شهدت جلسة مجلس الأمن الطارئة بشأن حلب تطورات جديدة على طريق إنهاء الوضع المأساوى والوصول إلى حل للكارثة الإنسانية التى يعيشها أهالى حلب. أعرب مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه العميق إزاء سلامة وأمن الأشخاص المحاصرين فى شرق حلب، حيث تشير التقارير الميدانية إلى ترجيح ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بينما تدخل الحكومة السورية وقوات التحالف الأجزاء المتبقية من الأحياء المحاصرة. ونقل مركز أنباء الأممالمتحدة - ومقره نيويورك - عن المكتب قوله: "إن كيان حلب يتغير كل ساعة، فلا يوجد عدد دقيق للمدنيين الذين بقوا فى الأحياء المحاصرة، وكانت الأممالمتحدة قد سجلت نحو سبعة وثلاثين ألف شخص من الذين غادروا شرق حلب إلى عدة مناطق فى غربها والمناطق الريفية المحيطة بها". وفى المؤتمر الصحفى بجنيف، حذر يانس لاركيه، المتحدث باسم الأوتشا من "انهيار كامل للإنسانية"، وقال: "لدينا معلومات بأن الآلاف من المدنيين ما زالوا هناك، وقد يكونون مختبئين فى السراديب أو أينما يستطيعون العثور على مأوى، ونظرا لما سمعناه عن تقارير عن وقوع انتهاكات خطيرة ضد المدنيين، فإننا قلقون بالطبع على سلامتهم وأمنهم". وقال لاركيه إنه وللأسف لم تكن للمنظمات الإنسانية اليد العليا فيما يتعلق بالوضع فى حلب، ووصف الوضع بأنه ساحة عسكرية، مضيفا: "للأسف هذا ليس وضعا تكون فيه للمنظمات الإنسانية أو الشواغل الإنسانية اليد العليا، ولكنه ساحة عسكرية، لم نُمنح إذن شامل بالوصول إلى المناطق التى تسيطر عليها الحكومة فى غرب حلب ونحن نعمل مع السلطات للحصول على ذلك، وكانت الملاحظات أن ما تستطيع الأممالمتحدة عمله فى هذا الوضع المتحرك والمتقلب، محدود، سمعنا من الزملاء فى مجال حقوق الإنسان عن تقارير تفيد بمخاوف عائلات كانت قد ذكرت أن رجالها فى سن الخدمة العسكرية فى عداد المفقودين". وحثّ الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، الثلاثاء فى جلسة طارئة لمجلس الأمن، النظام السورى وحلفاءه وروسيا وإيران على "السماح بصفة عاجلة للمدنيين المتبقين بالفرار" من حلب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وقال بان لمجلس الأمن: "فى الأيام والساعات الأخيرة لا نشهد فيما يبدو سوى جهد شامل من جانب النظام وحلفائه لإنهاء الصراع الداخلى فى البلد من خلال انتصار عسكرى شامل لا هوادة فيه". وأضاف مون: "إننا حذرنا من حل الأزمة السورية عبر الطرق العسكرية، موضحًا بان كى مون، خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولى بشأن حلب، والمذاعة عبر فضائية "سى بى سى إكسترا"، أنه يجب احترام حقوق الإنسان فى حلب، داعيًا دمشق لاحترام التزاماتها الدولية. وقال ستيفان دى ميستورا الموفد الأممى إلى سوريا: إن الأممالمتحدة على استعداد للدخول إلى حلب لتقديم مساعدات للمدنيين، ولكنها تنتظر موافقة النظام السوري. وأضاف دى ميستورا، خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى بشأن حلب، اليوم الثلاثاء، أن الأممالمتحدة لم تتأكد بعد بشأن اتفاق إخلاء المدنيين من حلب، موضحا أنه يخشى من تصعيد النظام السورى لعملياته بمناطق أخرى فى سوريا.