هنا بداية الحكاية.. حكاية قناة السويس التي دفع المصريون دماءهم في حفرها.. حيث بدأ الحفر بأول ضربة فأس بيد المسيو، فرديناند ديليسبس. ومن داخل فيلا ديليسبس صاحب فكرة شق قناة السويس نرى مقتنياته التي كانت شاهدا على حقبة تاريخية هامة في حياة منطقة إقليم قناة السويس حيث تعد فيلا ديليسبس تحفة معمارية ومن أقدم المنشآت التي أقيمت على أرض مدينة الإسماعيلية سنة 1862 وبنيت على طراز منازل الريف الأوروبي تقع في شارع محمد على بقلب المدينة شاهدة على تاريخ المدينة عندما بدأ العمل في شق قناة السويس. في البداية استقبلنا محمد عادل الصولي رئيس قسم الاستراحات بهيئة قناة السويس والمسئول المباشر عن فيلا ديليسبس، والذي أكد لنا أن الفيلا بصدد لتحويلها إلى متحفا تاريخيا، خاصة بعد ضمها إلى وزارة الآثار لتخليد دورها العظيم وتوثيق ما بها من مقتنيات تحاكي فترة حفر قناة السويس. وكشف الصولي أن الدبلوماسي ديليسبس لم يكن مهندسا لكنه استعان بالهندس نجريلي في مشروع حفر قناة السويس وكانت الملكة أوجيني إمبراطورة فرنسا "عمته" قامت بتشغيله في أول الأمر في القنصلية الفرنسية بالإسكندرية ومن خلال صداقته لأسرة على باشا للحصول على امتياز قناة السويس لمدة 99 عامًا. وعن الفيلا، قال: فيلا ديليسبس هي من أول المباني التي بنيت بمحافظة الإسماعيلية وهي عبارة عن دور أرضي يعلوه طابق آخر تحيط به حديقة محاطة بسور، ويوجد بسور الحديقة حوض للغسيل من الرخام يعتبر تحفة معمارية نادرة فضلا عن غرف الاستراحة المزينة بالزخارف الخشبية والقرميد. ويضم الطابق العلوي للمبنى عدة غرف للنوم وحمامات لكنه تقرر عدم المساس بهم من أي شخص للحفاظ عليهم من عوامل الرطوبة وتم تنفيذ مبنى آخر بعد 15 عاما من بناء الفيلا كتوسعة له عبارة عن 4 غرف للنوم وحمامات واستراحة كانت تستخدم لرئاسة هيئة قناة السويس. كما يوجد بعض المنقولات الشخصية الخاصة بديليسبس وتعد مقتنيات ديليسبس عبارة عن بعض الخرائط والمسودات الخاصة بحفر قناة السويس وعربة مصنوعة من الخشب والحديد تجرها الأحصنة كان يتفقد بها ديليسبس أعمال الحفر بقناة السويس ومكتب معدني وسرير كان ينام عليه محاط بستائر. في مدخل الفيلا تجد عربة ديليسبس الشخصية التي تَجرها الخيول على نصب تذكاري، بعدما كان يستخدمها المُهندس الشهير للمرور على مواقع العمل أثناء عمليات الحفر، ثم ترى ترمومتر لقياس حرارة الجو وضع في مكانه منذ 120 عاما وما زال يعمل بكفاءته حتى الآن. ومن داخل غرفة ديليسبس وضع ورق حائط صمم خصيصا في فرنسا ولم تصبه عوامل الجو حتى الآن إلا جزء بسيط منه وعوض عن ذلك بتصميم جزء آخر مقلد، وتم لصقه لكن من الطريف أننا نجد أن الورق الأصلي أكثر جمالا وبريقا من المقلد وعلى حائط الغرفة وضعت الكثير من اللوحات التي تضم صورته مع زوجته والمهندس نجريللي وصورة لبيت ديليسبس في فرنسا وأخرى له مع أصدقائه بالزي العربي وصورة للملكة أوجيني وضعت فوق المكتب وصليب كبير ودعوة حفل تنصيب تمثال ديليسبس في مدخل بورسعيد بعد 30 عاما من حفر قناة السويس وافتتاحها و"كنافا" صنعته زوجه ديليسبس كهدية له وقامت بتطريز أول حروف اسم الدبلوماسي كما تضم الغرفة سريره المعدني تلعوه "ناموسية" واسفل السرير يوجد "طشط" الذي كان يستخدمه في الاستحمام وإبريق كان يملئه بالمياه للاستحمام أو غسيل الأيدي، وبجانب السرير يوجد طاولة صغيرة يعلوها بعض القارورات الزجاجية الزرقاء تخص زوجة ديليسبس حيث كانت تملؤها بمختلف العطور ومكتبه وضع عليه نسخة عتيقة من الإنجيل مكتوب باللغة اللاتينية وقلمان ريشة. وفي دولاب ديليسبس وضعت بعض الأواني الخاصة ومرآة، ومسن ل "موس الحلاقة" وفرشاة الحلاقة ومجموعة من كروت "التاروه" وقطع الدومينو والشطرنج. وبالخروج إلى الصالون رقم 1 تجد "صينية " طعام كبيرة مصنوعة من النحاز ومطعمة بالأحجار النادرة ومدفأة كلاسيكية، أما الصالون رقم 2 يضم العديد من المقاعد القديمة وصورا خاصة بعمليات حفر قناة السويس وأثر ل "شظية" تم ضربها أثناء الحرب العالمية الثانية لتصيب حائط الصالون وقام الفرنسيون وقتها بوضع زجاج على اثر الشظية ودون على لوحة معدنية تاريخ 1914 كما يضم الصالون جرامفون يعمل بالبطاريات. فريدناند ديليسبس الدبلوماسي الفرنسي صنع لنفسه مجدا وارتبط اسمه في أذهان المصريين، والعالم أجمع بحفر قناة السويس حقق حلم التجارة العالمية بربط المشرق بالمغرب. ورحل الدبلوماسي الفرنسي عن مصر بعد أن حقق حلمه تاركا وراءه مشروعا غيّر وجه الأرض وخلف وراءه آثارا شاهدة على عصره ومقتنيات لتعبر عن وجوده على أرض القناة، وتعد فيلا ديليسبس تحفة معمارية من أقدم المنشآت التي أقيمت على أرض مدينة الإسماعيلية سنة 1862، وبنيت على طراز منازل الريف الأوروبي تقع في شارع محمد على بقلب المدينة شاهدة على تاريخ المدينة عندما بدأ العمل في شق قناة السويس.