ذكر الموقع الالكتروني ل"جلوبال ريسيرش"، وهو مركز كندي للأبحاث حول العولمة، أن محققو الأممالمتحدة عثروا على أدلة تشير إلى أن الهجمات بالأسلحة الكيميائية التي كان يعتقد بأنها نفذت من قبل الجيش السوري، هي في الحقيقة من صنع و "تمثيل" المتمردين الجهاديين وأنصارهم، ولكنهم وجدوا أن الحكومة كانت مسؤولة بالفعل عن هجومين باستخدام غاز الكلور الكيميائي. وفي كلتا الحالتين، نفت الحكومة السورية أن لديها أي طائرة في تلك المناطق التي وقعت بها الهجمات في الأوقات التي زعم بأن نفذ فيها الهجمات، ولكن رفض فريق الأممالمتحدة هذا التفسير، بحجة أن سوريا فشلت في توفير سجلات الرحلات التي تأكد عدم وجود أي طلعة جوية، وهو الأمر الذي وجده المركز غريب بعض الشيء، لأنه ذا لم تكن هناك أي طلعات جوية، فبالتالي لن تكون هناك أي سجلات للرحلات. ونوه المركز إلى عدم منطقية استهداف الحكومة السورية، التي كانت تحت ضغط دولي مكثف بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية المزعومة، والتي كانت منخرطة في عملية تسليم مخزونها من هذه الأسلحة، مناطق المتمردين بحفنة من قنابل الكلور المحلية الصنع والتي ليس لها أي تأثير عسكري واضح وذو معنى. ومع ذلك، فإن الأدلة التي جمعها فريق الأممالمتحدة من الواقعة، تشير إلى أن الهجوم على منطقة التامانة في ليلة 29-30 أبريل من عام 2014، كان من الممكن أن تكون "تمثيلية" نفذها المتمردون، ومن ثم نشرها الناشطون، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وذكر التقرير: أن "شهود العيان قالوا إن سبعة تنبيهات متكررة قد صدرت عن قرب قيام قوات الحكومة بهجوم بالأسلحة الكلور، ولكن في الواقع لم يكن هناك اي هجوم بالأسلحة الكيميائية في المكان". وأضاف: "في حين سعى الناس لضمان سلامتهم بعد سماع التحذيرات، كانت بيوتهم تنهب والشائعات كانت تنتشر بأن الأحداث التي تجري كانت تمثليه. وقام هؤلاء الشهود بمقابلة المحققين من أجل تكذيب المعلومات المغلوطة المنتشرة علي نطاق واسع". وزعم الشهود أنه كان هناك هجوم كيماوي من قبل الحكومة على منطقة التامانة، قدموا أدلة مشكوك، حيث كانت البيانات التي تقدموا بها من مصادر مشكوك فيها، وفقا للتقرير. وشدد المركز على أن الأممالمتحدة كانت تحت ضغط دولي في بداية ظهور مزاعم باستخدام نظام الاسد للأسلحة الكيميائية في الحرب، وهو الأمر الذي جعلها تتسرع في إصدار حكم في صالح الولاياتالمتحدة وحلفائها في الوقت الذي كانت تضغط فيه من أجل دخول سوريا، حيث تجاهلت الاممالمتحدة إمكانية أن المتمردين الجهاديين الذين سيطروا علي بعض القواعد الجوية كانت لديهم مروحيات عسكرية تحت تصرفهم وكان من الممكن استخدامها كجزء من "تمثليه" تهدف إلى تجريم النظام السوري، وبالتالي تبرر وتدخل الولاياتالمتحدة أو غيرها عسكريا في سوريا. وأوضح المركز أنه منذ تحويل الأسد إلي "شيطان" بسبب رد فعله القاسي تجاه الانتفاضة التي بدأت في عام 2011 من قبل الإعلام الغربي، أصبح أي اتهام ضده ومهما كان من غير المحتمل أو غير قابل للتصديق مقبول إلي حد كبير وعلى نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربية والدوائر السياسية. وبعبارة أخرى، كان فريق الاممالمتحدة تحت ضغوط للتوصل الى حكم الإدانة. وعلي الرغم من أن التركيز كان على استخدام أسلحة كيميائية في الحرب كسببا لزيادة الضغط علي الاممالمتحدة، عندما حذر الرئيس الامريكي، باراك أوباما، من استخدام الحكومة السورية المحتمل لمثل هذه الأسلحة بأنه "خط أحمر" وهو الأمر الذي قد يستدعي القوات الامريكية بالتدخل مباشرة. وكان أوباما قريب من القيام بعمل عسكري انتقامي قبل الاستماع لأجهزة الاستخبارات وغيرها من الأجهزة والدول الحليفة التي كانت لديها شكوك حول وجود استخدام للأسلحة الكيميائية فعليا. وفي الأيام التي تلت ذلك، ظهر الضغط السياسي من أجل "تغيير النظام" في سوريا على خلفية هجوم غاز السارين خارج دمشق في 21 أغسطس 2013، الذي استخدمه النشطاء المناهضين للأسد والصحافة الأمريكية، بالإضافة إلي وزارة الخارجية الأمريكية باللوم على الفور علي القوات الحكومية. ولكن الأدلة الجديدة تشير الأن إلى أن الجهاديين المتطرفين هم من أطلقوا غاز السارين بهدف تحفيز أوباما إلى الانضمام إلى الحرب إلى جانبهم، من أجل أن يدعمهم ويمدهم بالسلاح والعتاد، أملا منهم في أن ينتصروا في الحرب ضد الاسد.