شارك البنك الأفريقي للتنمية، أمس الأربعاء، في أعمال المؤتمر السادس لمنظمة المرأة العربية بالقاهرة، الذي أقيم على مدار يومي 13 و14 ديسمبر الجاري في مصر. ونظم مائدة مستديرة بالمشاركة مع منظمة المرأة العربية تحت عنوان "دور سيدات الأعمال في تحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة" أدارها الإعلامي العريق حافظ المرازي بحضور أكثر من 60 شخصًا يمثلون كبرى جمعيات الأعمال إلى جانب رائدات الأعمال في الوطن العربي. وتأتي هذه الدائرة المستديرة التي أطلقتها السفيرة ميرفت التلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، والدكتورة ليلي المقدم، الممثل المقيم للبنك الأفريقي للتنمية في مصر، تأكيدًا على أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة لمساعدتها في أداء دور أكبر في تنمية مجتمعاتها ودولها. وأشارت "تلاوي" إلى اهتمام المنظمة بالتعاون مع بنك التنمية الأفريقي لما لمسته المنظمة من جدية من تلك المؤسسة الهامة بالنهوض بالمرأة اقتصاديا على المستوى الأفريقي. وأكدت أن تنظيم هذه الفعالية إنما يأتي في إطار برنامج المنظمة لدعم المرأة في مجال ريادة الأعمال حيث تؤمن بأن التمكين الاقتصادي ينعكس على نمو الاقتصاد القومي، كما ينعكس على تحقيق استقرار الأسر العربية، كما ينعكس على قدرة المرأة على تحقيق الاكتفاء وتحقيق الذات. وأضافت أن الهدف الأساسي هو التوصل لرسائل محددة تساهم في تحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة. وأشارت إلى أنه حين نتحدث عن التمكين الاقتصادي للمرأة، فإننا لا نتحدث عن قضية منفصلة عن قضايا المجتمع ولا نتحدث عن قضية خاصة بفئة دون غيرها. وأكدت أن هذه المائدة سوف تمثل نواة لفعاليات مستقبلية توثق علاقة المنظمة في مجال ريادة الأعمال. فيما تحدثت الدكتورة ليلى المقدم، عن جهود البنك في تحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة في منطقة شمال أفريقيا وجميع أنحاء القارة الأفريقية. وقالت: "تُشكّل المرأة نصف عدد سكان القارة الأفريقية تقريبًا، وبالرغم من ذلك، لم تحصل المرأة الأفريقية على التمكين الاقتصادي الذي تستحقه مقارنة بالرجل، إن عدم تمكين المرأة الأفريقية يمثل فرصة ضائعة لكل الدول الأفريقية، خاصة في مجالات خلق الوظائف الجديدة، وتحقيق التنمية الاقتصادية، وتحسين مستوى المعيشة. ولذلك قام البنك الأفريقي للتنمية بوضع استراتيجية للمساواة بين الجنسين لتوجيه جهود البنك في الدول الأعضاء به في مجال التمكين الاقتصادي للمرأة." واستعرضت جيهان السُكّري، مسؤول أول التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبنك الأفريقي للتنمية، الدراسة التي أعدها البنك تحت عنوان "المرأة والشركات الصغيرة والمتوسطة في شمال أفريقيا "، وهي الدراسة التي تعكس جهود البنك في هذا المجال. وأكدت أنّ نسبة الشركات الكبيرة في المنطقة التي تمتلكها أو تديرها سيدات أكثر من أي منطقة أخرى في العالم، إلا أن نسبة الشركات المتوسطة والصغيرة التي تمتلكها أو تديرها سيدات أقل من النسب العالمية". وتضيف السُكّري: "هناك العديد من المعوقات التي تحوُل دون قيام المرأة بامتلاك أو إدارة مشروعها الصغير والمتوسط، بما يتطلب تدابير محددة لمواجهة هذه المعوقات". جدير بالذكر أن الدراسة تشير أيضًا إلى أنّ المشروعات التي تمتلكها وتديرها سيدات تمنح فرص عمل أكثر للسيدات، بما يعني ضرورة تشجيع مثل هذا النوع من الشركات في منطقة شمال أفريقيا. وتعليقًا على دور البنك في التمكين الاقتصادي للمرأة، تقول الدكتورة ليلى المقدم: "لا يدخر البنك الأفريقي للتنمية أي جهد في دعم وتمكين المرأة اقتصاديًا، وهو ما تعكسه المبادرات والبرامج التي يقوم البنك بتمويلها في الدول الأفريقية، بما فيها مصر ومنطقة شمال أفريقيا". وتابعت: إننا نثق تمامًا في قدرة المرأة على تأسيس وإدارة مشروع ناجح ومربح يساعد على التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل وتحسين أوضاع المجتمع ككل. ولعل من أبرز المبادرات التي قمنا بتمويلها في مصر مشروع "التنمية الزراعية والاقتصاد الريفي" بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية. وأضافت: كان من أهداف هذا المشروع تحسين الظروف المعيشية ورفع المستوى الاقتصادي للمرأة والرجل المصري في الريف، عن طريق تمويل أنشطة التصنيع الزراعي التي يمارسونها