عقد الأنبا أنجيلوس، الأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالمملكة المتحدة، إجتماع مع بطريرك كنيسة السريان الأرثوذوكس السورية، في 28 نوفمبر الماضي داخل مجلس اللوردات باستضافة اللورد ألتون من ليفربول. وعقد الاجتماع بحسب قواعد مجلس تشاثام، وأعطى فرصة للمهتمين من البرلمانيين والدبلوماسيين والقيادات الدينية ومنظمات حقوق الإنسان، لسماع البطريرك مار إغناطيوس إفرام الثاني، أحد الشخصيات السورية البارزة، وأحد شخصياتها المسيحية القيادية الكبرى. وتمت مناقشة الوضع الراهن في سوريا ومعاناة مجتمعاتها المسيحية، وكيف يمكن للآخرين في الخارج تقديم المساعدة، وطرح الموضوعات مثار القلق بخصوص طبيعة التغطية الإعلامية للأحداث في سوريا وعدم تغطيتها للمجتمعات التي تتعرض للمعاناة غربي حلب. وتم الإفصاح عن القلق في المجتمع السوري المسلم والمسيحي، إزاء سياسة بريطانيا الخارجية ونتائجها طويلة المدى المحتملة، وتسليط الضوء علي جهود الكنيسة في سوريا لمساندة ورعاية كل أفراد المجتمع بدون تفرقة، بالرغم من قلة الموارد، وبعد هذا الاجتماع طرح كل من البارونة كوكس واللورد كورماك أسئلة في محاورة في مجلس اللوردات بخصوص الوضع في حلب. وفي نهاية الاجتماع قال الأنبا أنجيلوس: "يسعدني أن الكثير من أعضاء البرلمان والمجتمع البريطاني كانت لديهم الفرصة لسماع قداسة البطريرك، الذي هو ليس مجرد قائد ولكنه شخص يعيش في سوريا بين رعيته ويفهم التحديات الكبرى التي تواجه السوريين، وقد آن الأوان أن نكف عن الكلام عن الناس في سوريا ونبدأ في التحدث معهم وسماعهم حتى نتأكد من احتياجاتهم ونبذل قصارى جهدنا لنلبيها". وأضاف الأنبا إنجليوس "بينما أشعر بالامتنان للكرم والمساعدة الإنسانية التي مدتها حكومة جلالة الملكة، والشعب البريطاني للمجتمعات التي تعاني في الشرق الأوسط إلا أنه بات أكثر وضوحا أن كنائس سوريا تركت بجهودها الذاتية لتوفر احتياجات الذين يعانون – مسيحيين ومسلمين – نتيجة الحرب والكارثة المستمرة". وتابع: "بإمكانيات محدودة وتمويل يكاد يكون منعدم من الجهات الحكومية، تلعب الكنائس دورا حيويا في المساعدة لوصول الدعم للأكثر استضعافا ولتماسك المجتمعات في وقت هم أنفسهم تحت التهديد. لقد حان الوقت بالنسبة لنا لنعمل ما نقدر عليه لمساندة جهودهم ولضمان حماية الأكثر استضعافا لكي لا يعانوا تحت أعيننا وبعد هذا القول نقدم الشكر للرسالة المسيحية الواضحة للرجاء الذي يعيشه ويشهد به أخواتنا وأخوتنا في سوريا، ونستمر في الصلاة أن يعود الهدوء والسلام والأمان مرة أخرى لأرضهم ومجتمعاتعهم". وفي الأيام التي سبقت الاجتماع حضر الأنبا أنجيلوس تدشين كاتدرائية سانت توماس للسريان الأرثوذوكس مع قداسة البطريرك أفرام الثاني وسمو أمير ويلز وبعد ذلك حضر القداس الإلهي في الكاتدرائية مع البطريرك ثم استقبله في احتفال مجتمعي بكنيسة سانت مارك للأقباط الأرثوذوكس في لندن.