أكدت الدكتورة ميثاء الشامسي، وزيرة الدولة الإماراتية، رئيس الدورة الحالية للجنة المرأة العربية، اليوم الأحد، أن المرأة في المنطقة العربية تواجه تحديات جدية تمس جوهر أدوارها الحيوية المختلفة، مشددة على أن مشاركة المرأة في تحقيق الأمن والسلام لم يعد مطلبا طارئا وظرفيا وإنما يعد جوهريا في الرؤى الاستراتيجية لاستقرار المجتمعات وتقدمها وتعد المرأة مرتكزها الأساسي نظرا لأهمية أدوارها ورسالتها السامية وإلا فقدت المجتمعات قدرتها على التماسك وبناء السلام الاجتماعي في السلم والحرب. جاء ذلك خلال كلمة الشامسي في افتتاح أعمال المؤتمر الوزاري الأول رفيع المستوى حول المرأة وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة العربية اليوم. وأكدت الوزيرة الإماراتية على أهمية المؤتمر لأنه يتناول قضية محورية في عالمنا العربي ألا وهي "المرأة وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة العربية"، معربة عن أملها في أن يكون المؤتمر قفزة حقيقية في سبيل حماية المرأة وتحقيق السلم والأمن في العالم العربي. وأضافت "يأتي انعقاد هذا المؤتمر الهام تنفيذا لتوصيات لجنة المرأة العربية التي طلبت إلى الجامعة العربية-إدارة المرأة والاسرة والطفولة-التعاون مع هيئة الاممالمتحدة للمرأة عقد هذا الملتقي رفيع المستوى لبحث مسار تنفيذ قرارات مجلس الأمن المعنية بالمرأة والأمن والسلم تنفيذا لخطة العمل الإستراتيجية التي تم إقراراها من قبل مجلس جامعة الدول العربية سبتمبر الماضي. وأشارت الشامسي إلى أن لجنة المرأة العربية اوصت بتشكيل لجنة طوارئ لحماية النساء تجتمع عند تفاقم الأحداث ضد النساء في مناطق النزاعات في المنطقة العربية تتكون عضويتها من الدول الأعضاء واصحاب الخبره المختصين في مجال حماية المرأة أثناء النزاعات المسلحة على المستويين الدولي والإقليمي. وقالت "إن لجنة المرأة العربية قد تبنت في دورتها الحالية إطلاق الإستراتيجية العربية للنهوض بالمرأة 2030كأجندة لتحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة تلك الإستراتيجية التي اعتمدها مجلس جامعة الدول العربية في دورته 144 ورفعها إلى القمة العربية لاعتمادها. وشددت الشامسي على أن إيجاد الاليات الفاعلة والمتابعة التنفيذية لمرتكزات الرؤى الإستراتيجية التي سوف يعتمدها المؤتمر ستكون كفيلة في ترجمة عنوان المؤتمر إلى خطى وبرامج على المستوى الوطني تتضمن بلوغ الأهداف التي تحقق كل ما يتعلق بالمرأة والأمن والسلام في إطار الإستراتيجيات والخبرات العربية والإقليمية والدولية. وقالت: إن دولة الإمارات العربية المتحدة قد قدمت الكثير من المبادرات الهادفة إلى تعزيز دور المرأة الإماراتية لتكون قادرة على ترسيخ مفاهيم السلام مما يوفر بيئة اجتماعية ينشأ بها الأجيال على حب السلام والتعايش السلمي مع تعزيز قيم المواطنة الصالحة. وأشارت إلى أهمية المؤتمر كونه يأتي كأولوية تسهم في وضع الإستراتيجيات التي تعمل على تعزيز قدرات المرأة وتفعيل دورها واعلاء مكانتها في المجتمع، مما سيمكنها من توطيد دعائم السلم والتصدي للإرهاب الذي بات يهدد استقرار المجتمعات على نحو خطير. ودعت الوزيرة الإماراتية إلى ضرورة اتخاذ تدابير وخطط استثنائية تتوافق وهذه الأخطار المتزايدة تنوعا واتساعا وهى ظاهرة غدت عالمية مما جعلها تأخذ اهتمام العديد من المؤسسات العالمية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي. وشددت الشامسي على أهمية تبادل الخبرات بين الدول العربية والاطلاع على التجارب العالمية في مجال حماية المرأة من شتى الاخطار المحدقة بها كونه يؤسس مرتكزات صلبة توفر للمرأة الحصانة والحماية في كل الظروف والأوقات. وقالت إن المرأة العربية تواجه اليوم تحديات كبيرة على كل الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، موضحة أنه قد زاد من وطأة هذه التحديات ظروف الحروب والنزاعات وعدم الاستقرار الذي أصبح السمة الأعم للوطن العربي، ومن هنا تأتي مسؤولياتنا في مواقعنا المتعددة من أهمية طرح الحقائق وتناولها بشكل علمي يتسم بالشفافية والمنهجية في طرح الحلول وتوفير الإمكانيات اللازمة من أجل تكامل الجهود لحماية المرأة على كل بقعة من الأرض العربية. وقالت الشامسي إن قرار مجلس الأمن رقم 1325لعام 2000 قد أعطى أولوية خاصة لدور النساء في المفاوضات وإقرار السلام وإعادة البناء والإعمار وهو الأمر الذي آن الآوان أن نأخذه بعين الاعتبار لحماية الأبناء والأجيال القادمة لما للمرأة من طبيعة تجنح إلى السلم والأمن وتنأى بالأبناء والأجيال القادمة عّن المكاسب الصغيرة والآنيّة التي تهدد مستقبل الأطفال. وأشارت الوزيرة الإماراتية إلى أن إطلاق الاستراتيجية العربية لخطة العمل التنفيذية من قبل الجامعة العربية ومن كل الشركاء المعنيين تتطلب أن تقوم كل الدول العربية بوضع خط تنفيذية لقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة على المستوى الوطني وهو الأمر الذي مازال قيد التنفيذ في عدد من الدول العربية رغم أن هناك مجموعات إقليمية ودوّل قد بدأت في الاستراتيجية الثانية وربما الثالثة لتنفيذ هذه القرارات. وقالت الشامسي: بالرغم من كل ما تمر به المرأة العربية من ظروف وما تواجهه من تحديات إلا إنه لابد وان نشير إلى جهود عدد من الدول العربية في مجال النهوض بالمرأة وتحسين أوضاعها. وأشارت إلى أن النساء أصبحت تتبوأ عدد من المواقع القيادية وتشارك في صنع القرار على كل المستويات وقد زادت نسب مشاركة النساء في البرلمانات وارتفعت نسب الوزيرات في السلطة التنفيذية وفي السلطات النيابية والقضائية ولعل خير مثال على ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة التي حققت وفي فترة زمنية قياسية نسبا عالية في مؤشر تمكين المرأة في كل المجالات وهي الآن تشغل مناصب وزارية ومقاعد برلمانية وتتبوأ عدد من سفارات الدولة في الخارج. وأكدت انتخاب السيدة أمل عبد الله القبيسي رئيسة للمجلس الوطني الاتحادي لتصبح أول امرأة تتولى منصب رئاسة مؤسسة برلمانية في تاريخ المنطقة العربية كما تشكل النساء نسبة ثلثي موظفي الحكومة وثلث مجلس الوزراء..منوعة في الإطار ذاته بما قاله صاحب الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم: "نحن لا نمكن المرأة.. نحن نمكن المجتمع بالمرأة".