قدم كتاب “,”الاتجاهات الدينية والسياسة في مصر الحديثة“,” للمؤلف “,”هيوراث دن“,” دراسة كاملة عن الإخوان المسلمين وعلاقاتهم منذ بدايات تكوين الجماعة مرورًا بطور صعودهم، ووضح جوانب من حياة “,”حسن البنا“,” التي لم تتطرق لها أي دراسة من قبل، ويوضح الكتاب كيف كان حسن البنا يرفض المساعدات من جهات معينة وينعتهم ب “,”الكفار والمستعمرين“,” وفي موضع آخر يقبل مساعدة كبيرة من تاجر يهودي يدعى “,”حاييم درة“,”. وصدر الكتاب عن دار جداول للنشر والترجمة، في بيروت، ويعتبر أول دراسة غربية عن حركة الإخوان المسلمين. وتم تأليف الكتاب قبل أكثر من خمسين عامًا، ولم تتم ترجمته طيلة هذه المدة، إلا أن دار جداول نشرت أول ترجمة له، حيث قام المترجم “,”أحمد الشنبري“,” بترجمته إلى اللغة العربية، وكتب مقدمته الباحث “,”علي العميم“,”. ويستعرض الكتاب رفض البنا للمادة 149 من الدستور المصري، التي تنص أن “,”الإسلام هو الدين الرسمي للدولة“,”، ورفضه لذلك علنًا واستبداله للمادة بحكومة إسلامية. وأوضح المؤلف خلال كتابه عن حقيقة الخلاف بين مرشد الجماعة حسن البنا مع سيد قطب الذي انضم للجماعة 1953 وهو الأمر الذي ألحق الضرر بسيد قطب عندما كان يرأس تحرير مجلة “,”المجلة الجديدة“,” بواسطة شركة الإعلانات العربية، لذلك لم يرض الإخوان المسلمون عن الكتاب لأنه قدم تاريخًا واقعيًا لحسن البنا فعتموا عليه. وأزعجهم فيه قول مؤلفه عن إمامهم الذي عرفه عن قُرب: “,”كان حسن البنا إنسانًا غيورًا، فلم يستسغ منافسة سيد قطب له في مجال الإصلاحات الاجتماعية على أُسس إسلامية، كان يريد أن يكون هو الحبْر الأعظم، وألا يكون ثمة (مسيلمة) آخر في مصر.. نجد في أساليبه ما يذكّرنا بغيبيات الإسماعيلية، فقد كان عارفًا بالمبادئ التعليمية لإخوان الصفا، واجتهد في تقليد بعض أعمالهم في رسائله، بيد أن المعايير الفلسفية لهاتين الحركتين أعلى بكثير من أي شيء أنجزه الإخوان المسلمون“,”. واستطرد “,”دن“,” خلال كتابه عن البنا قائلًا: “,”كانت مشيته غريبة، وتنبئ دائمًا أنه على عجل للذهاب إلى مكان ما أو الهروب من شخص ما، ومع أنه كان يرتدي ملابس أوروبية الطراز، وأحيانًا فوقها عباءة صوفية خشنة، إلا أنه قد يبدو مرتاحًا لو لبس الأثواب التقليدية الفضفاضة التي يلبسها أولئك الذين من طبقته، والتي كانت ستلائم طريقة حياته ودعوته“,”.