أكد الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية خلال خطبة اليوم، عن الجانب الإنسانى فى حياة النبي صلى الله عليه وسلم بمناسبة ذكرى مولده العطره أن الأديان السماوية جاءت لمصلحة الإنسان وخدمة الإنسان وأى تصادم مع مصلحة الإنسان لا بد أن نقف امامه لكى نفكك لغزه لأنه لاتعارض بين رسالات السماء ومصالح الانسان. واضاف ان الاسلام جاء واعتبر الإنسان خليفه فى الأرض وأسجد له الملائكة وسخر له الكون بما فيه لخدمته وأرسل إليه الرسل لهدايته وطلب منه عمارة الأرض وتزكية النفس وعبادة الله وبهذا سار الأنبياء على هذه المقاصد والغايات الإنسانية. وأشار إلى أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جاء بهذه الاهداف أيضا حتى قال له ربه ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وليس للمسلمين فقط وقال له ( وإنك لعلى خلق عظيم ) لذلك فالداعية أو الواعظ أو الفقيه أو المفكر هو الذى يتلمس احتياجات الناس ويراعى مصالحهم الإنسانية مؤكدا أن خطاب القرآن هو خطاب للإنسانية بأكملها بحكم أن الرسول جاء للناس كافة ( قل يا أيها الناس انى رسول الله إليكم جميعا ) والتكريم لبنى آدم جميعا ( ولقد كرمنا بنى آدم ). وتابع قائلا " من الجوانب الإنسانية فى حياة الرسول انه فى احدى الحروب قال لا تقتل امرأة ولا تقتل وليدا ولا تقتل شيخا كبيرا، لما رأى في إحدى الغزوات امرأة مقتولة أنكر ذلك وقال، ما كانت هذه لتقاتل كما حضر حلفا فى الجاهلية كان من أهداف هذا الحلف نصرة المظلوم وطالما انه هدف انسانى نبيل فمدحه واثنى عليه وقال لقد حضرت حلفا فى الجاهلية لو دعيت الى مثله فى الاسلام لأجبت. وكان حلف الفضول ". وأوضح أنه من انسانية النبي انه كان يمدح أهل الفضائل ويثنى عليهم سواء كانوا مسلمين أو لا لأن الفضائل تشمل البشر جميعا وليست قاصرة على فصيل أو ديانة معينة مضيفا أن للدكتور سعد هلالى أكرمه الله كتاب عظيم بعنوان "الإسلام وإنسانية الدولة" يبرز فيه هذه القيم الإنسانية واشار الى انه حينما ذهب الرسول للطائف لنشر دعوته قابلوه أهلها مقابلة منكرة غليظة وسلطوا عليه السفهاء والقوه بالحجارة فعاد إلى مكة ودخل فى حماية رجل مشرك وهو المطعم بن عدى وأولاده وامسكهم السلاح وقال لهم إحموا محمد ولذلك يوم وفاته وهو مشرك ومات على الشرك ذهب إلى رثائه هو وحسان بن ثابت يلقى شعرا والنبي يبكى لفراق المطعم بن عدى وهو مشرك ومات على الشرك لكن لأنه عمل عملا انسانيا لم ينساه له صلى الله عليه وسلم. واضاف ان النبى ههو الذى مدح حاتم الطائى لكرمه وهو على غير الاسلام وهو الذى مدح واثنى على النجاشي الحاكم العادل وهو على المسيحية لأنه عادل واستأمن الصحابه عنده وقال عنه انه حاكم عادل لايظلم احدا عنده وهو الذى دعا لأبى سفيان قبل اسلامه لأن ابا جهل لطم ابنته فاطمة على وجهها فقال صلى الله عليه وسلم إخبري أبا سفيان فأخبرته فجاء وأخذها وذهبا إلى أبى جهل وقال لها ردى إليه اللطمة على وجهه وفعلت وعادت وأخبرت أبيها بما حدث فرفع يديه إلى السماء وقال ( اللهم لا تنسها لأبى سفيان ). واكد ان الإسلام لايعرف التدين العنيف واصحابه ضالين مضلين خنجرا اصابوا به الاسلام فرسولنا فى القران رحمة للعالمين وعلى خلق عظيم ولايرد السيئة بمثلها وعلينا فى ذكرى مولده ان ندافع عنه بتنقية وحذف كل مايسيء اليه فى كتبنا لان اصحاب التدين المغشوش المتطرف يطبقوه على انه هو الاسلام فالقاتل يقول الله اكبر والمقتول يقول الله اكبر والمدان امام العالم هو الاسلام لان هؤلاء اتباعه واضاف ان الرسول ونحن فى ذكراه وبهذا الشكل نتسول غذائنا وساحنا ودوائنا من الآخرين لايباهى بنا الملائكة بل سوف يتبرأ منا لأننا لانسير على منهجه القائل ( اليد العليا خير من اليد السفلى ).