ظلت السياسة الخارجية للولايات المتحدة تركز كثيرا على قضايا الشرق الأوسط، خاصة الأزمة السورية الناتجة عن حروب أهلية، والتي أسفرت عن عدم استقرار لن ينتهي قريبا، أما فيما يخص مصر ودول شمال أفريقيا، فمن المتوقع أن تغير واشنطن سياستها تماما لتعكس أجندة الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" التي يحركها الأمن. وتحت عنوان " تحول السياسة الأمريكية في شمال إفريقيا، قالت الباحثة الأمريكية بمعهد أتلانتك كاونسل إليسا ميلر: إن العديد من آراء السيسي وسياسته الخارجية تتفق وتتلائم كثيرا مع دونالد ترامب، ويتفق الطرفان على المعاملة الصارمة تجاة الإسلام الرديكالي، وأوضحت الباحثة أن الرئيس الأمريكي المنتخب لديه مستشارون لا يضعون فاصلا بين الإسلام السياسي والتطرف الإسلامي، مشيرة إلى أنه ربما تصنف واشنطن الإخوان كمنظمة إرهابية، وهي خطوة سترحب بها القاهرة بكل تأكيد. وكانت العلاقات المصرية الامريكية في عهد أوباما شبه جافة، على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات بين البلدين في العام الماضي، حيث التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره المصري "سامح شكري" عدة مرات، كما زارت وفود من الكونجرس القاهرة لبحث جهود الأمن ومكافحة الإرهاب في المنطقة. وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في أغسطس الماضي: إن العلاقات المصرية الأمريكية تتحسن، لذا تعد العلاقة الجيدة بين ترامب والسيسي ليست غريبة فكلاهما يرفضان الاسلام الرديكالي، وتابعت الباحثة بالقول: "ليست مفاجأة أن ترحب القاهرة بانتخاب ترامب، أو أن يكون الرئيس السيسي أول قائد أجنبي يهنئ ترامب على انتصاره، فلم تكن العلاقات مع أوباما جيدة". واستطردت بالقول ظهرت متانة العلاقة بشكل علني حين تدخل الرئيس الأمريكي المنتخب بمكالمة هاتفية واستطاع إقناع السيسي بسحب مشروع قرار بمجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي"، والعلاقات القوية بين دونالد ترامب وعبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين من المؤكد ستحدث تغييرا في العالم وخاصة في ليبيا، فالرئيس الامريكي وبوتين في حاجة ماسة لجهود السيسي ومن المرجح أن يعمل الأخير على تغيير سياسة واشنطن تجاة حفتر من أجل دعمه ودعم قواته. واختتمت بالقول لقد أشاد ترامب مرارا وتكرارا بجهود القاهرة في مكافحة الإرهاب.