لحية خفيفة، وأصول غير عربية، وأسماء بغير الكنية، مواصفات جديدة ألقتها الخسائر البشرية المتتالية على عاتق تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في الاختيارات الجديدة لتعويض الأماكن الفارغة في بعض المناصب القيادية لدى التنظيم. وفمن الثوابت لدى التنظيم أن أغلب القيادات يجب أن يكونوا من أصول عربية ويحملون أسماء بصيغة الكنية أمثال "أبوعمر أو أبوعثمان أو أبوبكر أو غيرهم"، ولكن في مفاجأة كانت متوقعة في ظل الخسائر التي تلقها "داعش" خلال الأيام الماضية، والتي أدت إلى سقوط أكبر قيادين داخل التنظيم هم أبوعمر الشيشاني قائد القوات المسلحة في تنظيم الدولة الإسلامية والذي قتل في يوليو من العام الحالي، وأبو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم والذي قتل أواخر أغسطس الماضي. فكانت الخيارات أمام التنظيم محدودة، وظلوا في حيرة كبيرة فرغم مرور 3 أشهر على مقتل أبوعمر الشيشاني، ظل التنظيم في بدون رجل ثاني حتى وقع الاختيار على غول مراد حليموف المعروف في صفوف "داعش" تحت اسم الطاجيكي ليكون خليفة ل"الشيشاني" من خلال تنصيبه كقائد عسكري للتنظيم، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عراقية عن مصادر أمنية في محافظة نينوى شمال العراق وبعد إعلان الخبر وكعادة التنظيم لا تعرف الكثير عن قياداتها حاولنا البحث في المعلومات الخاصة عن "حليموف" فوجدنه الرجل المناسب في المكان المناسب، حيث كان المسئول السابق للقوات الخاصة الطاجيكية وعينه التنظيم في نفس مجال عمله، وقبل الخوض في الحديث عن "حليموف" نعرض نكشف الغموض حول كلمة "الطاجيك" وهم مجموعة عرقية تعد من المجموعات الآسيوية الرئيسية في وسط آسيا. غلمراد حليموف مقاتل وخبير عسكري طاجيكي؛ ترقى في مناصبه الأمنية ببلاده حتى تولى قيادة القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية، وفي 2015 انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي عينه قائدا عسكريا له مطلع سبتمبر 2016. وُلد غلمراد حليموف يوم 14 مايو 1975 في قرية فرزوب التي تبعد 25 كلم شمال دوشنبه عاصمة طاجيكستان. تلقى حليموف تكوينه العسكري والأمني في أجهزة الجيش والشرطة ببلاده، ثم خضع لخمس دورات تدريبية عسكرية وأمنية مكثفة ومنفصلة في الولاياتالمتحدة خلال 2003-2014، ضمن برنامج تدريبي للمساعدة الأمنية في "مكافحة الاٍرهاب" يتبع لقسم الأمن الدبلوماسي الخاص بالخارجية الأميركية. وسبق أن اتهمت طاجيكستان حليموف بالخيانة في طاجيكستان بعد انضمامه إلى تنظيم الدولة قبل أكثر من عام، أما الولاياتالمتحدة فقد وضعته على قائمة أخطر المطلوبين، وقررت منح مكافأة مالية لمن يساعد على اعتقاله أو تصفيته. وفي بيان للخارجية الأمريكية كشف أن حليموف شغل عدة مناصب أمنية في طاجيكستان، بينها عقيد سابق في القوات الخاصة، وقائد لشرطتها وقناص سابق للجيش. وكان أول ظهور له في مايو من العام الماضي، من خلال ظهوره في أحد التسجيلات المرئية التي تداولتها مواقع مومنتديات جهادية تابعة للتنظيم، ودعا فيه إلى شن هجمات ضد الولاياتالمتحدة وروسيا وطاجيكستان، حسب ما أورد التسجيل وقتها. وقالت وسائل إعلام روسية: إن حليموف قام بعمليات ضد المسلحين في داغستان بشمال القوقاز، كما أنه خضع لدورات تدريب في الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب، وترقى بمناصبه الأمنية في بلاده حتى قيادة القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الطاجيكية.