سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسي يهنئ المسيحيين بأعياد الميلاد.. يوفد رئيس الديوان لحضور قداس الكاتدرائية.. ويقول: في ذكرى ميلاد رسول السلام والمحبة ندعو الإنسانية إلى كلمة سواء.. ويؤكد: المصريون نسيج واحد
يرأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم الجمعة، قداس عيد الميلاد المجيد بالكنيسة الكبرى بالكاتدرائية وذلك بحضور وزراء ونواب وشخصيات عامة وجموع من الشعب القبطى. ويبدأ البابا تواضروس صلوات القداس فى التاسعة مساء ويخرج من المقر الباباوى مصحوبا بزفة الشمامسة وخلفه أساقفة الكنيسة والكهنة على أن يتلقى كل أسقف تهانى المسئولين فى مقر إيبراشيته ويرأس قداس عيد الميلاد هناك. كما أوفد الرئيس السيسى رئيس ديوان رئيس الجمهورية مصطفى شريف محمود إلى كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية لتقديم التهنئة إلى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والأقباط الأرثوذكس بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وحضور الاحتفال المقام بها. كما تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي أواخر الشهر الماضي بأطيب التمنيات وخالص التهاني إلى المسيحيين المصريين وكافة مسيحيّ العالم الذين احتفلوا بعيد الميلاد المجيد ليلة الخامس والعشرين من ديسمبر، معربًا عن أطيب أمنياته لهم ولذويهم. وقال: إنه مع إشراقة ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام، رمز المحبة والسلام، فإننا نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء أن يجمع الإنسانية بأسرها على كلمة سواء، ترتكز إلى قيم التسامح والتراحم والسلام التي حملتها رسالة السيد المسيح عليه السلام، وأن تضمنا جميعًا هذه القيم الروحية النبيلة لتعزيز سعينا المشترك، صفًا واحدًا، نحو تحقيق الاستقرار والأمان والتقدم في مصر والعالم أجمع. كما شارك الرئيس السيسي في الجنازة الرسمية لضحايا حادث الكنيسة البطرسية بالعباسية وألقى كلمة وكشف الرئيس السيسي خلال جنازة الضحايا عن مرتكب الحادث يدعى محمود شفيق محمد مصطفى 22 سنة فجر نفسه بحزام ناسف داخل الكنيسة، مؤكدا أنه تم ضبط ثلاثة من المتعاونين معه وسيدة وجار ضبط باقي المتهمين. ويؤكد الرئيس السيسي وحدة النسيج الوطنى وأن جميع المصريين متساوون في الحقوق والواجبات وتوصيل خطاب غير معاد لتوضيح مغالطات الفكر المتطرف من خلال المبادرات التي يقدمها منذ توليه مهام الرئاسة، والتي تحاول توصيل الصورة الصحيحة للشعب المصري في نظر العالم الغربى، حتى يتم فتح منافذ موثوق فيها لتصحيح الأمور أمام الرأي العام الغربي أمام صناع القرار العالمي من خلال شخصيات سياسية أو دينية موثوق فيها وتتمتع بشعبية كبيرة. كما تابع الرئيس السيسي باهتمام بالغ الإجراءات المتخذة حيال الأحداث المؤسفة التي شهدتها قرية الكرم بمحافظة المنيا. وأمر الرئيس عبد الفتاح السيسي كافة الأجهزة المعنية بالدولة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحفظ النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات في إطار سيادة القانون، ومحاسبة المتسببين في هذه الأحداث وإحالتهم للسلطات القضائية المختصة. كما كلف الرئيس محافظ المنيا بالتنسيق مع القوات المسلحة لإعادة إصلاح وتأهيل كافة المنشآت المتضررة جراء هذه الأحداث خلال شهر من تاريخه مع تحمل الدولة كافة النفقات اللازمة. وأكد السيسي أن مثل هذه الوقائع المؤسفة لا تعبر بأى حال من الأحوال عن طبائع وتقاليد الشعب المصرى العريقة، الذي أسس الحضارة البشرية وحارب من أجل نشر السلام، فباتت وحدة المصريين وتوحدهم واصطفافهم الوطنى نموذجًا يُحتذى به للعبقرية الوطنية وضامنا حقيقيًا لبقاء وطننا العزيز. ويدعو الرئيس السيسي منذ بداية حكمه إلى تجديد الخطاب الديني وإزالة كل ما علق بهذا الشرع الشريف من مفاهيم مغلوطة أو تأويلات منحرفة أو استدعاء خاطئ لآيات القرآن في غير ما قصدت إليه وإعادة إبراز مكارم الشريعة وسمو أخلاقها ورصانة علومها وترسيخها لأدوات صناعة الحضارة وإكرام الإنسان وجمع أسباب الرخاء والأمان والسعادة له في الدنيا والآخرة، لكي يعاد إلى الدين رونقه ويزال عنه ما علق به من أوهام. كما التقى الرئيس السيسي البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فضلا عن رؤساء الكنائس تقديرا لدور المسيحيين من جانب الرئيس حيث ناقش اللقاء الماضي والحاضر والمستقبل مما يؤكد حكمة الرئيس في خلق التلاحم الوطني بين المسلمين والأقباط. واستمع الرئيس خلال اللقاءات عن قضايا عديدة تخص الأقباط منها الاختطاف وبناء الكنائس ومناهج التعليم والإعلام والخطاب الديني والمواطنة حيث أعطى اللقاء رسالة قوية للداخل والخارج بأننا نسير على الطريق الصحيح. وأكد الرئيس قيم الوحدة والتآخي بين المصريين جميعًا مسلمين ومسيحيين مشددًا على أن ما يمر به واقعنا الإقليمي يعد دليلًا دامغًا على أهمية تمسك المصريين بالقيم المجتمعية الأصيلة التي تميز المجتمع المصري وتحميه من أية محاولات لتقسيمه والتفريق بين أبنائه الذين عاشوا جميعا كوحدة واحدة عبر عقود ممتدة. وشدد السيسي على أهمية أن تتواكب مع جهود الدولة جهود مجتمعية لتأكيد أهمية قيمة المواطنة والإخاء بين مسلمي ومسيحيي مصر الذين طالما مثلوا ولا يزالون نسيجًا واحدًا ومصدرَ قوةٍ واعتزازٍ لهوية مصر المعتدلة بسماحتها وثقافتها الثرية. وأوضح الرئيس أن النهوض بقطاعيّ التعليم والثقافة يساهم بلا شك في ترسيخ قيم المواطنة والمساواة بين أبناء مصر، وهو أمر يحتاج إلى بذل مزيد من الجهود الدؤوبة الصادقة ويستغرق مدى زمنيًا يتعين خلاله التحلي بالصبر. وأعرب قداسة البابا تواضروس الثاني وأعضاء المجمع المقدس عن الشكر والتقدير للرئيس على مواقفه من أجل تعزيز قيمة المواطنة، فضلًا عن حرص الدولة على ترميم الكنائس المُضارة جراء الأعمال الإرهابية، واهتمامها ببناء الكنائس في المُدن والتجمعات السكنية الجديدة. وأشاد الرئيس بما تحلى به المسيحيون المصريون من روح وطنية وحكمة في التعامل مع التحديات التي واجهت الوطن خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدًا أن المصريين جميعًا متساوون في الحقوق والواجبات بموجب الدستور الذي لا يفرق بينهم وفقًا لأي اعتبارات، ومنوهًا إلى أن مصر تعي وتُقدر أهمية الاختلاف والتنوع كسُنة للحياة، وأضاف أن مصر كانت وستظل واحة أمان واستقرار ومحبة لجميع الأديان السماوية. وأكد السيسي أهمية التحسب لمحاولات بث الفرقة والفتنة بين أبناء مصر من المسلمين والمسيحيين والعمل على التصدي لها بكل حزم. وأشار الرئيس إلى جهود الدولة لبناء المدن الجديدة ولا سيما في عدد من محافظات الصعيد مثل مدينة المنيا الجديدة ومدينة أسيوط الجديدة التي ستضم دور العبادة للمسلمين والمسيحيين، والتي سيكون لها دور في توفير واقع جديد يهيئ حياة أفضل لجميع المصريين. وشدد الرئيس على خطورة استغلال الدين كأداة للتفريق بين أبناء الوطن الواحد أو كسلاح لجذب العناصر التي يمكن استقطابها إلى الجماعات المتطرفة والإرهابية، وهو الأمر الذي يتنافى مع قدسية وسماحة الأديان. وأشاد الرئيس في هذا الصدد بجهود "بيت العائلة" ودوره داعيًا إلى أهمية تفعيل مزيد من التعاون بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، من خلال طرح مزيد من مبادرات ومقترحات التعاون بينهما لترسيخ قيم الوحدة الوطنية وإعلاء قيمة المواطنة. وأكد السيسي أنه يتعين على جميع المصريين تفويت الفرصة على أية محاولات تستهدف بث الفرقة والانقسام بين أبناء الوطن إذ لا يتعين أن تُلقي الحوادث الفردية بأي ظلال سلبية على صفو العلاقات الطيبة التي تجمع بين أبناء مصر، لا سيما أنها في أغلب الأحيان تتم لأسباب لا تمت للدين بصلة. وأشار الرئيس إلى التحديات التي تواجهها مصر لتحقيق النمو الاقتصادي ومكافحة الزيادة السكانية، فضلًا عن جهودها للارتقاء بجودة التعليم وأداء المحليات وإعداد الكوادر الشبابية من خلال البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة. وأكد السيسي أن المرحلة الراهنة التي تمر بها مصر تحتاج إلى تعزيز وحدتها الوطنية واصطفاف جميع أبنائها وتكاتفهم ككتلة واحدة تعمل وتنتج وتذود عن الوطن، وتشارك في تحقيق رفعته وتقدمه. كما أجرى الرئيس السيسي زيارتين تاريخيتين لمقر الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد حيث أثلجت الزيارتان قلوب كل المصريين.