سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإخوان والمصالحة.. الإرهابية تلجأ لكارت المصالحة بعد فشل 11/11 وتغيير قواعد اللعبة إقليميا ودوليا..الشباب يتهم القيادات بالتخلي عن المبادئ الأساسية.. منشقون: الجماعة لم يعد بيدها ما تساوم عليه الدولة
بعد انهيار التنظيم سياسيًا وشعبيًا، أصبحت تتلمس دروبا جديدة من أجل العودة للحياة السياسية مرة أخرى، في ظل محاولات مستميتة في العودة للشارع والمشهد السياسي، لم يهدأ نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، "إبراهيم منير"، من التحدث عن المصالحة طوال الفترة السابقة وخاصة بعد كل هزيمة تتلقاها الجماعة، حيث دعا إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان المسلمين، من وصفهم بحكماء الشعب المصري، لخلق حوار وفتح باب المصالحة بين الجماعة والدولة المصرية. وأكد منير أثناء حواره في أحد المواقع الإلكترونية أن الجماعة جادة في دعواتها للتصالح، قائلًا: "نقول ونحن جادون فليأتنا من حكماء شعبنا أو من حكماء الدنيا من يرسم لنا صورة واضحة للمصالحة، التى يعلقها البعض فى رقبة الجماعة ورقاب الفصائل الشريفة المعارضة التى تحقق السلم والأمن بكل الأمة المصرية، دون مداهنة أو خداع أو كذب على الناس وعندها تكون ردود الفعل". وأضاف "أن جماعة الإخوان المسلمين طوال تاريخها لا تتصارع على سلطة، وأن الحقائق قد ظهرت بعد ما حاول الكثير إخفاءها، بأن الإخوان لم تستأثر بالسلطة، وأنها لم تعمل على أخونة الحكم في مصر، وأنها لم تفرط في مبادئها، ولم تنتقص من مصداقيتها"، بحسب زعمه. في الوقت ذاته، شن شباب جماعة الإخوان المسلمين والمعروفين ب"الجناح المتمرد"، هجوما على تصريحات إبراهيم منير بشأن دعوة التصالح مع الدولة، متهمين منير بالخيانة والتخلي عن أهداف ومطالب الجماعة وأبرزها الحفاظ على شرعية المعزول كما يدعون، ما يؤكد أنهم مستمرون على نهجهم في تبني العنف ضد الدولة الذي يتمثل في العمليات النوعية، والذين يسمونه "المقاومة". في البداية، علق طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، على دعوات إبراهيم منير، حول عرض مصالحات مع الدولة المصرية، قائلًا: "إن أحد العوامل المهمة التي أجبرت تنظيم الإخوان للبحث عن بدائل وحلول لتراجعهم، هو فشلهم المزري في يوم 11/11". وتابع البشبيشي، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تحولا كبيرا في العالم والمنطقة كلها، لم تكن في صالح التنظيم الإرهابي، وأهمها بطبيعة الحال هزيمة هيلاري كلينتون في الانتخابات الأمريكية وخروج إدارة الديمقراطيين من البيت الأبيض، وهي الإدارة التي كانت ترعاهم وتدعمهم في الفترة الأخيرة، وارتبطت معهم في مشروع تفتيت منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن انشغال الأتراك في المستنقع الكردي في سوريا والعراق، وهزيمة الحلف السعودي القطري في سوريا، وتراجعهم في ليبيا وتونس، إضافة إلى التضييق عليهم في السودان، علاوة على انتصار الجيش المصري في سيناء التي كانوا يراهنون عليها، لإضعاف الجيش واستنزافه، كل هذا دفع التنظيم الإخواني للدعوة إلى المصالحة، لإنقاذ ما تبقى فلا بديل أمامهم خاصة بعد تخلي حلفائهم عنهم. وقال سامح عيد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية: إنه في ظل انهيار التنظيم بعد صدام مع الدولة المصرية لمدة 3 سنوات، ومع تكبد الجماعة الكثير من الخسائر المادية والمعنوية، أدركت أن دعواتها للمصالحة هو الطريق الوحيد الذي يمكن للتنظيم من خلاله العودة إلى الشارع المصري، خاصة بعد الرفض الشعبي التام لها. وأضاف عيد أن الجماعة لم تعد تتحمل خسائر أخرى، بعد ما تعرض له التنظيم منذ عزل محمد مرسي حتى الآن، تبنى الكثير من العمليات النوعية التي كلفتهم الكثير من أجل إسقاط الدولة المصرية. وتابع: أن "هناك وساطات داخلية وخارجية من أجل تهدئة الملف المصري، وبالتالي ما دعا إليه منير، ما هو إلا تعليمات من الجهات التي تدعم الجماعة ماديًا، واصفًا دعوات نائب المرشد "إبراهيم منير" للمصالحة هي دعوات للمراجعات الفكرية وليست مصالحة بالمعنى الحرفي لها. ولفت إلى أن قيادات التنظيم لا تستطيع التحدث مع جناح الشباب الأكثر عنفًا عن التصالح، وما دعا له إبراهيم منير ما هي إلا محاولة للتهدئة. في سياق متصل، رأى سامح عبدالحميد حمودة، القيادي السلفي، أن دعوات إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، للتصالح مع الدولة، تؤكد أن الجماعة استسلمت، بعد فشل تخطيطها في 11/11، وبعد أن لفظهم الجميع، حتى الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق للعلاقات الخارجية، لم يستجب لدعوتهم بالانضمام إليهم. وأضاف عبدالحميد أن الجماعة تطلب المصالحة الآن، بعد خسارة "هيلاري كلينتون"، انتخابات الرئاسة الأمريكية، وانتظارهم إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الإخوان جماعة إرهابية، موضحًا أن طلب المُصالحة الآن هو بمثابة رفع الراية البيضاء والاستسلام التام، والإعلان عن العجز الكلي، وانهيار قواهم. وأوضح أن المصالحة تعني أن يُقدم الطرفان بعض التنازلات ليتم الوفاق، مؤكدًا أن الجماعة ليس في يدها شيء حتى تُساوم الدولة عليه، حيث خسروا كل شيء وليس معهم ما يتفاوضون عليه. وتابع: "الشعب المصري لا ينسى أن الإخوان رفعوا السلاح في وجهه، وقالوا إن تفجير أبراج الكهرباء من السلمية، وإن قتل القضاة واجب شرعي، وحرقوا سيارات الشرطة، وحرضوا على التدمير والتخريب، ثم يفرحون ويُهللون عند وقوع الجرائم، ولا يشجبون هذه الأفعال، بل يحضُّون أتباعهم على المزيد والمزيد، وهم وفروا الجو الملائم للإرهابيين، والشعب لا ينسى أن الإخوان يشمتون فى قتل أبناء الوطن، ورغم تعدد الأحداث الإرهابية فى مصر إلا أن جماعة الإخوان لا تُصدر بيانات رفض لهذا الإرهاب، بل لا تُصدر بيانات لمواساة أهالى القتلى والجرحى".