فى السادسة صباح الرابع عشر من أغسطس 2013، صدرت التعليمات لقوات الجيش والشرطة بفض اعتصامى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، فى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر. فى ظهيرة اليوم نفسه صدرت التعليمات من الجهة المقابلة إلى عناصر جماعة «الإخوان» بتنفيذ خطة «إحراق مصر» عبر ارتكاب أعمال عنف فى كافة محافظات ومدن الجمهورية. بحكم الأرضية الواسعة للتنظيمات الدينية فيها، كانت محافظة المنيا فى مقدمة المحافظات التى دفعت ثمنًا باهظًا ل«عنف الإخوان»، وكان مركز ملوى من أكثر مراكز المحافظة معاناة، إذ تحول بين ليلة وضحاها إلى «ساحة حرب». طالت «ألسنة اللهب» قسم الشرطة وعددا من المبانى الخاصة بالأقباط. كان الهجوم على متحف ملوى من أبشع المشاهد، إذ دُمرت واجهات المتحف بالكامل، وتعرضت نحو 1040 قطعة أثرية للسرقة من واقع 1089 قطعة كانت موجودة وقت الهجوم. أما ما تبقى من التوابيت والمومياوات فقد حطمه المعتدون بشكل كامل. سُجلت هذه «الهجمة البربرية» باعتبارها أكبر عملية نهب متحفى حدثت فى تاريخ مصر، وثانى أكبر عملية نهب متحفى فى التاريخ الحديث بعد نهب متحف بغداد أثناء الحرب الأمريكية على العراق. أمام كل ذلك تحركت اليد المصرية سريعا لتنقذ المعلم التاريخى الكبير فبدأت عملية الترميم فى الأيام التالية للهجوم الهمجى، واستمر العمل ل3 سنوات تقريبًا، وخلال أيام قليلة تستعد وزارة الآثار لافتتاح المتحف بشكل رسمى. وقد بلغت التكلفة الإجمالية لتطوير المتحف 11 مليون جنيه، موزعة بين وزارة الآثار التى وفرت 4 ملايين جنيه، ومحافظة المنيا التى قدمت 3 ملايين جنيه، علاوة على منحة إيطالية قيمتها 4 ملايين جنيه فى صورة «فاترينات» للعرض الخاصة بالمتحف فى إطار مشروع مبادلة الديون، فيما قالت مصادر بوزارة الآثار، إن تذاكر دخول المتحف قد تم طبعها ونقلها إلى المنيا استعداداً للافتتاح واستقبال الزوار، ومن المقرر أن تبلغ فئة التذاكر، 20 جنيهاً للأجانب و5 جنيهات للطلبة الأجانب وكذلك نفس القيمة للمواطنين المصريين، بينما ستبلغ قيمتها 3 جنيهات للطلبة المصريين. «البوابة» زارت متحف ملوى قبل افتتاحه حتى نروى قصة أخرى للانتصار على الإرهاب، إذ نرصد كيف كان حال المتحف بعد الهجوم، وماذا تم طوال هذه المدة التى تلت الهجوم عليه لإعادة إحياء ما حاول المتطرفون دفنه تحت أقدامهم.