقصير والإهمال، وقالوا إن الظاهرة تتكرر كل عام، وهددوا بأنهم لن يذهبوا إلى المصيف فى السواحل الشمالية مجددا، بينما قدم مسئولون بمديريات الصحة فى المحافظات الساحلية، نصائح للمواطنين للوقاية من اللسعات، أهمها الاغتسال بالماء والخل.
ففى بورسعيد، قالت «رنا الصياد»، ربة منزل: «حضرت من دمياط أنا وأسرتى لقضاء يوم على شاطئ بورسعيد، إلا أنه بعد دقائق قليلة من نزول ابنى الصغير إلى البحر فوجئت به يصرخ بشدة، وعندما ذهبت إليه وخرج من المياه وجدته مصابا بما يشبه الحروق الشديدة بسبب قنديل بحر»، متسائلة: «أين المسئولون بالمحافظة من تلك الظاهرة المتكررة سنويًا، ولماذا لم يستعدوا لها؟».
واتهم المحاسب محمد طاهر، أحد المصطافين، المسئولين بالإهمال فى نظافة الشواطئ، مما تسبب فى انتشار قناديل البحر، وتعرض المصطافين وأبنائهم للإصابة وإحجام كثيرين عن النزول إلى البحر.
وقال حاتم صلاح، موظف حكومي: «بعد ما شاهدته من إصابات للمصطافين هذا العام لن أذهب أنا وأسرتى إلى الشاطئ، وتجب محاسبة المسئولين بالمحافظة ومدير الشاطئ والمسئولين عنه»، واصفًا ما يحدث ب«الإهمال».
من جانبه، قال الدكتور عادل تعيلب، مدير مديرية الشئون الصحية ببورسعيد، إن هناك عدة إجراءات وقائية، يجب على المصطافين اتباعها، للتعامل مع لدغات قنديل البحر على الشواطئ، حيث تجب إزالة أى بقايا من قنديل البحر من على الجسم فورًا، وغسل مكان الإصابة بالماء والخل، ووضع ثلج على مكان الإصابة أو الغسيل بماء دافئ، مع استخدام المرطبات.
وأشار «تعيلب» إلى أنه لإبطال مفعول السم من معظم قناديل البحر يتم شطف الجلد بواسطة الخل لمدة تقارب ال20 دقيقة، ثم يتم نقع المنطقة المصابة فى الماء الساخن، أو تطبيق قطعة من الثلج عليها، مع استخدام محلول الكالامين أو الهيدروكورتيزون كدهان، وذلك للسيطرة على الألم، كما ينصح بتناول قرص كاتفلام كمسكن فى حالة الشعور بحرقان شديد.
وتعرض المصطافون للإصابة بحروق جلدية على أثر احتكاك جسدهم بقنديل البحر بعد أن تقاذفته الأمواج لرمال الشاطئ، وقد أدى ظهور قنديلNomadic jellyfish «القنديل الرحال»، وهو من أخطر أنواع القناديل البحرية.
كما ظهرت قناديل البحر بمصيف بلطيم بأعداد كثيفة، حيث امتلأت الشواطئ بالقناديل التى تسببت فى لدغات لبعض المصطافين تسببت فى خروج العديد منهم من الشواطئ، خاصة أن اللدغات تسبب ألمًا واحمرارًا بالجسد.
وقال محمود الخطيب، مدير العلاقات بمصيف بلطيم، أحد مصايف الغلابة، إن قناديل البحر ظهرت بأعداد كبيرة للمرة الأولى منذ أيام على خلاف السنوات الماضية التى كانت أعدادها قليلة ولمدة قصيرة.
وقال الدكتور بسيونى جابر، استشارى أمراض جلدية، إن لدغات قناديل البحر ليست سامة، ولكن ينصح بالابتعاد والحدز منها على قدر الإمكان، واستخدام مراهم وكريمات مضادة للوقابة من آثارها الجانبية.
وفى مطروح، أكد المهندس محمد عيسوى، مدير إدارة المحميات الشمالية بوزارة البيئة، أنه تم رصد ظهور بعض قناديل البحر ذات اللون الأزرق على بعض شواطئ الساحل الشمالى فى برج العرب والحمام ومارينا، مشيرا إلى أن هذا النوع ليس خطيرا، وتجرى مكافحته من خلال تجميعه ودفنه.
ونفى مدير إدارة شئون البيئة بديوان عام محافظة مطروح، زاهر مفتاح السنينى، ظهور قناديل البحر على شواطئ المدينة، مشيرا إلى الدفع بلجان الرصد البيئى لتتبع الظاهرة واتخاذ الإجراءات اللازمة ومكافحتها حال ظهورها.
وأضاف «السنيني» أن الوزارة أو إدارة محميات المنطقة الشمالية لم تخطرهم برصد وظهور القناديل على شواطئ مرسى مطروح، وظهور بعضها على سواحل الساحل الشمالى الغربى.
وأوضح الدكتور محمد ظريف، مدير مستشفى العلمين المركزى بالساحل الشمالى الغربي، أن المستشفى لم يستقبل أى حالة مصابة نتيجة لاسعة القناديل فى القرى والمنتجعات السياحية على طول الساحل الشمالى الغربى، مشيرا إلى أن مكافحتها بنصب الشباك لتجميعها يؤدى إلى تكاثرها بشكل كبير.
بينما فى البحر الاحمر، أعلن الدكتور تامر نبيل بجهاز شئون البيئة بالبحر الأحمر، أنه تم تشكيل غرفة عمليات لاستقبال شكاوى المصيفين بعد ظهور بعض أنواع من قناديل البحر بساحل البحر المتوسط المصرى.
كان عدد من المصطافين بمصيف رأس البر ودمياط الجديدة اشتكوا خلال إجازة عيد الفطر، من زيادة أعداد قناديل البحر التى تهاجمهم بمجرد نزولهم للمياه، خاصة الأطفال وصغار السن.
لكن محسن عزيز، رئيس الوحدة المحلية لمدينة رأس البر بمحافظة دمياط، نفى ظهور قناديل البحر على شواطئ المدينة خلال احتفالات عيد الفطر بمحافظة دمياط.
وصرح المحاسب محمد الشيوى، رئيس مدينة جمصة، بأن المصيف استقبل 700 ألف زائر منذ أول أيام عيد الفطر المبارك وحتى اليوم، مؤكدا أن هناك استعدادات مكثفه داخل المصيف وعلى شاطئ البحر وداخل المدينة، بناء على توجيهات وتعليمات الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية. وأشار «الشيوى» إلى أن المصيف لم يشهد ظهور أى حالات قناديل بحر، ولم يشتك المصطافون من تعرضهم لأى لدغات داخل المياه، مضيفا أن هناك لجان رصد بيئية مستمرة على طول الشاطئ بخلاف استعدادات المستشفى للتعامل مع أى حالات تتعرض للدغ.