مباحثات أردنية بريطانية حول أزمات "الشرق الأوسط"

أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على ضرورة التنسيق والتشاور المستمر حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصًا ما يتعلق بالأزمات التي تشهدها المنطقة، مؤكدًا أهمية الدور البريطاني في هذا الخصوص.
جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها العاهل الأردني، اليوم الأربعاء، مع رئيسة الوزراء البريطانية، في لندن، والتي تركزت على آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وآفاق تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين على مختلف الصعد.
ووفقا لبيان صادر اليوم عن الديوان الملكي الهاشمي، فقد تناولت المباحثات، التي جرت في مقر الحكومة البريطانية بحضور كبار المسئولين في البلدين، آليات تقوية التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وركزت كذلك على الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية، كون خطره يشكل تهديدا لمنظومة الأمن والسلم العالميين.
وأكد العاهل الأردني ضرورة تكثيف الجهود لتحريك عملية السلام بما يفضي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع، محذرا من أن أية طروحات لا تستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية المعتمدة، ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة.
واستعرضت المباحثات، تطورات الأوضاع على الساحة السورية، حيث أكد الملك عبدالله الثاني ضرورة البناء على الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار، تمهيدا لإيجاد حل سياسي ضمن مسار مفاوضات جنيف المنعقدة حاليا.
كما أكدت المباحثات ضرورة دعم الجهود المستهدفة إرساء الأمن والاستقرار في العراق واليمن وليبيا.
ودعا الملك عبدالله الثاني إلى أهمية متابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر لندن للمانحين والتزام الجهات المانحة بتنفيذ تعهداتها تجاه الأردن والدول المستضيفة الأخرى، معربا عن تقديره للمملكة المتحدة على مساعدة الأردن في التخفيف من آثار اللجوء السوري على أراضيه، وتمكينه من تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم.
من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خلال المباحثات، حرص بلادها على تطوير علاقات التعاون والشراكة مع الأردن في شتى الميادين، خصوصا الاقتصادية منها، معربة عن تقديرها لدور الأردن المحوري، بقيادة الملك عبدالله الثاني، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة وشعوبها.
كما أكدت ماي أن المملكة المتحدة ستستمر في دعم الأردن لتمكينه من مواجهة التحديات التي تسببت بها أزمات المنطقة على اقتصاده وموارده المحدودة، وأنها ستعمل على حث المجتمع الدولي والجهات المانحة على الالتزام بتعهداتها تجاه الأردن، لتمكينها من تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين السوريين.