قالت وزارة الزراعة في قطاع غزة، اليوم السبت: إن رشَّ المبيدات الإسرائيلية في المناطق الحدودية أدَّى خلال العامين الماضيين إلى خسائر فادحة في القطاع الزراعي دون تحديد رقم بعينه. وأضافت وزارة الزراعة في قطاع غزة: ثلاثة أيام فقط، كانت كافية لإفساد المحاصيل الزراعية الخضراء التي حُصدت على مدار أكثر من شهرين، وتحويل لونها إلى أصفر ذابل، داخل حقل المزارع الفلسطيني محمد النجار، الواقع قرب السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل بعد رشّ مبيدات من الجو. وعلى مساحة تُقدر ب13 دونمًا بدأ النجار البالغ من العمر 38 عامًا، باقتلاع النباتات التي أصابها الجفاف وظهرت عليها بقع بيضاء، جراء رشّ طائرات إسرائيلية لمبيدات ومواد كيميائية على طول حدود القطاع، وصفها مزارعون ب"الحارقة". وتقول السلطات الإسرائيلية: إن عمليات الرشّ تجري داخل مناطقها وليس في أراضي غزة، وذلك ك"إجراء أمني اعتيادي". لكن جمعية حقوقية إسرائيلية، أكدت أن الرياح تنقل هذه المبيدات إلى داخل أراضي غزة، وطالبت السلطات بإيجاد بدائل أخرى "لا تضرّ المزارعين الفلسطينيين". وشكا مزارعون في قطاع غزة، خلال الأيام القليلة الماضية، من تلف محاصيلهم القريبة من الحدود مع إسرائيل، بعد رشها بمبيدات ومواد كيميائية. ويقول المزارعون إن أكثر المحاصيل المتضررة هي: السبانخ والفول الأخضر والبقدونس والبازلاء، والتي يزداد الطلب عليها خلال الفترة الحالية من كل عام. وكانت جمعية "چيشاه-مسلك" الحقوقية الإسرائيلية (غير حكومية)، قد قالت في تقرير لها نُشر الأسبوع الماضي، إن طائرات إسرائيلية دأبت منذ فترة على القيام برش مبيدات في منطقة السياج الحدودي مع قطاع غزة. وبحسب الجمعية، تقوم وزارة الأمن الإسرائيلية بالتعاقد مع شركات مدنية لإجراء عملية الرش بواسطة طائرات بجانب السياج الحدودي، وذلك كجزء من "النشاطات الأمنية العادية"، في إشارة إلى حرص إسرائيل على كشف الأرض من أية نباتات لتسهيل عملية المراقبة. بدورها، قالت وزارة الزراعة في قطاع غزة، إن رشَّ مبيدات الأعشاب في المناطق الحدودية، أدى خلال العامين الماضيين إلى خسائر فادحة في القطاع الزراعي، دون تحديد رقم بعينه. وناشدت الوزارة، كافة المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان "بالوقوف إلى جانب المزارعين واتخاذ الإجراءات الفاعلة لتقليل الخسائر أو تفاديها والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها التي تضرّ بالبيئة والزراعة الفلسطينية". ويغطي القطاع الزراعي وفق إحصاءات الوزارة حوالي 11% من نسبة القوى العاملة في قطاع غزة، أي ما يقارب 44 ألف عامل.