تحل المملكة العربية السعودية ضيف شرف على النسخة ال16 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث خلال الفترة من 25- 29 سبتمبر الجاري. ويتخذ الملتقى من شخصية جحا شعارًا لنسخة هذا العام، وهي شخصية حاضرة في مختلف حضارات وثقافات العالم بصيغ متشابهة أو متقاربة وتعتبر نادرة وهزلية وساخرة وراوية. ويحفل برنامج الملتقى بفعاليات وأنشطة متنوعة وجاذبة تعكس ثقافات وحكايات من مختلف شعوب العالم لتتفاعل مع الحكاية الإماراتية والخليجية والعربية. ويشكل الملتقى محطة وعنوانا عريضا لتفاعل الرواة والحكواتية وتبادل الخبرات والتجارب والمعارف فيما بينهم الأمر الذي يثري الراوي ويقدم له خبرة وتجربة ومعرفة جديدة تسهم في الارتقاء بمستواه وتحقق له نقلات نوعية في عالم الحكايات. وأعرب عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث عن سعادته بأن تكون المملكة العربية السعودية الشقيقة ضيف شرف نسخة هذا العام من ملتقى الشارقة الدولي للراوي خاصة أن المملكة تمتلك رصيدا غنيا وإرثا كبيرا في عالم الرواة والسرد والقصص والحكايا. ولفت إلى مشاركة العديد من الدول الخليجية والعربية والأجنبية في الملتقى لتلتقي على أرض الإمارات تنثر الحكايات والروايات الخاصة بها من خلال الحكواتية والقوالين ومختلف الفعاليات والأنشطة والبرامج التي تؤكد أهمية الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم ومدى الإيمان بقدراتهم وإمكانياتهم وتعبر عن التقدير والوفاء لما قدموه للوطن وللأجيال الجديدة. وأشار المسلم إلى أن معهد الشارقة للتراث يسعى بكل ثقة وقوة إلى تطوير هذه الفعالية التراثية في مختلف المجالات خاصة أنها كغيرها من الأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية والتراثية تحظى بدعم كبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وأكد أن دعمه للرواة يأتي على مختلف الأصعدة المادية والمعنوية في ظل العمل الدؤوب لتحسين ظروف حياتهم وعملهم وتأكيد أهمية وضرورة استشارتهم والأخذ بمقترحاتهم وآرائهم وفقا لتوجيهات سموه نظرا لما يتميزون به من إمكانات وقدرات تسهم بشكل مهم في دعم العمل في التراث الثقافي عموما فهم ركيزة أساسية في مجال التراث. وقال: إن دورة هذا العام تشهد توسعة وتنوع أكثر في الفعاليات خاصة في فعاليات شارع الحكايات حيث يتم نقلها إلى قلب الشارقة إضافة إلى فعاليات وبرامج متنوعة وغنية. وأوضح أن الملتقى يسعى إلى لفت الأنظار لأهمية الموروث الشفهي وضرورة الاهتمام بحملته من الكنوز البشرية الحية فالمخزون في الصدور أكبر بكثير مما جمع أو بحث أو درس والمهمة في هذا الطريق تحتاج إلى المزيد من الجهد لتوثيق مجمل المادة الشعبية والإحاطة بفضاء التراث الثقافي.