تحت عنوان "روسيا تسعى إلى زيادة نفوذها في الشرق الأوسط مع بعثة مصر"، كتبت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية اليوم الخميس، إن موسكو ترسل مسئولين كبارًا لمناقشة الصفقات العسكرية مع حكام مصر الجدد، وسط سخط في القاهرة بسبب الانسحاب الجزئي من دعم الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تحاول انتزاع السلطة من الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، بإيفاد وفد رفيع المستوى ل"بيع الأسلحة والنفوذ" في مصر، وتتطلع مصر لشراء معدات عسكرية بعد الانسحاب الجزئي من دعم حلفائها الغربيين، بما فيهم بريطانيا وأمريكا، بحجة قتل الآلاف من المحتجين في الصيف بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. واستعرضت الصحيفة البريطانية بعضًا من تفاصيل الصفقة المحتملة مع الروس، منها معدات مكافحة الشغب، وأسلحة رفيعة تستخدمها القوات الخاصة ضد من وصفتهم الصحيفة ب"المتمردين الإسلاميين" في شبه جزيرة سيناء، ويقال إن "قائمة التسوق" تشمل طائرات مقاتلة من طراز ميج 29، ويعتمد ذلك على قدرة مصر على الشراء وسط أزمة مالية. وأكدت أن الجيش المصري غاضب من الولاياتالمتحدة لدعمها مرسي والإخوان، ولكن الولاياتالمتحدة قالت إنها تساند العملية الديمقراطية فقط، وذكرت استنادًا على التقارير الواردة من موسكو أن صفقات السلاح التي يجري التفاوض بشأنها قد تكون الأكبر منذ عقود. وأوردت ديلي تليجراف ما صرح به نبيل فهمي وزير الخارجية المصري، في أول مؤتمر صحفي له، أنه ينوي التحرك بالسياسة الخارجية بعيدًا عما كانت عليه في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الذي كان على ارتباط وثيق بواشنطن. وتكمل الصحيفة البريطانية، منذ ذلك الحين زار رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادوف، وتحدث حول إمكانية إقامة قاعدة بحرية روسية في مصر، بينما قاعدة موسكو الموجودة حاليًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في طرطوس بسوريا، مهددة بالحرب الدائرة هناك. الصحيفة أكدت أيضًا عن إمكانية تحمل السعودية نفقات عسكرية كبيرة بين مصر وروسيا، فهي منذ الإطاحة بمرسي تضخ أموالًا في مصر، والسعودية أيضًا غاضبة من الولاياتالمتحدة لرفضها بذل المزيد من الجهود للإطاحة ببشار الأسد، ونقلت الصحيفة البريطانية عن تودور كاراسيك، محلل السياسة الروسية في الشرق الأوسط في معهد الشرق الأدنى للتحليل العسكري، قوله إن الرئيس الروسي فلادميير بوتين قادر على التعامل بمهارة مع المصالح المتنافسة في وقت واحد، في حين يبدو أن إدارة أوباما قادرة فقط على التعامل مع جانب واحد. وأضاف المحلل السياسي "أن الأمريكيين يفقدون حلفاءهم، لأن واشنطن عاجزة عن تقديم سياسة قابلة للتطبيق في المنطقة مع سوريا وإيران ومصر".