هزيمة ترامب

ما ليس قابلًا للنقاش هو أن دونالد ترامب لا يصلح رئيسًا.
كان ما سبق عنوان افتتاحية أمس الأول فى جريدة أمريكية كبرى، وعلى نطاق الشارع، شحاذ فى ميدان التايمز فى نيويورك رفع لافتة تقول: أعطونى دولارًا أو انتخب ترامب.
المناظرات التلفزيونية لم تحسم يومًا نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، والمناظرة الأولى بين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب لن تكون الاستثناء، إلا أن الميديا الأمريكية كلها أجمعت على أن كلينتون خرجت منتصرة من المناظرة.
وقرأت: ما معنى أن يخسر دونالد ترامب المناظرة، وأيضًا: هذه المناظرة كان ترامب بحاجة إلى أن يثبت أنه أهل للرئاسة إلا أنه لم يفعل. وغيره: كيف تحولت كلينتون من التردد إلى الحسم (أو الحزم).
فى أهمية ما سبق تقليد فى الصحافة الأمريكية هو درس المعلومات التى يقدمها كل من المرشحين، وأمامى تقرير طويل يقول إن كلينتون كانت صادقة فى معظم ما قدمت، وإن ترامب كذب.
استطلاعات الرأى العام الأخيرة متقاربة، بعد أن كانت تقدم كلينتون على ترامب بفارق خمسة إلى عشرة فى المئة، غير أن الميديا الأمريكية، باستثناء الليكودى منها، يؤيد كلينتون، و«نيويورك تايمز» نشرت افتتاحية فى نهاية الأسبوع الماضى اختارت كلينتون للرئاسة، لأنها قادرة على معالجة التحديات التى تواجهها الولايات المتحدة، وقرأت فى الجريدة نفسها تاريخ تأييدها لهذا المرشح أو ذاك منذ سنة 1860 وحتى اليوم، يُظهر أن غالبية من المرشحين الذين أيدتهم فازت بالرئاسة.
كلينتون ليست من دون خصوم فى الميديا التقليدية، إلا أنهم قلة، وقرأت لكاتب يمينى فى «واشنطن بوست» هو مارك تيسين مقالًا يتهم فيه كلينتون بالكذب. لا أعرف سياسيًا لم يكذب أو يلو الحقيقة، إلا أن لا أحد يوازى ترامب، فالجريدة نفسها نشرت مقالًا عنه يقول إن وجهات نظره قاتمة، وأن تصريحاته تتحدث عن عالم بديل أو آخر.
بين ما قرأت عنه أيضًا:
- حجم أكاذيب ترامب غير مسبوق بين المرشحين المعاصرين للرئاسة، فهو يقول إن الضرائب فى الولايات المتحدة هى الأعلى فى العالم، وهى ليست كذلك، وأنه عارض الحرب على العراق من بدايتها، وهو لم يفعل، وهو قضى سنوات يبث أكاذيب عن ولادة باراك أوباما ثم اعترف أخيرًا بأنه وُلِدَ فى الولايات المتحدة.
- كيف تنقل أخبار نصّاب من نوع ترامب، والمقال كتبه نيكولاس كريستوف، وهو من خيرة الصحفيين الأمريكيين، وأصدق كل ما يكتب باستثناء آرائه عن البحرين.
- بعد أسبوع من الحملات المتبادلة، كلينتون تصرفت كقائد وترامب لم يفعل.
- ترامب يتحدث عن «غراميات» بيل كلينتون وينسى أن له السبق فى هذا المجال، ويكفى أن أسجل هنا أنه تزوج ثلاث مرات وطلقته زوجته الأولى إيفانا بعد افتضاح علاقته مع مارلا ميبلز.
- خطة ترامب للاقتصاد تسير من سيئ إلى أسوأ.
- الأعذار الغبية لترامب عن دفعه الضرائب، والموضوع يقول إن كل مرشح للرئاسة منذ 40 سنة كشف سجله الضريبى والاستثناء هو ترامب.
- 75 دبلوماسيًا متقاعدًا وقعوا رسالة تعارض ترامب رئيسًا.
- كريم عبدالجبار، وهو أشهر لاعب كرة سلة أمريكى، كتب مقالًا يقول فيه إن ترامب خائف إلى درجة أنه يريد تفكيك الدستور الأمريكى، كريم الآن سفير نوايا حسنة للأمم المتحدة.
- فى السياسة الخارجية ترامب هو الأسوأ إطلاقًا.
نقلاً عن الحياة اللندنية