أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، اليوم الثلاثاء، بنيويورك أن ''ما حققته التجربة الديمقراطية التونسية من انجازات ما يزال بحاجة إلى تدعيم في ظل واقع اقتصادي واجتماعي هش". وذكرت وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) أن الرئيس التونسي أضاف خلال الكلمة التي القاها اليوم الثلاثاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال71 بنيويورك، "أن تونس ما تزال، بعد خمس سنوات من الثورة، تجابه تحديات هائلة في سبيل تحقيق شروط الانتعاش الاقتصادي وتحسين ظروف العيش''. وقال الرئيس التونسي: "إن هذه الوضعية حتمت اطلاق مبادرة جريئة تنزلت فيها دعوتنا إلى تكوين حكومة وحدة وطنية قادرة على الاستجابة إلى متطلبات المرحلة ولاسيما كسب الحرب على الإرهاب وتسريع نسق النمو والتشغيل ومقاومة الفساد "، مشيرا إلى أن 'هذه المبادرة حظيت بمساندة واسعة من قبل العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية وتوجت بتشكيل حكومة وحدة وطنية . وشدد قائد السبسي في هذا السياق أن "تونس قطعت منذ 2011 أساليب الحكم السلطوي والتحقت بمصاف الدول الديمقراطية عبر إعادة الشرعية للناخب والعلوية للقانون''، مؤكدا عزم تونس على المضي قدما في منهج الحرية والديمقراطية والتصدي إلى كل محاولات العودة إلى الوراء . وأوضح أن تونس ''تخوض اليوم تجربة فريدة على طريق البناء الديمقراطي وأعتمدت التوافق الوطني كسبيل لإدارة الخلافات السياسية وتأمين المسار الانتقالي من الانتكاسات وهو ما مكن من تحقيق مكاسب سياسية هامة بداية من وضع الدستور التوافقي العصري وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية شهد لها العالم بالنزاهة والشفافية . وأكد أن النهج التوافقي عزز ثقة التونسيين في قدرتهم على تجاوز الصعاب ورفع التحديات، كما أهل الرباعي الراعي للحوار الوطني لنيل جائزة نوبل للسلام (لسنة 2015) التي جاءت تتويجا للجهد الجماعي والذي مكن من تصحيح المسار السياسي للبلاد واخراجها من أزمة سياسية خانقة . واعتبر قائد السبسي أن ''التجربة التونسية الفتية تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة تهدد مسارها في ظل وضع إقليمي متوتر تطغى عليه النزاعات والإرهاب ''، مؤكدا أن تونس تحتاج إلى الدعم والمجهود الاستثنائي من قبل شركائها لتخطي الصعوبات ودفع التنمية بالجهات الداخلية وتوفير فرص العمل . وأعلن في هذا السياق عن احتضان تونس يومي 29 و30 نوفمبر القادم مؤتمرا دوليا لدعم الاقتصاد والاستثمار بمشاركة رؤساء وحكومات ومؤسسات دولية وصناديق استثمارية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذا الحدث يعد مناسبة لاشقاء تونس وشركائها ''لتأكيد تضامنهم ودعمهم لها في بناء مسارها الديمقراطي''. وبخصوص الوضع في ليبيا ، جدد رئيس الجمهورية التونسية ، انشغال تونس بالأزمة الليبية في ظل تواصل حالة عدم الاستقرار وتداعيات هذا الوضع على أمن تونس واقتصادها ، مؤكدا التزام تونس بمواصلة دعم التوافق بين الفرقاء لاكمال تنفيذ بقية مراحل الاتفاق السياسي برعاية الأممالمتحدة ، وأبرز أن تونس ستواصل دعمها لحكومة الوفاق الوطني حتى تتمكن من اعادة الأمن والاستقرار ومجابهة الإرهاب . وفي ما يتعلق بالمنطقة العربية ، طالب رئيس الجمهورية التونسي بايجاد تسويات سياسية عاجلة لقضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ''التي تحتاج إلى الحل العادل والشامل لينصف الشعب الفلسطيني ويضع حدا لمعاناته لاسيما عبر اقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف''، كما عبر عن انشغال تونس إلى ما آلت إليه الأوضاع في كل من سوريا واليمن وما نتج عنها من تداعيات أمنية وانسانية وصفها ب"المأساوية"، مشددا على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل إيجاد تسوية سياسية لأزمتي البلدين بما يحفظ وحدتهما ويحقن دماء شعبيهما. وفي سياق اخر دعا الباجي قائد السبسي المجتمع الدولي إلى "وقفة تضامنية حازمة" لدعم القارة الافريقية وتعزيز فرص التنمية بها بما يمكن من ترسيخ السلم والأمن بهذه المنطقة والوقاية من النزاعات والتصدي للتطرف والإرهاب، مجددا التزام تونس بخطة تنمية افريقيا لعام 2063 وبتدعيم مشاركتها في عمليات حفظ السلام الأممية.