انطلقت، أمس الجمعة، بالإمارات الدورة العاشرة من "مهرجان دبي السينمائي الدولي"، الذي يحتفي هذا العام بعقد من التميّز في عرض أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية، واستضافة رموز صناعة الفن السابع محليًا وإقليميًا وعالميًا. وافتتحت التظاهرة الفنية العالمية بالفيلم الفلسطيني "عمر" للمخرج هاني أبو أسعد. وتضم الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي 174 فيلما تمثل 57 دولة وتقدم ب43 لغة. وتدور أحداث الفيلم الحاصل على دعم برنامج "إنجاز" لدعم المشاريع قيد الإنتاج، التابع لمهرجان دبي السينمائي حول عمر الشاب الفلسطيني المناضل، والذي ينضم لإحدى الجماعات الجهادية فيصبح مقاتلا شرسا، لكنه وأثناء تنفيذه لإحدى العمليات يتم القبض عليه، فيبدأ في الشك في خيانة أصدقاء طفولته وشقيق حبيبته له. ويتسلق عمر العاشق الفلسطيني الجدار العازل متحديًا قوات الاحتلال في كل مرة، للقاء حبيبته السرية ناديا، التي تعيش على الجانب الآخر من الجدار. ويُجيد عمر مراوغة رصاص الجيش من أبراج المراقبة فوق الجدار العازل، ليتحول الخباز الرقيق إلى مقاتل من أجل الحرية. وعندما تناول هاني أبو أسعد عاملًا إضافيًا هو الخوف من مسألة "العمالة" للاحتلال، بقي الحبّ حاضرًا بقوة في "عُمر" بل هو المحرك الأساسي للقصة. ويقول المخرج الفلسطيني "لا نتكلّم هنا عن فيلم سياسي بالمعنى المباشر، أنه خلط بين قصة الحب التراجيدية والقصة البوليسية، عادة لا نرى هذه التركيبة، أصبحت حياتنا اليومية مزيجًا من عدة حالات". أما تفاصيل الشخصيات في فيلم "عمر" يقول أبو أسعد بأنه اشتغل هنا على ما يُعرف دراميًا بالعيب المأساوي وهو ما جعل من عمر، الشخصية القوية، لا يظهر نقاط ضعفه في معظم سير الفيلم. ويطرح أبو أسعد فكرة الخيانة كفعل مُدان بشدّة من ناحية، وكنتيجة لاضطهاد الاحتلال لأفراد في هذا المجتمع مستغلين نقاط ضعفهم من ناحية أخرى. وقال أبو أسعد: "بسبب كل هذا الدمار حولنا، يشكّل الحبّ ربما العامل الأساسي للحياة في نظري. إجابتي العفوية الصادقة هي أنّ الحبّ هو الدافع إلى أن يبقى الإنسان قادرًا على الحياة، حتى في السينما، كي يستطيع الإنسان أنّ يستمر، فهو بحاجة إلى سرد قصة غرام". ويذكر أن الفيلم بعد صولاته وجولاته في العواصمالغربية وانتزاعه جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان "كان"، تواصلت عروضه في رام الله والقدس والناصرة. وأضاف أبو أسعد مخرج فيلم "عمر" في مؤتمر صحفي في دبي: "أنا سعيد، ولدي الشرف بافتتاح مهرجان دبي، أشعر بأني مكرم بين أهلي وأصدقائي بشكل أعتز به". وأكد أن "الرسالة الأخيرة في الفيلم، عندما يطلق الشاب الفلسطيني الرصاص على الضابط الإسرائيلي، مفادها أن "الاحتلال يجب أن يزول، بأي ثمن".