تلقى أزمة غلاء إيجارات أرض المعارض على الناشرين المصريين والعرب بظلالها على «معرض القاهرة الدولى للكتاب» فى دورته المقبلة، وأعرب ناشرون مصريون وعرب عن استيائهم من غلاء أسعار الإيجارات، وفيما يرى بعضهم أنه لا سبيل عن رفع أسعار الكتاب للحفاظ على هامش الربح، يدرس آخرون عدم المشاركة، مؤكدين أن هامش الربح المتوقع لن يغطى تكاليف الانتقالات والإقامة وشحن الكتب وأسعار الإيجارات. «البوابة» التقت عددا من الناشرين، ورؤساء اتحادات الناشرين المصريين والعرب، لمعرفة موقفهم من أزمة زيادة الأسعار على المواد الداخلة فى صناعة الكتاب، وكذا أزمة ارتفاع أسعار إيجارات «معرض القاهرة الدولى»، وكيفية التعامل معها. البداية مع عادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، الذى حذر من خطورة قيام وزارة الصناعة والتجارة برفع سعر الأرض المؤجرة لوزارة الثقافة، ما سيؤدى إلى زيادة سعر المشاركة وتأجير المعارض فى «معرض القاهرة الدولى للكتاب»، مضيفاً: «هما فى النهاية وزارتان فى الحكومة، وأنا كناشر كيف سأعوض الفارق فى سعر الإيجار؟ بالتأكيد من خلال سعر الكتاب، وبالتالى سأضطر إلى رفع أسعار الكتب، خاصة أننا مؤسسات هادفة للربح». وأوضح أن الحكومة من المفترض أنها ترغب فى زيادة نسبة القراءة والإقبال على الكتاب، ولكى تحقق ذلك، يجب أن تخفض أسعار المشاركة بالمعرض، وعلى وزارة الصناعة والتجارة، تسليم قطعة الأرض «الخرابة» المسماة ب «أرض المعارض» إلى وزارة الثقافة بدون مقابل. وأضاف: «وزارة الثقافة تصنع من هذا (الفسيخ) المسمى بأرض المعارض (شربات)، حتى تستطيع إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب، لذلك ينبغى أن يكون هناك تبادل لقطعة الأرض الفضاء طوال العام والتى لا يُقام عليها أى نشاط». ورأى رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن وزارة الثقافة بعيدة كل البعد عن الناشر المصرى، فهى لسيت داعما أو معوقا له، ولا يوجد مشاريع داعمة للكتاب، مضيفاً: «كان لدينا مشروع (مكتبة الأسرة) لدعم الكتاب حتى يصل للقارئ بسعر قليل جدا، وكان يعود جزء منه على الناشر الذى تحصل المكتبة منه على طبعات». فيما قال فتحى البس، رئيس «اتحاد الناشرين الأردنيين»: «أكاد أقول أننا كناشرين أردنيين لن نشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته المقبلة، بسبب الصعوبات التى نواجهها»، موضحاً أن ذلك بسبب ارتفاع التكلفة الهائلة على الناشر سواء فى الشحن والإقامة أو أجرة الجناح والنفقات. وأضاف «البس»: «كان الناشر يحضر إلى القاهرة ليس ليتعامل مع الزملاء الناشرين المصريين فقط، لأن هذه العلاقة دائمة، ولكن كان المعرض يستقبل الناشرين والموزعين من كل الدول العربية والمؤسسات والجامعات، وبسبب هذه الظروف تغير الوضع فالمؤسسات التى كانت تساعد الناشر الأردنى على تحمل التكلفة لم تعد موجودة، وفى نفس الوقت نحن نحاور (الهيئة العامة للكتاب) وبكل حرص على مشاركتنا، لتعيد النظر فى رسوم الإيجارات». وتابع رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين: «ليس مقبولًا أن يصل إيجار المتر المربع للناشر إلى 175 دولارا تقريبا، فمنذ زمن عندما أنشئت صالة الناشرين العرب كانت فلسفتها أن يقدم للناشر العربى خصما خاصا بحيث يقترب إيجاره من الإيجار الذى يدفعه زميله الناشر المصرى». أما الناشر اللبنانى «خالد دعيبس» فقال: «نتمنى أن تكون الدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب أفضل من سابقتها، وأتمنى أن يتمم تذليل العقبات التى نواجهها كناشرين، ففى الدورة السابقة للمعرض قدمت إدارة المعرض استبيانا للناشرين، وكتبنا فى هذه الاستبيان المشكلات التى تواجهنا ومنها أزمة ارتفاع أسعار الإجارات، وكذلك تسهيل عملية شحن الكتب إلى القاهرة، ونتمنى أن يتم أخذ هذه المشكلات بعين الاعتبار والعمل على حلها». وأضاف: «نتمنى أيضاً أن يكون هناك حلول لأزمات الخيام، وأن تُجهز (الاستندات) الخاصة بالناشرين بشكل أفضل فى المعرض الذى يعد المعرض الأم لكل المعارض العربية». من جهته، قال الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب: «يصلنا كل عام سعر إيجار أرض المعارض من هيئة المعارض التابعة لوزارة الصناعة والتجارة، وهذا العام وصلنا السعر وبه زيادة بنسبة 20٪، وبناء عليه نقوم بإجراء حساباتنا ونحدد أسعار إيجارات الأجنحة». وأضاف: «هذا العام زادت الإيجارات، لكن نجرى حالياً مفاوضات مع بعض الجهات الحكومية فى الدولة لتخفيض نسبة أسعار الإيجارات، وكذلك نحاول أن نحصل على تخفيض من الحكومة متمثلة فى وزارة الصناعة والتجارة فى أسعار إيجار أرض المعارض». وتابع: «كما نحاول أن نحصل على بعض الدعم لتخفيض الإقامة بالنسبة للناشرين، وكذا نحاول أن نُيسر مسألة شحن ونقل الكتب الخاصة بهم بأكبر قدر ممكن، ولكن الأمر يحتاج إلى تعاون مع الجهات الحكومية المعنية الخاصة بالشحن والإقامات وغيرها». وأشار إلى أن بعض الناشرين يتعاملون مع الهيئة على أنها المنسق للمعرض، وفى نفس الوقت منافس لهم، موضحًا أن الهيئة فى واقع الأمر تتعامل مع الناشرين باعتبارها داعما لهم بأكبر قدر ممكن، وحسب ما يتوفر لها من إمكانيات، فهى معنية بنجاح المعرض، وكذلك تحريك سوق النشر، والمساهمة فى رواج الكتاب، والإقبال على الشراء.