قال الناقد الكبير يسري عبدالله، إن كتاب "ميل إلى السعادة" للكاتب سامح قاسم يأتي خارج التصنيفات المعروفة للمثقفين سلفاً، مشيرا إلى أن الكتاب يعتمد على جملة من التقنيات. وأكد عبد الله خلال حفل التوقيع المقام بمركز البلد الثقافي بوسط القاهرة أن الكاتب "يجدل من بعض المفردات التي تتكون منها العناوين حكايات لكبار المبدعين والأدب"، موضحاً أن المدلول الكلي للعناوين يختلف من فصل الى آخر، وتأخذ طابعاً أسلوبياً مميزاً "وهذا المنحي في الاداء اللغوي منح الكتاب ثراءاً كبيراً". وأشار الناقد الكبير إلى أن الكاتب استهل كتابه بمقدمه غير معنونة يشرح من خلالها هدف الكتاب ومنهجه في ابداع النصوص التي يضمها الكتاب "وقد نجح الكاتب أمام تنويعات تتضاءل امامها فكرة المتن والهامش، وهو يعتمد على تقنية الكتابة داخل الكتابة اتكاءا على جملة من الوقائع الحقيقية لعدد من المبدعين"، وأوضح بأنه لو اقتصر الامر على هذه الوقائع لكان مجرد كتاب وثائقي "ولكن الكاتب أفلت من هذا الفخ، وكان سيعتبر وقوعاً مجانياً لا فائدة منه، وقد نجح الكاتب في أن يخرج من هذه الاحداث إلى خيال اكثر رحابة وينتج منها عالم جدير بالقراءة". وتابع عبدالله أن الكتاب ينهض على فكرة الاحالة وهي متعددة "فإما إحالة اعمال فنية أو كتاب، ويرتبط بالفكرة فكرة اخرى، وهي الهوامش التعريفية بالنصوص والكتاب الذين جاءت سيرتهم بالكتاب"، مخالفاً بعض الآراء بتأكيده أن تلك الهوامش ليست زائدة "وإنما جزء من جوهر الكتاب"، حسبما يرى، وأضاف أنه يتبقى إشكاليتان، الاولى هى كثرة الإحالات داخل النص السردي بما يعوق التواصل مع المتلقي، والنزوع المقالى الصرف في بعض المقاطع القليلة، وتتمركز في فصلين اثنين، رغم أن الكاتب بذل جهداً كبيراً في الكتاب. وعاد الناقد ليؤكد أن الكاتب يسعى الى الحفاظ على اللغة العربية "وهو ما دفع بعض الشعراء ليؤكدو ان الكتاب جزء منه تجليات قصيدة النثر، وكان يمكن التعاطي مع الكتابة باعتباره مجموعة من المقالات، لولا اللغة الادبية الصرفة التي تحلى بها طوال الكتاب وهي مسألة غير مالوفة وروح هذه اللغة أقرب إلى قصيدة النثر".