قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الله عندما خلق الإنسان، أوجده بعدما أوجد الخليقة وجهزه لها، فخلق له الماء والنبات والحيوان والزواحف، وسلم هذه الخليقة لآدم عليه السلام. وأضاف خلال عظته بعيد الميلاد المجيد من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الحياة بدأت علي الأرض للأسف بالخطيئة، والتي تكاثرت مع تكاثر البشر، وصار الإنسان بئرًا من الخطايا الكثيرة ولا يسعد بشيء، وكذلك ظهرت بعض الفضائل والتي أصبحت رصيدا من القيم والمبادئ والأخلاق. وتابع: "الشر تزايد وضاعت في الإنسان أهم الفضائل وهي "التطلع إلي السماء"، فأصبحت اشتياقاته الي الأرض، والمدهش أن كل البشر يرون السماء ولكن الموقف مختلف، فالبعض يلتفت اليها ومن يتمسك بها ومن يحتمي بها وهناك من ينساها"، لافتًا إلى أن الإنسان صار يعيش مع أطماعه المتنوعة، وبهذه الصورة تناسى السماء، وفي قصة الميلاد نتقابل مع نماذج وضعت كل حياتها للسماء، وأولهم العذراء مريم والتي قابلت بشارة الملاك هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك، والنموذج الثاني رعاه بسطاء يذهبون من منطقة لأخرى، وكانوا يتطلعون في الليل للسماء وبعد أن ظهر لهم الملاك، ذهبوا ليبحثوا عن المولود، ليصلوا الي بيت الخبز. وعن فوائد فضيلة التطلع إلى السماء، قال البابا إنك تتطلع لله الخالق مصدر وجودك والذي وهبك العمر والموهبة والإمكانية، سمح أن تكون في مسئوليته يرعاك ويحفظك وعينه عليك من أول السنة إلى آخرها، وتطلع الى النور وهو نور معنوي والذي يعطي فكرا منفتحا وهم من لهم نور داخلي وهذا يجعل نفسك تزن كل شيء حولك والفائدة الثالثة أنه يتطلع الى مجتمع الفرح، العلم يبحث عن أسباب كثيرة عن السعادة، ولكن السعادة الحقيقية نستمدها من السماء.