ليلى مراد.. 21 عامًا على رحيل قيثارة الغناء العربي

ترحل بك من عالمك إلى عالم أكثر اتساعًا، بسحر صوتها الملائكى تأخذك إلى السماء.. قيثارة الغناء المطربة والممثلة الراحلة ليلى مراد، أبرز نجمات السينما المصرية فى عصرها الكلاسيكى ومن أشهر الفنانات التى حملت الأفلام اسمها، اليوم هو ذكرى ميلادها فى السابع عشر من شهر فبراير.
ميلادها
ولدت فى الإسكندرية لأسرة يهودية الأصل، وكان اسمها «ليليان»، والدها هو المغنى والملحن إبراهيم زكى موردخاى "زكى مراد"، الذى قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة الذى لحنه الموسيقار سيد درويش، وأمها جميلة سالومون يهودية من أصل بولندى وكانوا من يهود القاهرة.
كان وراء دخول المبدعة ليلى مراد لعالم الغناء ظروف أسرية صعبة، فعاشت طفولة فقيرة وأقرب إلى التشرد، فكان على الطفلة ذات الأربعة عشر ربيعًا أن تتحمل مسئولية أسرتها خصوصًا بعد سفر والدها ليبحث عن عمل بالخارج وانقطاع أخباره لسنوات، فاضطرت فيها للدراسة بالقسم المجانى برهبانية نوتردام ديزابوتر الزيتون.
احتراف القيثارة
تعلمت ليلى أصول الغناء والطرب على يد والدها زكى مراد والملحن المعروف داود حسنى، وبدأت بالغناء فى الحفلات الخاصة ثم الحفلات العامة، عندما أنشئت دار الإذاعة المصرية تقدمت لها كمطربة عام 1934 ونجحت وتعاقدت معها على الغناء مرة كل أسبوع.
وغنت ليلى حوالى 1200 أغنية، ولحن لها كبار الملحنين ومنهم محمد فوزي، ومحمد عبد الوهاب، ومنير مراد، ورياض السنباطي، وزكريا أحمد، والقصبجي، وسجلت اسطوانات بصوتها عام 1937.
دور عبد الوهاب فى انطلاق القيثارة
أعجب موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بصوت ليلى مراد بمجرد سماعها، وأشاد بها ومن هنا بدأت علاقتهما، وكانت حينها قد غيرت اسمها إلى ليلى مراد، فاتفق عبد الوهاب مع والدها على تبنيها فنيا.
وبالفعل وقع لها عقدًا لتلعب دور البطولة فى فيلمه الجديد "يحيا الحب"، إخراج محمد كريم.
ورغم تفوقها فى مجال الغناء عنه فى مجال التمثيل إلا أنها جذبت أنظار الفنان الكبير يوسف وهبى لتقدم معه فيلمها الثانى "ليلة ممطرة" نهاية عام 1939.
قدمت ليلى مراد للسينما المصرية 27 فيلمًا كان أولها فيلم "يحيا الحب" مع الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1937، وكانت من القلائل التى أنتج أفلام بأسمها، وارتبط اسمها باسم أنور وجدى بعد أول فيلم لها معه وكان من إخراجه وهو فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وتزوجا عام 1945.
وكان من أشهر أفلامها قلبى دليلي، ليلى بنت الأغنياء، حبيب الروح، شاطئ الغرام، الماضى المجهول، غزل البنات سيدة القطار، عنبر.
وكان آخر أفلامها فى السينما "الحبيب المجهول" مع حسين صدقى واعتزلت بعدها أضواء وسخب الشهرة وتركت العمل الفنى فى قمة مجدها وشهرتها لتترك ذكريات رائعة لا تمحوها الأيام فى مخيلة محبيها.
زواجها:
تزوجت ليلى مراد ثلاث مرات كان أولها من الفنان أنور وجدى الذى تزوجته أثناء مشاركتهما سويا فى فيلم "ليلى بنت الفقراء" والذى تولى إخراجه واستمر زواجهما قرابة ال8 سنوات وكونت معه ثنائى فنى ناجح، ثم انفصلا بالطلاق.
وكانت الزيجة الثانية لها من الطيار وجيه أباظة، الذى لم يرد كشف سر زواجه بسبب ممانعة عائلته العريقة، وأنجبت منه ابنها أشرف ثم انفصلت عنه لتتزوج لثالث وآخر مرة من المخرج المعروف فطين عبد الوهاب، وأثمر عن إنجابها لثانى أبنائها المخرج والممثل زكى فطين.
قصة إسلامها:
أشهرت إسلامها على يد الشيخ محمود أبو العيون، وكيل الجامع الأزهر، الذى كانت تداوم على حضور الدروس الدينية التى كان يلقيها، وأشاعت بعض الصحف العبرية أن الفنانة الراحلة ارتدت عن الإسلام قبل وفاتها وعادت إلى اعتناق الديانة اليهودية، وهو ما نفته الفنانة ليلى مراد قبل رحيلها مباشرة، كما رفضت عرض شيمون بيريز بمنحها الجنسية الإسرائيلية، وأصرت على أنها مواطنة مصرية مسلمة.
ولم تسلم الفنانة المصرية الخالصة من تشويه الكيان الصهيونى بفلسطين، وتعرضت لمشاكل كثيرة مع إسرائيل، بعد دعوتها للعيش فى إسرائيل، فرفضت أكثر من مرة، وردت عليهم قائلة: "أنا مصرية اتولدت وعشت فى مصر وهموت فيها".
وتم التحقيق معها فى وقائع شهيرة وثبتت براءتها من كل ما نسب إليها، إضافة إلى أنها لم تزر إسرائيل نهائيا فى حياتها.
تكريمها
تم تكريم الفنانة الكبيرة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورة 1998 بمنحها شهادة تقدير تسلمتها عنها الفنانة ليلى علوي، فى عام2007، وقام فريق عمل فيلم فى شقة مصر الجديدة (فيلم) بإهداء الفيلم إلى ليلى مراد من خلال عبارة ظهرت فى نهاية الفيلم " إهداء إلى ليلى مراد صوت الحب لكل الأجيال ".
وفاتها:
رحلت ليلى مراد عن دنيانا بعد مسيرة صاخبة فى الواحد والعشرين من شهر نوفمبر عام 1995 وتمت الصلاة عليها فى مسجد السيدة نفيسة، الذى كانت دائمًا تزوره وتتصدق فيه بفريضة الزكاة، ودُفنت بمقابر العائلة بالبساتين.