في إطار وقف الامتداد الإيراني نحو الدول الأفريقية التي من خلالها تصل المساعدات العسكرية لجماعة الحوثيين في اليمن عن طريق البحر الأحمر، تسعى دول الخليج العربي إلى إقامة قواعد عسكرية في عدد من الدول الأفريقية بما يحافظ على الأمن الخليجي من التهديدات الإيرانية المستمرة. وفي إطار ذلك كشف مركز "ستراتفور" الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخباراتية أن الإمارات تقود المبادرة بهذا الخصوص وانها واصلت على مدار أكثر من عام تعزيز بنيتها التحتية العسكرية في إريتريا، وأنها أجرت بعض عملياتها ضمن التحالف العربي في اليمن انطلاقا من ميناء عصب الإريتري. ويعمل الجيش الإماراتي حاليا على استكمال منشأة عسكرية شمال غرب المدينة، والتي تظهر بوضوح في صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها "ستراتفور". وقال تقرير صادر عن المركز إن المنشأة المقامة على أنقاض مدرج مطار إريتري مهجور، تحوي مهابط للطائرات ومساكن للأفراد. ويجري بناء منشأة لرسوّ السفن البحرية بجانب المدرج على الساحل، حيث تتمركز سفن العمليات اللوجستية وغيرها من القطع البحرية. وكان مركز "ستراتفور" ذكر في تقرير سابق أن "إيران تنقل أسلحة عبر طريق يبدأ من ميناء عصب الإريتري، ويمر شرقا حول الطرف الجنوبي من بحر العرب في خليج عدن إلى مدينة شقراء التي تقع على ساحل جنوب اليمن، ومن هناك تتحرك الأسلحة برا إلى شمال مدينة مأرب شرقي اليمن، وبعدها إلى محافظة صعدة على الحدود السعودية- اليمنية". وتتحرك المملكة العربية السعودية هذه الأيام إلى إنشاء قاعدة عسكرية في جيبوتي، وهو ما أعلنه مؤخرا وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، والذي رحب بالوجود العسكري السعودي على أرض بلاده، حيث وافقت جيبوتي مبدئيا على وجود القاعدة السعودية. وكان وزير خارجية جيبوتي قد كشف أن بلاده شعرت أن علاقتها بإيران قد تدخلها في متاهات، فاختارت التراجع والانفتاح على السعودية. وفي هذا السياق قد تشكلت لجنة سعودية جيبوتية مشتركة تتولى التنسيق العسكري. وقدمت الرياض خمسة زوارق عسكرية بحرية سريعة لحكومة جيبوتي لتعزيز دورها في عمليات الرقابة والتفتيش على السفن في المياه الإقليمية لجيبوتي. وبحسب مراقبون فإن التوجه الأفريقي لدول الخليج في مرحلته الراهنة يستطيع أن يطوق الهلال الإيراني الذي تحاول "طهران" أن تمده عسكريا وطائفيا من العراق إلى سوريا ولبنان إلى اليمن.