سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رغم إعلان العبادي أن تحرير المدينة سيستغرق يومين.. عملية تحرير "الموصل" تدخل شهرها الثاني.. الجيش بدأ الحرب بكامل قوته.. و"داعش" يستخدم كل الأساليب للبقاء.. وخبراء: "الحشد الشعبي" وراء انسحاب الجميع
في منتصف أكتوبر الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بدء العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي. وقال العبادي في كلمة متلفزة، بثتها قناة العراقية، وسط قادة عسكريين: "لقد أزفت الساعة لطرد الظلاميين"، داعيًا أهل الموصل للتعاون مع القوات المسلحة. وزعم أن المعركة ستأخذ أياما قليلة، ويتم إعلان تحريرها بالكامل. وبعد مرور 48 ساعة من إعلان الحرب، أعلنت تركيا أنها توصلت لاتفاق مع التحالف الدولي لمشاركة المقاتلات التركية في معركة تحرير الموصل، معتبرة أن اتخاذ قرار حول مستقبل الموصل دون الرجوع إليها، غير ممكن. وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكد وقتها إصرار بلاده على المشاركة في عملية الموصل، لمنع تشكيل ممرات إرهابية شمال العراق، مشيرًا إلى أن قوى خارجية تسعى إلى تحديد مصير الموصل، حسب تعبيره. ولكن هذا التحالف لم يستمر كثيرًا، حيث كشف الحشد الشعبي مشاركته رسميًا في الحرب، وذلك على لسان الناطق باسمه أحمد الأسدي، الذي قال: إن بنادق عراقية، ورايات وطنية، تتجه إلى أهدافها الاستراتيجية المحددة لها في المحور الغربي، الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش". وتابع أن قوات الحشد تتكفل بمهمة استعادة المناطق التي يحتلها "داعش" منذ أكثر من سنتين، مشيرًا إلى أن قضاء تلعفر وباقي المدن والقرى في المحور الغربي، ستكون مهمة تحريرها مسئولية قوات الحشد. بعدها اختلف الجميع، فبدأ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إعلان رفضه، قائلًا: "إنه يعرف بأن الأتراك يريدون المشاركة لكنه يقول لهم شكرًا". وأضاف أن هذا أمر سيتعامل معه العراقيون، وإذا كانت هناك حاجة للمساعدة فالعراق سيطلبها من تركيا أو دول أخرى في المنطقة. هذا الأمر دفع تركيا إلى التخلي عن الحرب، وانضمت إليها أمريكا، لعدم السماح لإيران بالعبث في المنطقة واستكمال مخططاتها بالسيطرة على المنطقة العربية، ولهذا أصبح الجيش العراقي وحيدًا، وبجانبه الحشد الشعبي أمام تنظيم "داعش". ومنذ إعلان الحرب، تكبد "داعش" كثيرا من الخسائر البشرية والمادية، بداية من سيطرة الجيش على بعض القرى والمناطق التي كان يسيطر عليها، وتصفية عدد كبير من عناصره، وهنا الجميع يتساءل: هل يستطيع الجيش بدون المساعدات الدولية القضاء على التنظيم؟ في البداية، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن أسباب تأخر تحرير مدينة الموصل حتى الآن، رغم مرور شهر كامل، أنها تعد من المعارك الفاصلة، حيث إن مساحة المدينة كبيرة جدًا، بالإضافة إلى أن التجهيز للعملية لم يكن وليد اللحظة، ما أدى إلى استعدادات "داعش" للاشتباكات، وهذا وحده يطيل من المعركة. وأضافت الشيخ، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن العمليات التي تنفذها الجيوش ضد التنظيمات الإرهابية، تكون دون معلومة مسبقة، لإيقاع أكبر عدد من الخسائر. أما عن تصريحات حيدر العبادي بأن العملية ستنتهي خلال أيام، أوضحت الشيخ أن هذه التصريحات الغرض منها في الأساس إرسال رسائل قوية، أنهم على أتم الاستعداد للقضاء على "داعش". وعن مستقبل عناصر التنظيم حال تحرير المدينة، قالت نورهان: إن عناصر التنظيم "رحالة"، فمن الوقت لآخر يتم الانتقال من الأماكن التي يفقدونها، إلى الأماكن التي لا تزال تقع تحت سيطرتها. من ناحيته، قال الدكتور حسن الجنابي، أستاذ العلوم السياسية، والعضو السابق بالبرلمان العراقي: إن أسباب تأخر إعلان تحرير مدينة الموصل، تعود إلى التدخلات الإقليمية والدولية، بالإمدادات المستمرة لداعش، بعدما تدخلت الميليشيات الشيعية. وأضاف الجنابي، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن التحرير كان من المتوقع أن يتم خلال أيام، ولكن سبب التأخر هو استدعاء الجيش العراقي للميليشيات الشيعية، وهذا ما جعل البعض يرفع يده عند الدعم المقدم للجيش كأمريكاوتركيا، خوفًا من الاختراقات القادمة. وأوضح عضو البرلمان العراقي السابق أن تنظيم داعش الإرهابي هو أحد الأكاذيب التي يروجها البعض من خلال أنه يدافع عن أهل السنة، ولكن الحقيقة أنها عملية استنزاف دموية لأهالي العراق.