سجل القيصر نيقولا الثاني في مذكراته اللقاء الأول براسبوتين في 14 نوفمبر عام 1905 م قائلًا: "تعرفنا على غريغوري، رجل الرب، من إبراشية توبولساك، وبنجاحه المعهود مع النساء والشابات ترك راسبوتين انطباعًا عميقًا لدى الإمبراطورة ألكسندرا فيوديوروفونا، إذ اقتنعت تمامًا بقدراته حين استطاع بإعجاز أن يخفف من المعاناة والنزيف الذي أصاب أليكسيس نيكوليافيتش، وريث عرش روسيا المريض بسيلان الدم "الهيموفيليا"، والذي قد ورثه عن أمه حفيدة فيكتوريا ملكة بريطانيا العظمى، المرض الذي عاني منه ولي العهد ومات به من قبل أخو الملكة واثنان من أبناء الأخوة وخالها، يبدأ بنزيف تحت الجلد ثم يظهر ورم يتصلب يتبعه شلل مصحوبا بآلام شديدة، ولم يمضِ وقت طويل منذ أثبت راسبوتين قوته الخارقة لألكسندرا حتى أصبح مستشارها الشخصي المؤتمن على أسرارها، يزورها في القصر في موعد أسبوعي محدد". وتقول إحدى النظريات المتعلقة بقدرة راسبوتين على وقف النزيف الذي أصيب به أليكسيس، ابن القيصر، بأنه استخدم التنويم المغناطيسي لإبطاء النبض، ومن ثم تقليل القوة التي تدفع الدم إلى الدوران في جسده. جريجوري يافيموفيتش راسبوتين الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، راهب روسي. ولد في قرية بوكروفسكوي الريفية الواقعة في سيبريا عام 1869، قبل أن يصبح مقربًا في ما بعد من العائلة الملكية في سانت بطرسبرغ. يعد أحد أكثر الرجال تميزًا في التاريخ ،كان فلاحا سيبيريا، وأصبح رغم أنه أمي مقدسًا في وسط الجهلة من الفلاحين، ثم انتقل إلى مدينة سانت بطرسبرغ حيث عمل بمكر للدخول إلى القصر الملكي، وأنقذ الابن الأكبر للقيصر نيقولا الثاني من النزف حتى الموت حيث كان مصابًا بالناعور، فاقتنع القيصر والقيصرة بأنه قديس، وعاش السنوات السبع التالية ناصحًا لهما في القصر أو قريب منها. كانت أخلاقه غير مألوفة مترنحًا من السكر دومًا، وهاجم الجميع في البلاط دون اعتبار من يكونون بحلول عام 1903م وصل إلى سان بطرسبرغ كلام عن قوى صوفية قادمة من سيبريا ذات عيون وحشية مضيئة ونظرة مجنونة، وبدا أن راسبوتين كان قد حدد موعدًا لدخوله المجتمع الراقي في الوقت المناسب، وقد ساهم في ذلك أن الطبقة الأرستقراطية كانت مولعة بمسائل السحر والتنجيم وكانت عمليات تحضير الأرواح أمرًا مألوفًا. وفي عام 1905م قابل راسبوتين عالم لاهوت كان عضوا بأكاديمية دينية وكاهن اعتراف للامبراطورة، ألكسندرا فيودوروفونا، وقدم للبلاط من خلال تزكية مسئولي الكنيسة العليا وراهبتين سوداويتي الشعر كانتا تعرفان باسم الغرابان، كانتا فعالتان بإمداد البلاط بالصوفيين، وكان للأسرة الملكية الروسية في الماضي تقليد استقبال الرجال المقدسين من أجل مناشدة تدخلهم بعدة طرق، خاصة تلك التي تؤمن مولد ذكر يرث عرش روسيا. قررت مجموعة من الوطنيين المحافظين يرأسها الأمير فيليكس يوسوبوف وابن عم القيصر: الدوق الأكبر ديمتري، إزاحة راسبوتين من الطريق بعد أن شعرت أن مستقبل روسيا أصبح تحت إمرة راسبوتين، ذلك الراهب الغامض الذي يقود العائلة الملكية في روسيا إلى مستقبل غامض. في ليلة السادس عشر من ديسمبر عام 1916م دعا يوسوبوف راسبوتين إلى قصر مويكا بحجة أن إيرينا التي يشاع عنها أنها أجمل امرأة في سان بطرسبرغ تريد مقابلته، وقبل راسبوتين الدعوة، والذهاب إلى غرفة جانبية حيث سيكون بانتظاره مائدة عامرة بأنواع الحلويات والفواكه، وستكون قوالب الكعك عامرة بمادة سيانيد البوتاسيوم، وإذا فشلت المادة بقتله، فإن السم الموجود في الكؤوس سيتمّ المهمة. بينما كان راسبوتين ينتظر ظهورها قدم رجل لراسبوتين قطعتين من الكعك وخمر مدسوس بهما سما مميتا، وشرب راسبوتين كأسين من الخمر المسمومة، ولم يظهر عليه أي أثر للتسمّم، بل إنّه شعر بالمزيد من الظمأ والتشوّق لرؤية الأميرة. فبالتالي عندما فشل السم نتيجة إبطال مفعوله من الخمر، أطلق عليه الأمير الرصاص من الخلف فالتفت راسبوتين فاستقرت الرصاصة في صدره، وركض ناحية الحديقة، التي كان يغطيها الثلج، وعند تشريح جثته اكتشف وجود مياه على رئتيه وأن المياه المتجمدة هي من أوقفت قلبه وقتلته.